كنا نحرِّر مجلة من منازلنا وأول مقالة أغضبت أسرتي حوار: أفراح تاج الختم منى عبد الله هي واحدة من رائدت التعليم النسائي في السودان تنحدر من أسرة تعليمية أبًا عن جد قدمت الأسرة من رفاعة لتسهم في تعليم البنات، والدها الشيخ أبوبكر المليك أول من أنشأ مدرسة أهلية وسطى لتعليم البنات في السودان في الأربعينيات في الوقت الذي كانت فيه معاناة المرأة كبيرة في جانب التعليم والأستاذة نفيسة معلمة الأجيال «ست نفيسة» كما يحلو للبعض أن يناديها بذلك واحدة من الأعضاء النشطات في الاتحاد النسائي السوداني ولها إسهامات واضحة في مجال تعليم النساء في السودان فهي أستاذة لأكثر من نصف قرن من الزمن وتحب مهنة التدريس التي مارستها منذ سن مبكرة، درست الوسطى بمدرسة أم درمان الأميرية وكانت أول دفعة بها عام «1940م» ثم كلية معلمات أم درمان وهي من الأوائل الذين تم ترشيحهم للدراسة بالخارج في انجلترا التقتها «الإنتباهة» بمنزلها بحي الملازمين بأم درمان فكان الحوار معها جميلاً وممتعًا: بداية نود التعرف منك على فكرة الوالد في إنشاء أول مدرسة أهلية وسطى للبنات؟ الوالد عليه رحمة الله الشيخ أبوبكر المليك واحد من خريجي كلية غردون «قسم المعلمين» فكرة المدرسة نبعت من أن أختى علوية المليك تم قبولها في مدرسة الابيض الوسطى، وكان من الصعب على الأسرة أن تتركها لتذهب لتتعلم هناك، ولم تكن هناك مدارس ومن هنا جاءت فكرته في إنشا مدرسة أهلية وسطى في عام 1948م من ماله الخاص، في البداية كانت المدرسة مستأجرة لمبانيها في الشهداء وفكر في شراء قطعة أرض للمدرسة بحي الملازمين موقعها الحالي فباعت أختي عقدها «تيلتها» لشراء قطعة الأرض وتم بناؤها في عام «1950م» وشراء قطعة الأرض بألف جنيه، وكانت في وقتها مبلغًا كبيرًا جدًا بمساحة «8» آلاف متر وتقدم بطلب للمجلس البلدي في عام «1954م» واكتملت المدرسة ووضع حجر الأساس لها الأستاذ بابكر بدري وقد كان أولياء أمور الطلاب يحضرون بعض المساهمات العينية لإكمال تأسيس المدرسة وبنائها المهندس عبد الله شداد وقد كانت المدرسة إنجازًا كبيرًا فى مجال تعليم البنات وأول رئيس لأمناء المدرسة هو أحمد السيد الفيل وآخر رئيس لمجلس أمنائها هو بشير العبادي. متى تحول اسمها لمدارس المليك؟ تم تغيير اسمها في اليوبيل الفضي للمدرسة مرور «25» عامًا على تأسيسها بمبادرة من دكتور محيي الدين صابر وزير التربية والتعليم بتغيير الاسم لمدرسة المليك اجلالاً للوالد المليك، وقد منحت المدرسة وسام النيلين من الطبقة الأولى عام «1972م» وأقيم في مقر المدرسة كلية المليك لتنمية المجتمع عام «1966م» وكان بها حلقات لمحو الأمية وكانت مقرًا لمدرسة الشنقيطي ومدرسة المليك كانت أول موقع للجامعة الأهلية وكانت موقعًا أيضًا لجامعة العلوم والتقانة والمدرسة توقفت منذ فترة طويلة والآن هي تحت الترميم. من الذين درسوا في مدرسة المليك ومشاهير تخرجوا منها؟ درس بها العديد من المعلمات منهم حاجة كاشف وفاطمة طالب وعزيزة مكي وتوليت إدارة المدرسة لفترة ومن الذين تخرجوا منها الأستاذة نعمات حماد أستاذة الدراما بجامعة لندن والمذيعة ليلى المغربي والكثيرات ماذا عن مشاركتك الفاعلة في الاتحاد النسائي وماهي أهدافه؟ الاتحاد النسائي تم تأسيسه في عام «1952م» وبه عضوية كبيرة حوالى «450» عضوًا وكنا مجموعة فيه أنا وسعاد إبراهيم وعزيزة مكي ودكتورة خالدة زاهر وتربطنا جميعًا علاقة طيبة وكنت أشرف على الاتصال بالأسر ودعوتهم لحضور اجتماعات الاتحاد النسائي والاتحاد كان له أهداف هي إزالة الأمية في أوساط النساء ونبذ العادات الضارة فى المجتمع والكثير من الأهداف التي استطاع الاتحاد أن يحققها وينجح فيها ومما جعله يستمر ويتدافع الناس عليه هو أنه سار على نهج الأسر المحافظة في ذلك الوقت ماذا عن كتابتك بجريدة الصراحة في ذلك الوقت وما هو آخر كتابتك؟ كنت أكتب باسم الآنسة «ن» ولحسن حظى فإن حرف النون له دلالتان بداية اسمي ويرمز لنون النسوة، وكنت أكتب في مجلة صوت المرأة ولدينا أسهم بها ومعي صلاح أحمد إبراهيم وعزيزة مكي وخالدة زاهر وفاطمة أحمد وكنا نحرر مواد المجلة من داخل المنازل وكانت والدة الصحفية فاطمة أحمد إبراهيم تحمل مواد المجلة وتقوم بتسليمها لدار مطابع صحيفة النيل تعاونها السيدة علوية الفاتح البدوي لتعذر خروج المرأة آنذاك وعن آخر كتاباتي لديَّ كتاب الحركة النسائية في السودان الذي أُعد فيه الآن ولم يكتمل. أصعب المواقف التي مرَّت بك؟ عندما كتبتُ مقالاً بجريدة الصراحة، وكنت وقتها معلمة بكلية المعلمات في عام «1952م» أرسلت مقالاً بعنوان «أما آن لنا أن نستيقظ» ولم يعلم أفراد الأسرة به وغضبوا مني وبعدها لم أخرج أسبوعًا كاملاً من الداخلية. المرأة بين الأمس واليوم؟ المرأة فى السابق تكبَّدت الكثير من المشاق من أجل خدمة المجتمع وناضلت من أجل قضاياها، أما الآن فأصبحت هناك حرية في كل شيء مما أسهم في تعليمها ودخولها لمجالات مختلفة وأتمنى أن يرجع الفتيات لارتداء الثوب السوداني لأنه حشمة ويعبر عن قيمنا وتقاليدنا السودانية الأصيلة رمضان ماذا يعني لك وما هي وجباتك المفضلة فيه؟ هو شهر للعبادة والتواصل، وأحب عصير البرتقال والليمون وأهم شي في مائدتي الرمضانية الآبري والسمبكسة وأحب ملاح الويكاب إضافة للبليلة كيف عودتِ أبناءك على الصيام؟ عودتهم عليه بالتدريج في سن السبع سنوات وكانوا يصومون لنصف اليوم إلى أن تعودوا عليه وأصبحوا يصوموم يومًا كاملاً.