الخليفة محمد الشيخ مصطفى الفادني وإخوانه خلفاء وأبناء الشيخ مصطفى الفادني ذكريات تهل وأطياف تطل من خاطر الضياء فبهم وبأدوارهم زهت أيام المسيد الوضاء التي تعني أعلى الأرقام ببنك الادخار الأخروي فبهم وبنظائرهم كان المسيد (عنوان مجد قومي.. الخليفة محمد الفادني رجل من أهل القرآن كان دأبه دأب أهل القرآن بمنارات الحزام القرآني بمدن وقرى شرق النيل ذلك الحزام المضروب حول العاصمة إذ هم حملة لواء لإحياء القلوب وزيادة حيويتها بما يصل بمفهوم وحقيقة لا مَعْدى عنها ألا وهي (والدار الآخرة هي الحيوان.. من باب الوفاء لهذا الكسب الذي أرسى العزم في الكسالى.. ففي هذه المسايد تتجدّد ذكرى هؤلاء القوم بما يقفز فوق مفهوم الحوليات الموسمية باتصال متواتر يشع بالإلهام بين ثنايا سفور أعمالهم الصالحة في سجلات ومدونات عطائهم المشهود فيكون ذلك الإحياء بإيقاع يناغم كل ثانية من ثواني زمان الوجود إذ هو عطاء يناغم فيه ألق المظهر وهج الجوهر بضياء يقبس من بلج (وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). وأكرم بذلك من قبسٍ من المصدر ومن مقابسة في الصدور. ومع قوة تأثير الحضور الحافل بكل قيم الوفاء للوفاء والعطاء للعطاء والإخلاص للإخلاص وجريان جداوله وهبوب أنفاسه الزاكية في كل الأوقات فإن كل عام من الاحتشاد الكبير للحياة بذلك الإحياء يفاخر من حيث نوعية الحفاوة العام الذي سبقه والذي يليه ومما تنفسح له الصدور وتشرّبه النفوس إن شكل وروح ومفهوم تلك الحفاوة تأتي مخاطبة لروح العصر باشتمالها على مضامين تُعلي في نفوس من عايشوها قيم الخير والفضل والفضيلة والإحسان، تلك التي تقول سيرة الخليفة محمد الفادني إنه ورثها من والده وأرّثها في عشيرته وأبنائه وأحفاده وأسباطه.. فكان خليفة لوالده بحياة والده المؤسس لهذه الرحبة الفادنية بشرق النيل بالخرطوم وفي كسبه وكسب والده وإخوانه الأماجد مناغمة لأدوار رحاب أوقد فيها أسلافه منارات عديدة بدار الأبواب بنهر النيل شرقاً وغرباً وبالجزيرة المروية شرقاً وغرباً ويرحم الله من قال عنه بشرق النيل: إن الخليفة محمد قد سرج والده بحياة والده. ونحن حين نترجم لهؤلاء الأعلام إنما نرمي لإبراز أدوارهم وكيف كانوا مثالاً لمن أحيوا سبل الهدى وأبانوا معالم الطريق.. وللحديث بقية بإذن الله.