في الأسبوع المنصرم أُعلن في جميع أنحاء البلاد استقبال العام الدراسي الجديد وبالرغم من أهمية التعليم لدى كل طالب وطالبة إلا أن الكثير من الأسر أُصيبت بالإحباط حيث يأتي مع إطلالته الهموم والمتطلبات المدرسية والأعباء المالية المتزايدة على الأهالي والترتيبات الخاصة بالموسم الدراسي حيث أصبح التعليم بمثابة «البعبع» الذي يهابه العديد من الأسر، فليست كل الأسر لديها إمكانات مادية على دفع ومواجهة متطلبات مصاريف المدارس، وكثير من الأسر تعاني ما تعاني بين توفير لقمة العيش ومصروفات المدارس لذا فإن فترة الإجازة كانت بردًا وسلامًا على العديد من الأسر وذلك لهدوء «بالها» من دفع رسوم المدارس.. «الإنتباهة» قامت باستطلاع وسط الأسر وخرجت بالحصيلة الآتية. في بداية الاستطلاع التقينا «مها» موظفة وأم لثلاثة أولاد حيث تقول إن عودة العام الدراسي تزيد من تفكير وقلق الآباء والأمهات حيث يشعرون بضيق شديد وخوف من عدم الوفاء بالمتطلبات، ويقع كثير من الآباء في حاله من الارتباك لعدم مقدرتهم على تلبية طلبات أبنائهم بسبب وضعهم الاقتصادي، وأضافت مها أن في الوضع الراهن تكلف حقيبة الروضة مليون جنيه. هاجر أحمد «ربة منزل» لديها «6» أطفال من الذكور والإناث في مختلف المراحل الداسية لا تخفي تهديد زوجها لها بداية كل عام دراسي بإخراج أبنائه من المدرسة إلى سوق العمل لإعانته على أعباء الحياة المتزايدة وتضيف: حولني ذلك إلى أم مستفَزة بصورة مستمرة ودفعني لأكون عامل ضغط على أبنائي ووجود أكثر من ابن يصعب تعليمهم في الظروف الحالية رسوم المدارس الخاصة وحقيبة المدرسة الحكومية تفتقر إلى الكتاب المدرسي وبيئة المدرسة غير مشجعة على الدارسة. أما السيدة رحاب فتقول أستغرب هذه الضجة التي يثيرها البعض حول موسم العودة إلى المدراس، الأمر ببساطة بحاجة إلى تفهم من قبل الوالدين فكل شيء ضريبة. وإن كانت هنالك ضغوط لدى البعض فهي نتيجة سوء تخطيط منهم، أنا موظفة وزوجي أستاذ ومع هذا أستطيع أن أُلبي طلبات الأولاد المدرسية بشكل معقول بدون أن ألاحق موضة الحقائب والكراسات إذ أكتفي بالضروريات مع استعمال أغراض العام السابق إذا كانت صالحة. قال يوسف علي « موظف» وأب لأربعة أبناء في مختلف المراحل الدارسية عندما يقترب موعد العودة إلى المدارس يكتنفي ضيق شديد، فأنا منذ «15»عاماً مضت وأنا أعيش في كابوس اسمه «الاحتياجات المدرسية» وكل عام نثور ونتشاجر أنا وزوجتي بسبب الأسعار المتزايدة وهي تقف بجانب الأبناء وتشجعهم على شراء كل حاجة جديدة على سبيل المثال أحذية وحقائب وملابس أسعارها تترواح مابين «40 إلى90»جنيهًا والكراسات التي تصل إلى «100» جنيه فيصعب على الأسر وخاصة إذا كان الأبناء أطفالاً ويدرسون في مدارس خاصة. محمد الأمين «رب أسرة» يقول: مع قدوم العام الدراسي كل همنا تسجيل الأبناء في المدارس وخاصة المدارس الخاصة التي تزيد رسومها في كل عام تبعاً لأسعارها المتزايدة بالمقارنة بالعام السابق وتتبع السوق من زيادات وتوقعنا وجود مثل هذه الزيادات ولكن لم نتوقع أن تكون بمثل هذه النسبة وأنا أضع ميزانية معينة ولكن هذه المرة لم تكفِ بالمتطلبات وأصبحت المصروفات اليومية أكبر من الميزانية المقدرة وأصبحت عبئًا كبيراً لاسيما مع دخول شهر رمضان المعظم وما يتطلبه من احتياجات وشكل العام الدراسي عبئًا ماديًا ونفسيًا على العديد من الأسر هذا العام. ماذا قال الطلاب يقول أيمن «في الصف الثامن» إنه لم يعد يشعر ببهجة العودة إلى المدرسة والأصدقاء، فقد أمضيت وقتًا طويلاً بالتفكير في كيفية إقناع والدي بشراء حقيبة مدرسية جديدة وحديثة للعام الجديد، ويضيف: أدخل في نقاشات طويلة حول مدى حاجتي ومدى صلاحية الحقيبة بل ألجأ أحياناً إلى التحايل بتقطيع حاجاتي لتصبح غير لائقة ولكن الجواب يكون دائماً مشِّي حالك. الطلاب والأسره يواجهون ضغطًا نفسيًا يجعل العودة إلى المدرسة طقسًا حاميًا غير سعيد على عكس ما هو مفروض كما تؤكد الدراسات الاجتماعية أن الضغوط تؤثر على التحصيل الدراسي وتنهك نفسيات الأسرة فلا تلقي بالاً للقضية الأهم وهي نجاح الأبناء.