ونحن نعيش قدسية هذا الشهر الفضيل شهر الصوم والغفران أوله مغفرة وآخره عتق من النار.. أن أبناء الجالية السودانية المقيمين في العاصمة السعودية الرياض بدأوا يمتِّنون علاقاتهم في هذا الشهر بارتباط المحبة والمودة، وهم يشرعون في الإعداد للإفطارات الجماعية التي دأبوا عليها منذ أن وطئت أقدامهم هذه البلاد تعظيماً لروح الإخاء والوجدان وبعيداً عن المصالح والأمور الدنيوية، فقد بدأ العديد من رؤساء الجمعيات والروابط توجيه دعوات الإفطار الجماعية لكثير من الجماعات والشخصيات ومن أعضاء البعثة السودانية، والشخصيات الثقافية والرياضية والإعلامية والخيرية، حيث تلقيت سيلاً من الدعوات التي تؤكد مدى ارتباطنا في تلك الصداقات التي نشأت فيما بيننا وهي تقوم على التمازج والتقارب في الروح والفكر الذي رأيناه في عدد من مواقع الاستراحات التي تقع في أطراف الرياض، لتقديم وجبات الإفطار الرمضانية وصلاة التراويح، ومن ثم بعد ذلك تقديم البرامج التوعوية والمواعظ الدينية والدروس المستفادة، وأحياناً للتفاكر والتشاور فيما يؤكد عظمة هذا الشهر الفضيل، لمناقشة الكثير من القضايا التي تهم الولايات والمدن والقرى، بل هناك من الشباب من يقومون بتوفير كل مستلزمات الإفطار لطلب الأجر والثواب بتقديمهم للخدمات الجليلة، وهي الصداقة التي تربط فيما بينهم كما ربطت بين المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، وصديقه الصدوق أبوبكر الصديق رضي الله عنه.. ومن خلال هذه الإفطارات الجماعية التي نلحظها بغرض تمتين بعض الصداقات التي تعود أحياناً لمرحلة الطفولة التي تقوم على التمازج والتقارب وذوبان الفروقات بين الناس لتنصهر في الروح الإسلامية وتوحيد روح الإخوة بالتكافل بينهم، والذي يجعل منهم روح الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالسهر مما يؤكد أن مثل هذه اللقاءات التي نشهدها بين السودانيين في هذا الشهر الكريم وهي تقوم بترسيخ القناعة وبأهمية إجراء مثل هذه اللقاءات والحوارات ولمناقشة الموضوعات التي تهم الكثير منهم. ومن دلالات تلك الدعوات التي تلقيتها من العديد والتي تؤكد المودة، وهي معبِّرة عن رغبة قوية في استشراف آفاق المحبة التي تتطلب التمكن في كونه ضرورة من ضرورات هذا الزمان المتعدد والمتنوع في الحفاظ على عقيدة المجتمع السوداني في بلاد الإغتراب، وبمشاركة أحياناً من أعضاء البعثة السودانية التي عادةً ما تكون في مقدمة الحضور وفي بوتقة واحدة مع هذه الجموع الصائمة، وفي مثل هذه اللقاءات بين الراعي السوداني والرعية تؤكد مدى توليفة أبناء السودان وروح وعظمة شهر رمضان الذي يجمع الناس ولا يفرِّقهم، ويتيح فرص التشاور والتواصل الفكري بين أعضاء السفارة وبين شرائح المجتمع بكل توجهاته الفكرية والثقافية، والحرص على إرساء تلك المفاهيم التي تدل على التواصل الاجتماعي والمؤازرة والمساندة والترابط بين رؤساء تلك الجمعيات والروابط في مجتمع الجالية بالرياض..