تردَّدت كثيراً عند بدء الكتابة عن هذا الموضوع، وما خوفي سوى انعكاس ذلك لمفهوم البعض، لأن العلاقة بين أبناء الجالية السودانية المقيمين في الرياض والقنصلية بالسفارة السودانية وعلى اختلاف ثقافتهم وفهمهم محورها الحرية، الحرية الذاتية التي لا تتعارض مع حرية الآخر، لاحظت عند وجودي بالقنصلية بعض ي من أبناء جلدتي يرتدون الملابس غير اللائقة بتاتًا ومتسخةً ومهترئة وبالية لاتليق أبداً بمظهر الإنسان السوداني، فهناك من يرتدي عراقي بدون سروال طويل وهناك من ينتعل سفنجة ومشنق طاقيته وخاتي سفته كأنه في مكان لا يرتاده المراجعون من غير السودانيين ومن الجنسيات العربية الأخرى. يا هؤلاء إن العلاقة بينكم وبين سفارتكم أكثر حساسية منها مع الآخرين، لذا توخوا الحذر وتجنبوا السلوك الفاضح والمسيء الذي يسهم في مساحة التنافر فيما بينكم عند تدخل أي عنصر من عناصر النصح والإرشاد من الآخرين، وكما هو معلوم أن السفارات الشعبية تتمثل في أبناء البلد المعين ويتطلب ذلك إظهار المظهر الحسن ذي الرقي من الثقافة العامة وثقافة التقدير والاحترام للذات، فالدبلوماسية الشعبية يا إخوتي ليست بالطريقة العفوية التي اعتدنا عليها، بل تتطور مع تطور الزمن الذي نعيشه، فالتثقيف الذاتي مطلوب وضروري لكل من حمل هذا الجواز السوداني وخرج من البلاد، كما أن ضعف الثقافة لدى البعض من هؤلاء المعنيين الذين يرتادون القنصلية في السفارة السودانية بالرياض لقضاء بعض حاجاتهم هي بائنة لكل من هو داخل القنصلية في الآونة الأخيرة.. وهنا يا إخوتي إن مسؤولية ضعف المستوى الثقافي لدى هؤلاء وهي تقع على عاتق عدم تعليمهم المتمثلة في الأهداف والمناهج.. ومن المتوقع والمأمول من المسؤولين بالقنصلية عليهم إشعار هؤلاء بالتوعية والإرشاد وبالأساليب المختلفة لتبيان جوانب الظواهر السلبية لدى هؤلاء، فالدبوماسية الفردية لأبناء السودان المقيمين خارج البلاد هي ليست مهنة بل ثقافة بين الشعوب الأخرى والاندماج معهم لتبيان ثقافة الفرد السوداني أينما وُجد، فلربما يجد هؤلاء أنفسهم محاصرين وسط عدد من الأسئلة التي تدور في أذهان الغير عن السودان والمواطن، وما إلى ذلك من الموضوعات والقضايا.. فيا هؤلاء اتقوا الله في أنفسكم وفي بلدكم الذي أتاح لكم حمل الوثيقة الرسمية بعنوان «جواز سفر سوداني» لكل السودانيين..