ما من احتفال لأحد قادة الدولة إلا وكان الفقر والأوضاع الاقتصادية حاضرة بين ثنايا ذاك الاحتفال، وعلى الرغم من الوعود الكثيرة التى تطلق أحياناً لمحاربة هذا الفقر. إلا أن العمل ربما يكون بطيئاً بعض الشيء، وفي ولاية النيل الأزرق كانت محاربة الفقر بطرق عديدة أسهم فيها بصورة كبيرة ديوان الزكاة من خلال المشروعات التى يقدمها لهذه الشريحة من أجل تعدي خط الفقر، وهو يتبع تعاليم الدين الاسلامي في توزيع مال المسلمين على المحتاجين، وكذلك يضع الحكمة الصينية «لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد»، وخلال الايام الماضية دشن ديوان الزكاة بالنيل الأزرق نفرة المصارف الكبرى التى قدم من خلالها العديد من المعينات لمن يحتاجون إليها، فامتلأت ساحة قصر السلام بالآلات الزراعية من تراكتورات وغيرها من معينات الزراعة، إلى جانب الكثير من المواد الغذائية وغيرها من مشروعات استقرار الشباب، ولم يخف وزير الدولة بالرعاية والضمان الاجتماعي إبراهيم آدم إبراهيم إعجابه الشديد بالنفرة وهو يطوف في الساحة التى امتلأت عن آخرها، ووقف في جانب وقال «لا نريد محاباة وعلاقات ومجاملات، لكنا في حاجة لتقوى الله في إنفاذ المشروعات حتى تصل لمستحقيها، والدولة مستمرة في إنفاذ مشروعات الزكاة الرامية لمحاربة الفقر» وأكد أهمية تكامل جهود الدولة والمجتمع من أجل إخراج الناس من دائرة الفقر. وبدوره احتفى والي النيل الأزرق حسين ياسين حمد بنفرة المصارف الكبرى التي نفذها ديوان الزكاة في الولاية، وأكد أنه تم توظيفها بشكل صحيح من خلال المشروعات الرامية لإزالة الفقر. فيما أعلن الأمين العام لديوان الزكاة الاتحادي الدكتور محمد يوسف اعتزام الديوان إخراج «340» ألف أسرة من دائرة الفقر بالبلاد خلال العام الحالي بمعدل «20» ألف أسرة لكل ولاية. وقال د. يوسف إن الزكاة تمثل الترياق الأساس للجم وإزالة الفقر، وأضاف أن خطة الديوان خلال المرحلة المقبلة ستركز على صرف أموال الفريضة في المشروعات الرامية لإزالة الفقر. أمين ديوان الزكاة بولاية النيل الأزرق بشير محمد عمر بدت عليه علامات الارتياح الشديد وهو يسير في الطريق الصحيح لمحاربة الفقر، وقال إن تكلفة نفرة المصارف الكبرى بالولاية بلغت «11.366.150» جنيهاً، واستفادت منها «40.417» أسرة على المستويين الأفقي والرأسي من أجل تخفيف حدة الفقر ومساندة ودعم مواطني الولاية المتأثرين بالحرب. وقال عمر إن ديوان الزكاة في الولاية أخرج «300» مزارع من دائرة الإعسار بمبلغ «8.572.50» جنيهاً. وأوضح عمر أن تكلفة برنامج فرحة الصائم بلغت «2.858.000» جنيه، إضافة إلى دعم أسر الشهداء والمجاهدين والخلاوى وإطلاق سراح نزلاء السجون بمبلغ «50.000» جنيه. وكان لافتاً في برنامج نفرة المصارف الكبرى المشروعات المعينة على محاربة الفقر التي تمثلت في تمليك الأنعام، قوارب الصيد، الجرارات الزراعية، ماكينات الخياطة، عربات الكارو، الطواحين، الزي المدرسي، وتوزيع بطاقات التأمين الصحي على الفقراء بجميع المحليات. وقال مدير مشروعات استقرار الشباب مأمون حسن إبراهيم إن البرامج التي نفذها المشروع عبر الشراكة مع ديوان الزكاة ستسهم في إخراج الشباب من دائرة الفقر والبطالة، وكان لافتاً مشروع تمليك نزلاء السجون وسائل إنتاجية تعينهم على الكسب الحلال. وقال إبراهيم إن مشروعات استقرار الشباب عبر الشراكة مع ديوان الزكاة نفذت مائة زيجة جماعية بالنيل الأزرق.