قدمت الينا طبقاً مملوءاً بالحلويات والمكسرات .. نظرت إليها مبتسمة وقلت: شكراً عقبالك يا حلوة .. تنهدت ووضعت السلة التي تحملها أمامنا وجلست مترنحة على الكرسي الذي بجواري .. أعجبتني السلة المزخرفة بأجمل ألوان الخرز والزهور.. وهي أعجبتني أكثر بأنوثتها وأناقتها.. ولكنني لاحظت مسحة حزن تكسو محياها الجميل.. بادرتها: لما الحزن يا حلوة.. ضحكت وقد استغربت سؤالي المباغت .. واعتدلت وقالت: انتي عارفة العروس دي أكبر مني بكم سنة، فقلت وأنا التقط حبة كاجو من داخل السلة: بكم؟ قالت: سبعة سنوات بالتمام .. فقلت ولو .. الزواج قسمة ونصيب وانتي لسة صغيرة كما يبدو ونصيبك أكيد منتظرك يا حلوة .. قالت: بي وين مع أبوي؟ .. قلت؟ مالو أبوك؟.. قالت أنا عندي اختي تكبرني بخمس سنوات، لم يتقدم أحد لخطبتها وهي تعمل موظفة، وقد تقدم أكثر من شاب لخطبتي بس أبوي رافض إلا إذا تزوجت أختي الكبيرة، وآخر واحد تقدم لي قبل عدة شهور شاب ممتاز ووضعه كويس وأخلاقه عالية، هو أخو صديقتي وقد بدأت بيننا مشاعر تقارب وأنا مقتنعة به، حينما تقدم وأسرته تصوري أبوي رفض وقال ليهم لمن تتزوج اختها الكبيرة أولاً.. تصوري الحال.. أنا ما عارفة لمتين حا أفضل زي البيت الوقف الى أن يأتي النصيب لأختي التي بلغت الثلاثين وتعدتها بقليل.. لم أعرف بماذا أجيبها، فكثير من الفتيات يعانين مثل هذه المشكلة المستعصية الحل وهي وجود أخت كبيرة لم يأت نصيبها وأخرى تصغرها يرفض الوالد تزويجها حتى تتزوج الكبيرة.. لاحظت طول سكوتي، وقفت.. حملت السلة ورأيت ظل سحابة من دموع ظللت عينيها وهي تكافح لتمنعها من الهطول، أمسكت بيدها جررتها نحوي واحتضنتها وقلت: أنتِ ما زلت صغيرة وبإذن الله صاحب نصيبك بانتظارك.. وربنا يهدي أباك.