تشكل الحقيبة المدرسية جزءا من شخصية التلميذ وهو يضعها على ظهره صباحاً.. ويستعد للذهاب إلى المدرسة.. مشهد مألوف كل صباح في هذا الشارع أو ذاك ورغم انه يبعث الأمل والتفاؤل في اقبال هؤلاء الصغار على النهل من العلم إلا انه بالمقابل تشكل حقيبته هاجساً له ولأسرته وذلك لثقل وزنها إذ نجد التلميذ (منكباً) إلى الأمام يتقدمه وجهه الذي يعكس الحمل الثقيل على ظهره. دفعني هذا (المنظر) الذي أشاهده يومياً من (داخل منزلي) أولاً ثم الشارع العام لاعداد هذه الدراسة والتحقيق حول الحقيبة المدرسية لذلك حشدت لها الكثير من الآراء التي تنوعت بين خبراء التربية والتعليم والأطباء مروراً بخبراء علم النفس وعلم الاجتماع كما لم أسقط من حساباتي أمهات الطلاب وآباءهم والطلاب أنفسهم. كان مدخلي هو تلك الدراسة الطبية الامريكية التي جرت اخيرا بعنوان صلة الحقائب المدرسية بآلام الظهر عند المراهقين على نحو خاص. وتقول الدراسة ان آلام الظهر تتضاعف بصورة مثيرة خلال المراهقة بسبب حمل الحقائب المدرسية المليئة بالكتب ومع زيادة المتطلبات الأكاديمية يزداد عدد الكتب التي يحملها الطالب على ظهره وهو قادم إلى المدرسة ولقد اكتشف أحد الأطباء في جامعة امريكية تأثير حمل الحقائب المدرسية على الحالة الصحية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين (1113) عاماً فلاحظ وجود اعوجاج في العمود الفقري لدى بعض الطلبة واصابتهم بالتهابات عضلية على الكتف الذي يحمل عليه الطالب الحقيبة المدرسية وتقدر لجنة السلام الامريكية ان أكثر من (30.3) من الطلاب تم علاجهم في غرف الطوارئ في الفترة الماضية من اصابات ذات صلة وثيقة بحمل الحقائب المدرسية كما أوضح الأطباء في المراكز المتخصصة ان حمل الأطفال لحقائب ثقيلة لفترات طويلة أمر بالغ الخطورة وغالباً ما يسبب آلاماً مزمنة ومشكلات طويلة الأمد في الفقرات الممتدة من الرقبة إلى أسفل الظهر وأكد الخبراء ان زيادة الاحمال على الظهر تسببت في آلام حادة ارتفعت لأكثر من الضعف في السنوات الخمس الماضية. أما أحدث الدراسات الطبية فتؤكد ان حمل الطالب للحقيبة المدرسية لمدة (15) دقيقة تعرض ظهر الطالب لاضطرابات في العمود الفقري خلال فترة لا تتجاوز سبعة أشهر إذا زادت عن (15%) من وزنه أو حملها بطريقة خطأ، وتواصل الدراسة سردها إلى ان نسبة الاصابة بأمراض الظهر لدى الأطفال حاملي الحقائب الثقيلة على احد الكتفين تبلغ (30%) وتتناقص إلى (7%) فقط في حال حملها على الكتفين.. مدخل قصصي أول: ركل أحمد الباب بقدمه اليمنى ودلف مسرعاً تتصاعد أنفاسه ووجهه ينكفيء إلى الأمام.. دمعة على عينه اليسرى لم تستطع النزول سمح لها بالتدفق بعد أن داعب بسبابته جفن عينه.. سألته والدته ولم تجد جواباً غير (لن أذهب إلى المدرسة ثانية) أتعرفين لماذا؟ لأنني مللت حمل هذه الحقيبة - رمى بها إلى أقصى ركن في غرفته الصغيرة - أحس الآن ألماً فظيعاً في ظهري... أطلق الصغير لصوته العنان ودخل في بكاء مر أدهش والدته التي أسرعت نحو الحقيبة لتحملها فنزلت دمعتها هي الأخرى... ٭ صورة واحدة لكنها تتكرر يومياً في أكثر من منزل طالما بداخله تلاميذ يذهبون لمدارسهم صباحاً ويحملون حقائبهم على ظهورهم.. سردت والدة أحمد لجارتها (وجع) أحمد فوجدتها هي الأخرى تخرج ما في جعبتها من قصص شديدة الشبه بما يعانيه (أحمد)، تتداخل معها قصص أخرى من أمهات كثر يعايشن التجربة يومياً ويشرن بأصابع الاتهام بعد ذلك للحقيبة المدرسية. أخاف ولكن! توفير الحقيبة ذات العجلات لا تحل المشكلة هكذا أجابت السيدة ابتسام عوض والدة الطفلة روان معتصم كبَّاره على سؤالي هل يمكن أن تحل الحقيبة ذات العجلات مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية مفندة ذلك ان الطفل لا يمكن أن (يجر) الحقيبة على شارع غير مسفلت فالحقيبة لها شروط للسير فكيف تسير على التراب؟ ثم انها غالية الثمن لا تستطيع كل الأسر توفيرها لأطفالهم لكن عموماً من ملاحظاتي ان الحقيبة المدرسية تحتوي كتباً وكراسات كثيرة خاصة للطالب الذي يسير مسافة طويلة للوصول إلى المدرسة وهي على ظهره وربما يجد الطالب في الترحيل فرصة لوضعها أمامه لكن أقول لك الترحيل ليس متاحاً لكل الطلاب خاصة مع ارتفاع أسعار الوقود لكن ان وجد ربما يكون (أخف وطأة) وبسؤالي لها عن بديل الحقيبة المدرسية الثقيلة أجابت ابتسام انه مع التقدم التكنولوجي يمكن ادخال نظام التعليم الالكتروني والاستعانة ب(الفلاش) كأداة لنقل المعلومة وحفظها لكن أعود وأقول يا أستاذة اخلاص ان اقتراحي هذا يدخل في باب (الحلم أو عدم الممكن) إذ لا تملك كل الأسر حاسوباً. إذاً يظل الخوف دائماً شريكي عندما يحمل أبنائي حقائبهم المدرسية وليس في يدي غير المطالبة بالالتزام بجدول الحصص المكتوب فقط فخوفي الآن تترجمه لك ابنتي روان التي صارت دائمة الشكوى من ظهرها وكتفيها ما أدى لعدم اقبالها على الدراسة والاستذكار بل واللجوء دائماً للفراش والنوم بعد العودة من المدرسة... التقطت القفاز الابنة روان معتصم (الصف السادس) وبدأت تعدد آلام جسدها النحيل هنا ألم في ظهري وآخر في كتفي فأنا أحمل كل الكتب والكراسات معي حتى إذا أرادت معلمة أخرى أن (تدرسَّنا) درساً وحصتها غير مثبتة على الجدول تجدنا (جاهزين) لذلك وهذا طلب المدرسة في ان تحمل الطالبات كل الكتب تحسباً لغياب احدى المعلمات واستبدال حصتها بمادة أخرى وأنا أعلم ان حمل الحقيبة الثقيلة يسبب لنا مشكلات صحية في المستقبل لكن هل لنا بحلول عاجلة فلقد قصمت الحقيبة التي تحتوي على (7 كتب وأربع عشرة كراسة) ظهري لم يكن والد (روان) الأستاذ معتصم كباره أقل حزناً وألماً من ابنته ووالدتها إذ أوضح قائلاً انني دائماً أوصي أطفالي أن يخففوا من الكتب داخل الحقيبة التي ظل ألمها ملازماً للأطفال في المنزل وقد لاحظت انهم كثيرو النوم وبملابس المدرسة إذ انتفت تماماً شهيتهم لطعام (الغداء) كما غاب استعدادهم النفسي والذهني للمذاكرة والمتابعة واقترح العودة للأدراج ذات الاقفال فهي مريحة جداً للتلميذ الذي يعود للمنزل بما خفَّ حمله من كتاب أو كراس ما يدفعه لتوزيع وقته بين الاستذكار والترفيه. نلتزم بالجدول ولا أتفق مع هذا القول:- نفى الأستاذ أحمد حسين أبو القاسم تهمة عدم التزام الأستاذ بالجدول المدرسي اليومي مؤكداً اهتمام المعلم والمدرسة بالجدول اليومي للحصص وذلك ضمن الخطة التي تضعها المدرسة من أول يوم وحتى نهاية العام لذلك أوضح قائلاً لا أتفق مع الحديث الذي يوجه اصابع الاتهام للمدرسة بأنها السبب في جعل الحقيبة المدرسية ثقيلة على ظهر التلميذ باجباره على حمل كل الكتب والكراسات وان لم يتضمنها الجدول الثابت. وتذهب الأستاذة نوال الفكي التي تجمع بين التدريس والأمومة وتعترف بأن الحقيبة المدرسية فعلاً تمثل عبئاً على الطالب نسبة لحمولتها التي تفوق قدرتهم كأطفال فهي تكاد تكون مكتظة بكتب وكراسات مهولة وقد لاحظت يا أستاذة اخلاص ان الطالب يعيد التفكير ألف مرة في الصباح الباكر في الحمل الثقيل المتمثل في حقيبة المدرسية التي لا يستطع الشخص الراشد حملها لذا أناشد المسؤولين بوزارة التربية والتعليم النظر بعمق في هذه المسألة الخطيرة التي تهدد صحة الطالب ولياقته البدنية وهنا لابد من التفكير في حلول أخرى بديلة كأن تخفف المواد الدراسية أو الاتجاه لحلول تقنية للكتاب والكراس او دولاب خاص لكل طالب لحفظ كتبه أو الرجوع للأدراج ذات الاقفال... وعن اتهام المدرسة بالحياد عن الجدول الرسمي اجابت الاستاذة نوال اننا نلتزم التزاماً تاماً بالجدول الدراسي اليومي ولا نحيد عنه أبداً. وحول الجدول الدراسي يحدثنا الخبير التربوي حسين الخليفة الحسن مستشار وزير التعليم ولاية الخرطوم قائلاً ان الجدول الثابت هو من علامات الاستقرار الدراسي ومن ايجابياته نذكر أولاً أنه يفيد التلميذ باصطحاب كتب وكراسات اليوم المعني دون غيرها فيتفادى حمل الأثقال التي حتماً تتسبب في شتى أمراض الظهر العصية ثانياً يجعل الطفل يركز على مواد يومه فقط فيهدأ ذهنه وتصفو ذاكرته، ثالثاً يتفادى الطفل فقدان بعض كتبه أو كراساته إذا ضاعت حقيبته أو سرقت والحقيبة الرشيقة التي يسهل حملها تساعد الطفل في حراكه الدائب فهو ديدنه وحتى تختفي هذه الظاهرة نناشد التربويين بالمركز القومي للمناهج والبحوث ببخت الرضا تقليل مواد مرحلة الأساس إذ لابد من وجود مناهج تتناسب والفئات العمرية، مناهج مستمدة من ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا المتوارثة، مناهج تواكب العصر بجانب ذلك لابد من نشر توعية شاملة حول مآخذ الحقيبة المدرسية المثقلة بهموم الآباء والأبناء والأمهات ويمكن أن يتم ذلك عبر لقاءات التربويين مع وسائل الاعلام المتعددة لتسهيل عملية البحث. منهج معرفي ومدرسة الكترونية جلست إلى الأستاذة روضة بشير مدير مدرسة أحمد بشير العبادي التابعة لكلية التربية جامعة الخرطوم ووزارة التربية ونقلت لها هموم الأسر حول الحقيبة المدرسية التي أثبتت الدراسات الطبية مشكلاتها المستقبلية على الطفل وسألتها عن كيفية تقليل مخاطر الحقيبة المدرسية أجابتني قائلة نعم الحقيبة المدرسية ثقيلة على هؤلاء التلاميذ وهي مشكلة كبيرة لذلك لابد للمدرسة والمعلم والبيت من بث الطمأنينة في نفس الطالب وعلى المدرسة ألا تخضع الطالب لأسلوب المحاسبة والعقاب إذا نسى أحد أدواته بالمنزل أو إذا جرى (تغيير عرضي) على الجدول اليومي وأنا أشفق كثيراً على التلاميذ من حمل الحقيبة الثقيلة خاصة وانني أعرف تماماً مشكلاتها الصحية المستقبلية لذلك اقترح قيام مدرسة الكترونية لنتفادى الحمل الثقيل فالحقيبة ومناقشة محتوياتها أمر مهم جداً يحتاج لتكاتف جميع الأطراف التربوية والنفسية والطبية والاجتماعية وهنا لابد من استحداث منهج خال من الحشو والتطويل يتسق مع نفسية الطالب ويضج بالمعرفة لا الحفظ والتلقين ولا مانع من الاستفادة من تجارب الدول الأخرى المتقدمة في مجال التربية والتعليم فتأثير الحقيبة وهي ملآى بالكثير الآن قللت من مجهود الطالب الجسماني والعقلي وحب الدراسة والرغبة في سبر أغوار المعرفة ولقد زارتني أمهات كثر وقدمن شكوى أطفالهن من ثقل الحقيبة المدرسية وهنا قاطعتها ما هو ردك وأنت مديرة المدرسة؟ أجابت اتفق معهم تماماً وفي معرض ردها عن الكشف الطبي لتلاميذ المدارس أثنت الأستاذة روضة على ذلك قائلة أنادي بعمل كشف طبي دوري بالمدارس على العمود الفقري للطلاب للتأكد من سلامته جراء حمل الحقيبة الثقيلة وفي اجابتها عن تأثير ثقل الحقيبة على التحصيل الأكاديمي اجابت طالما الحقيبة ثقيلة على ظهر الطالب فانه سيظل دائم الشكوى من آلام مختلفة على جسده ما ينعكس سلبياً على تحصيله الأكاديمي خاصة ان الطلاب يحملون الحقيبة في كل الأوقات حتى خارج الفصل (الفسحة) خوفاً من سرقة الكتب والكراسات وعن مواصفات الحقيبة المدرسية أوضحت الاستاذة روضة قائلة لابد أن تكون الحقيبة (خفيفة) حتى يستطيع الطفل حملها بسهولة فهناك علاقة حميمة بين الطفل وحقيبته. دلالات ذات معنى يعزو الأستاذ مبارك عباس الخبير التربوي المعروف في منظمة (اليونسكو) ثقل الحقيبة المدرسية إلى عدم التزام المدرسة بجدول الحصص اليومي واجبار الطالب على احضار كل الكتب والكراسات لذلك يظل الحد من ثقل الحقيبة المدرسية يتعلق بالمنهج نفسه قائلاً ان لدينا منهجاً تجاوزه الزمن تماماً فضلاً عن التطورات والتغييرات المهمة التي جدت على الساحة الدولية والاقليمية والعالمية لذلك لابد من الانتباه للمنهج وتحديثه بطريقة تربوية صحيحة تتدارك الحشو وتركز على القيم والمثل والمعارف المفيدة ولابد كذلك من توفير العدد الكافي من المعلمين في المدرسة حتى تستقر العملية التربوية مع ضمان توفير البيئة المدرسية الجاذبة والاجلاس الجيد وتوفير الادراج التي يمكن حفظ الكتب بداخلها كل هذا يقلل من حجم وثقل الحقيبة المدرسية وهنالك صعوبة في توفير أكثر من نسخة خاصة لطالب الكتاب الواحد. ان قضايا التعليم الحادة ومن بينها ثقل الحقيبة تكمن في شح الموارد البشرية والمادية المتاحة للتعليم لذا من الضروري رفع نسبة تمويل التعليم في الميزانية القادمة إلى (18%) كما هو متفق عليه عالمياً لدول نامية كالسودان. معالجات وتعليم الكتروني كان طريقي لمكتب لجنة التربية والتعليم والبحث العلمي بالمجلس الوطني حيث التقيت هناك بالدكتور عبد اللطيف سيد أحمد الذي كان مستمعاً جيداً للأسئلة التي طرحتها عليه عن أثر حمل الحقيبة المدرسية على التلميذ وهل يكمن الحل في الحقيبة ذات العجلات وما هو رأيه حول الفحص الطبي للتلاميذ؟ اجابني قائلاً: للمنهج دور مهم وقد تم وضعه بواسطة خبراء معروفين وان كان سن الدخول للمدرسة قد تم انقاصها وأصبح التلاميذ صغاراً في سنهم الأمر الذي يجعل حمل الحقيبة أثراً عليهم لكن هناك بعض الترتيبات التي يمكن عملها لتلافي السلبيات وهي جدول حصص ثابت وأن يكون لكل تلميذ درج مغلق كما أن هناك أسلوبا يمكن أن يطبق في مدارسنا في المستقبل وهو التعليم الالكتروني الذي يتبناه الآن المركز القومي للمعلومات. لا أتفق معك في الحقيبة ذات العجلات لأنها تزحم المدرسة وتؤدي لحوادث مختلفة بين التلاميذ وفي الطرق وأنادي بضرورة الفحص الطبي الذي يجب أن تهتم به ادارة الصحة المدرسية. أثقل من 15% من وزن التلميذ افادات أسرة الطالبة روان كباره وغيرها من الأسر وشاهدات من حقل التعليم كانت دافعي لزيارة الدكتور سمير شاهين مستشار العظام ورئيس قسم جراحة العظام كلية الطب جامعة الخرطوم، لان هناك أسئلة أخرى حاصرتني عن الحقيبة واثرها على الظهر على المدى القريب والبعيد وما الأثر الطبي لوزنها على صحة الجسم وعلى طاولته جلسنا فحدثني قائلاً نعم يا أستاذة اخلاص يؤثر حمل الحقيبة المدرسية على الكتف وفقرات العنق لازدياد الانحناء الأمامي للعنق والوجه ويزيد هذا الانحناء الأثر السالب للحقيبة المدرسية الثقيلة إذا تجاوز وزنها أكثر من 15% من وزن التلميذ خاصة في الفئات العمرية بين (1316) سنة عليه ينصح بعدم حمل حقيبة مدرسية أثقل من 15% من وزن التلميذ فعلى المدى القريب وجدت دراسات في ايرلندا أن أكثر من 55% من تلاميذ المدارس يشعرون بعدم ارتياح أثناء حمل الحقائب المدرسية حتى ولو كان وزنها أقل من 15% من وزن التلميذ فالحقائب تؤدي على المدى البعيد إلى آلام في الظهر والعنق والعضلات والصداع المزمن وكذلك الشعور بالخدر في اليدين لذلك ينصح أن يكون حزام التعليق عريضا عند الكتفين ولا ينصح بحمل حقيبة في كتف واحد فلقد وصفت دراسة أجريت في الهند ان المشكلات التي تحدث للتلميذ من حمل الحقيبة المدرسية ب(مرض حقيبة الكتب) "Scoliosis" لذلك لابد من الكشف والفحص الدوري للتلاميذ لعلاج مشكلات الحقيبة المدرسية ويجب لفت انتباه الطلاب والمعلمين والآباء للتعريف بمشكلة الحقائب المدرسية مع التقليل من استخدام الكتب واستخدام أوراق العمل ومن ثم التشجيع لحمل الحقيبة على الظهر وليس الكتف ويتفق د. محمد عثمان حامد مستشار جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري مع د. شاهين في ان مرض (اسكوليوزز Scoliosis أو مرض الجنف) هو مرض حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة التي تسبب اعوجاجاً جانبياً للعمود الفقري وإذا لم يتم تدارك ذلك في طوره الأول فيمكن أن يستدعي الجراحة والتثبيت بالمعادن. وهي عملية كبيرة وليست سهلة لذلك لابد أن تكون الحقيبة المدرسية خفيفة على الطالب مع مراعاة عدم حمل جميع الكتب والكراسات إلى المدرسة بل يتم التقيد بالجدول الدراسي. لدى بعض الأطفال الاستعداد الخلقي للاعوجاج وهذا النوع من الأطفال أصحاب (الفلات فوت) (Flat foot) وهنا يجب الانتباه لحقيبة الطالب المدرسية حتى لا يحدث الاعوجاج الجانبي كما ان مراجعة المنهج التعليمي مهمة جداً وعلى المدرسة يقع عبء مراجعة أوزان حقائب التلاميذ فالحقيبة الثقيلة ربما يكون مردها (الخوف) من عقاب المعلم في المدرسة إذا نسى الطالب كراساً أو كتاباً لذلك يحاول دائماً أن يحمل كل الكتب والكراسات وهنا لابد أن يكون الكراس صغيراً وأوراقه قليلة وأنا أفضل أن يكون الكتاب المدرسي نسختين أحدهما في المنزل والأخرى في المدرسة كل هذا تحسباً حتى لا تصبح الحقيبة ثقيلة على الطالب الذي غالباً ما يظهر عليه الاسكليوزز أو مرض حقيبة الكتب في المرحلة الثانوية. مهارات هجومية وهذا الطفل لن يمارس نشاطه الرياضي! وعن أثر الحقيبة المدرسية الثقيلة على تعلم المهارات الهجومية لاحقاً حدثني د. عمار مهدي اختصاصي العظام والاصابات وطبيب الفريق القومي قائلاً لقد زار عيادتي اكثر من طفل يعاني آلاما في الظهر ووالداه يوجهان اللوم للحقيبة المدرسية الثقيلة وأنا اتفق معهم في ان الحقيبة المدرسية بوزنها الحالي تؤثر على الطالب بغض النظر عن عدد الساعات او الدقائق التي حملها فيها وطبعا اذا حدث أي تأثير على الظهر فهذا يعني مستقبلاً ان هذا الطفل لن يمارس نشاطه الرياضي بيسر فميل السلسلة الفقرية يؤثر على الرئة لاحقاً فالرياضة تعتمد على بذل المجهود والنفس الطويل ولو حدث أي خلل في الظهر فان الشخص لا يستطيع الجري او التنفس او السباحة وانا هنا أوجه نصيحة غالية من أجل اطفال اليوم رجال الغد في شتى المجالات وهي الاتجاه للطب الوقائي عن طريق الصحة المدرسية وهي التي ستكتشف من «بدري» المشكلات الصحية ليتم علاجها بطريقة صحيحة وأوصي بعدم احتواء الحقيبة على معادن حتى لا تكون ثقيلة على التلميذ وافضل ان يحمل التلميذ الحقيبة ذات العجلات وفوق هذا وذاك لابد من الالتزام بجدول الحصص اليومي، حتى لا نحمل الطلاب ما لا طاقة لهم به.. اما الدكتور هواري حسن صابر مستشار العلاج الطبيعي واعادة التأهيل فانه يؤكد ما ذهب اليه د. عمار ويكشف عن زيارة عدد من الاطفال لعيادته هو الآخر قائلاً زارني طفل عمره ثماني سنوات يشتكي آلاماً في الظهر وبعد التشخيص اتضح تماما ان هؤلاء الاطفال يحملون الحقائب على ظهورهم ويمشون مسافات طويلة تقارب الكيلومتر اذ اظهر التشخيص وجود تغييرات عظمية واضحة مع شد عضلي في الجانبين من العمود الفقري والسبب يعود لوزن الحقيبة المدرسية وللأسف انه وفي بعض المدارس الحكومية يفرض على الطلاب حمل كل الكتب والكراسات وهذه مشكلة يجب النظر في حلها عاجلاً. ليست كل الحقائب المدرسية صالحة للحمل ولكل الاطفال فهنالك بعض الاطفال يعانون من انحناء العمود الفقري بدرجات مختلفة وهنا يسبب حمل الحقيبة اضرارا لهم لذلك لابد من مقابلة طبيب اختصاصي في العلاج الطبيعي والتأهيل لتقويم قوام الطفل ثم بعدها يزوده الطبيب بنوع وشكل الحقيبة التي تناسبه وهنالك حقائب مدرسية تساعد في العلاج أي انها تحسن من وضع القوام غير الصحيح وتقلل من الامراض التي تعوق وتزيد من بعض الأمراض كالألم او الشد العضلي لذلك ننصح الأمهات ومشرفات التدريس بعمل تقييم لقوام الطفل لتقليل هذه الظاهرة غير الصحية علما بأنه في الدول المتقدمة وحسب تشخيص اختصاصي العلاج الطبيعي واعادة التأهيل فهنالك حقائب مخصصة لكل حالة، الاصحاء وغير الاصحاء، فالأطفال الى سن «18» سنة يمكن تقويم جهازهم العظمي بالتمارين والسباحة وبعض التمارين لتحسين القوام ولكني أنادي بضرورة تشخيص دوري في المدارس عند الكشف الطبي على الاطفال لتجنب هذه المشكلات ولتحسين الوضع الصحي المدرسي داخل ادارات الصحة المدرسية. نواصل
