السيطرة على تهريب البشر وتجارة المخدرات والسلاح والممنوعات..إيقاف شحنات مشعة وإغاثة فاسدة ومحتويات تمس العقيدة والأخلاق بورتسودان: علي الصادق البصير تتميز ولاية البحر الأحمر بعمق إستراتيجي بالغ الأهمية، فضلاً عن موقعها على ثغر البلاد وتميز حدودها بحراً ساحلياً وبراً فسيحاً مع اقتران بعض أطرافها مع دول الجوار وبعض الولايات الشرقية.. هذا التكوين الطبيعي جعل منها ولاية ذات خصوصية أمنية وعرضها للكثير من المهددات الشائكية والخطيرة..«الإنتباهة» ومن ساحل البحر الأحمر رصدت مع الأجهزة المختصة جزءاً من تلك المهددات ووقفت على الجهود المبذولة من قبل جهات الاختصاص لمكافحتها. الأمن البحري تشير دوائر أمنية لجملة من المهددات الأمنية للمياه والسواحل السودانية خاصة المتعلقة بالموانئ والسفن والأرواح بالبحر، هذا النوع من التهديدات يشكل خطراً وتهديداً مباشراً على الأمن البحري ويأتي تهريب الأسلحة والبشر والمخدرات على رأس تلك المهددات، كذلك أفادت مصادر أن هناك عمليات نقل وتهريب للبشر عبر البحر الأحمر تستغل فيها بعض الجزر النائية قبالة الساحل السوداني كنقاط تجمع وانطلاق إلى موانئ خارجية، وقد تمكنت إدارة مكافحة التهريب بشرطة الجمارك من وضع يدها على العديد من تلك العمليات أوقفت خلال العام الماضي فقط «920» شخصاً وقيدت ضدهم «120» دعوى جنائية وتم الفصل فيها، وأكدت إحصاءات الإدارة عن توقيف سبعة سنابك «مراكب تحمل البشر» عليها «1768» من الأجانب المتسللين معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة لكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمخدرات. المخدرات والممنوعات يقول عمر خليل علي الباحث العسكري/بحري في دراسة حول مهددات الأمن البحري: تستخدم بعض الشبكات الإجرامية المنظمة البحر الأحمر كممر للمخدرات والخمور والممنوعات الأخرى من مناطق إنتاج المخدرات في وسط آسيا الى مناطق الاستهلاك في دول البحر الأحمر وهي حرب جديدة تقودها إسرائيل ضد أجيال هذه الأمة. كما أن السودان يعتبر معبراً لبعض أنواع المخدرات من وسط إفريقيا عبر البحر الى بعض الدول الخليجية، وقد تمكنت إدارة مكافحة التهريب بالجمارك من ضبط كميات كبيرة من السلع الممنوعة والمحرمة ودونت سجلاتهم بحسب إفادة العقيد شرطة عوض عبد الحفيظ عبد الرحمن مدير فرع المكافحة حوالي «286» أسطوانة بها مواد فاضحة ومخلة بالآداب وأكثر من ثلاثة آلاف زجاجة خمور مستوردة بأشكال وأحجام مختلفة وحوالي «21800» من الكريمات والمستحضرات التجميلية الممنوعة والمسرطنة، وقال بين تلك الكميات أنواع بالغة الخطورة وتعمل على تلاعب الجينات وتسبب الموت إضافة لكميات كبيرة من المنشطات الجنسية الممنوعة التي بلغت في مجملها «17980» شريطاً. أفكار هدامة واحدة من أخطر المهددات المنظمة هي محاولة استهداف العقيدة من خلال كتب ومطبوعات تتنافى مع العقيدة الإسلامية وقوانين البلاد، حيث تمكنت السلطات الأمنية من ضبط كميات كبيرة من الكتب التي تحوى عقائد فاسدة وبعضها يتحدث عن مذاهب تسيء للدين الإسلامي وللصحابة رضوان الله عليهم وبعضها يتحدث عن تعليم الدجل والشعوذة وكيفية تحضير الجن وتسخيره بالترويج لأعمال تتنافى والفطرة السليمة والشريعة السمحاء، وقد تأتي هذه الأفكار الهدامة في حواسيب وأقراص مدمجة أو مطبوعة في شكل كتيبات. ومن أهم تلك الضبطيات التي تمت أخيراً محاولة تحريف المصحف الشريف. بلاغات غريبة رست إحدى البواخر الكبيرة والمحملة بشحنة زيوت طعام بميناء بورتسودان وهي في طريقها لدولة أخرى بغرض تغيير زيوت ماكينة الباخرة في عملية وهمية، وقد استغلت اللوائح المصرحة بذلك عندما تحتاج الباخرة للغيار وعدم دلق الزيوت في مياه البحر وبهذا التصريح سمح له بالتفريغ إلا أن بعض التجار من ضعاف النفوس قدرتب لعملية تهريب بالتلاعب في المستندات وإدخال سلعة غير مطابقة للمواصفات بحيث تم استبدال زيوت الغيار التي يجب أن تبعد عن الساحل بزيوت طعام من شحنة الباخرة بلغت في مجملها «45» طناً إلا أن سلطات الجمارك أوقفت الشحنة وأخضعت الزيوت الجديدة للفحص واتضح أنها لا تصلح للأكل مما اضطر المتهم لقوله إنه يريد أن يبيعها لمصانع الزيوت. إغاثة ملوثة أيضاً أوقفت سلطات الميناء شحنة ذرة دخلت كإغاثة كبيرة لمنظمة أممية حيث اتضح من الفحص أنها مصابة بحشرة خطيرة تسمى «كربترستس» أي خنفساء الحبوب وتم حجزها والتعامل معها وفقاً للمواصفات المطلوبة وقد تم إرجاع العديد من المحاصيل والتقاوى الواردة لمنشئها بعد التأكد من احتوائها على أنواع خطيرة من الأمراض والحشرات والآفات التي من شأنها تدمير الاقتصاد القومي والتسبب في فشل المشروعات الزراعية وتدمير الأرض البكر، ايضاً تم ارجاع سماد مشع غير معبأ «سايب» وعليه بعض التغييرات الكيميائية. مواد مشعة شهدت موانيء البحر الأحمر طفرات كبيرة وعمليات ضبط واسعة خاصة في مجالات الفحص للحاويات حيث يتم استخدام الفحص عبر الأشعة السينية المتطورة، وقال العقيد مصطفى الحاج مدير فرع الأشعة السينية ببورتسودان إنهم يستخدمون أشعة فوق البنفسجية بغرض الكشف آلياً لمحتويات الحاويات، مؤكداً أن هذا النظام يعتبر واحداً من الحلقات المهمة لتطبيق المعايير الدولية في نظام الأسكودا الذي التزمت به الجمارك السودانية، وقال إن هذا النظام يعمل بدقة متناهية وبسرعة فائقة ساهمت بشكل فعال في عمليات الضبط والرقابة، وقال إن بمقدور هذه الوحدة الكشف عن أي محتويات مشعة أو غير مطابقة للمنفستو. على ذات الصعيد تمكنت أجهزة المعمل الجمركي في فترات سابقة من الكشف على العديد من المواد الكميائية المشعة والمسرطنة والغازات السامة والمؤثرة على طبقة الأوزون التي يعتبر دخولها واحداً من أخطر مهددات صحة وسلامة السودان وأهله وأرضه. الصيد الجائر للقرش واحدة من الإشكالات التي يعاني منها الساحل هي الصيد البحري الجائر وسرقة الثروات، هذه الممارسات تعد من مهددات الأمن الاقتصادي البحري خاصة عمليات «جرف» الأسماك التي تحرم البلاد من ثروتها السمكية وتغير من طبيعة وتكاثر هذه الثروة حيث لا يُفرِق الصيد الجائر بين صغار الأسماك وغيرها المسموح به، ويضر بمواسم التكاثر، كما أن عمليات التجريف تضر بنمو الشعب المرجانية، بجانب أن هناك عمليات لسرقة الشعب المرجانية والقواقع والاتجار بها في مناطق أخرى من العالم. وقد تمكنت سلطات مكافحة التهريب خلال الفترة السابقة من ضبط «9» سنابك وقاربين صغيرين لأجانب داخل المياه الإقليمية ومعظمهم من دول عربية وقد تمت إحالتهم لمحاكمات جنائية وتم الفصل فيها وقد لحظت السلطات أن أكثر الأسماك عرضة للانتهاك هي أسماك القرش النادرة.