لا يعرف الموطن الأصلي للأرز على وجه التحديد ولكن يرجح أن يكون من شرق آسيا، فقد بدأت زراعته في وادي نهر يانغستي منذ 2000 عام قبل الميلاد، كذلك يقال إنه موجود بالهند منذ القدم ونقل إلى المشرق وأوربا، ويقال إنه نقل إلى مصر في عهد الخلفاء الراشدين ونقله العرب إلى إفريقيا، ثم انتقل إلى أوربا ما بعد الحروب الصليبية. زرع في ايطاليا في القرن الخامس عشر وزرع في أمريكا في القرن السابع عشر. ويزرع الأرز اليوم في جميع القارات.الأرز نبات عشبي حولي ينتمي للعائلة النجيلية التي تضم القمح والذرة وغيرها، يبلغ طول النبات 50 - 180 سم. ويزرع مغموراً في المياه Paddy System أو هوائياً ويعرف بأرز المناطق المرتفعة Upland Rice والذي يستهلك حوالى نصف كمية المياه المستهلكة بواسطة الأرز المغمور. والأرز أحد ثلاثة محاصيل رئيسية إلى جانب القمح والذرة عمل عليها العلماء في الثورة الخضراء Green Revolution لزيادة إنتاج الغذاء في العالم. تم استنباط أصناف عالية الإنتاجية وذات دليل حصاد عالٍ في المركز الدولي لبحوث الأرز International Rice Research Institute في لوس بانيوس في الفلبين والذي يحتوي بنك الجينات فيه على حوالى 112000 صنف من الأرز من مختلف الدول حول العالم تشتمل على أنواع الأرز البري وأسلاف الأرز والأصناف التقليدية والأصناف الحديثة يعتبر الأرز هو الغذاء الرئيسي لأكثر من نصف سكان العالم «حوالى 54%» ومن هنا تأتي الميزة النسبية للسودان الذي يتميَّز بتنوع مناخاته وموارده الطبيعية في إنتاج الأرز كمحصول نقدي يعمل على جلب العملات الحرة للبلاد. اهتم السودان مؤخراً بالدخول في تجربة إنتاج الأرز بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي من خلال الدعم الفني وبرنامج بناء القدرات في ست ولايات هي الجزيرة وسنار والنيل الأبيض والقضارف ونهر النيل والشمالية. حيث أظهرت الفترة الأولى للمشروع «2009 2014» مؤشرات نجاح عالية برزت في حقول التجارب والحقول الإيضاحية التي يتم عبرها نقل تقانات إنتاج الأرز للمزارعين. قامت الدولة بإنشاء المشروع القومي للأرز بوزارة الزراعة الاتحادية والذي يركز على عمليات فلاحة الأرز والترويج للاستثمار. وفي نوفمبر 2012 تم إعداد الإستراتيجية القومية لتطوير الأرز والتي هدفت إلى الإسهام في تطوير قطاع زراعي مستدام عبر تأسيس إنتاج أرز مستدام ونظام تسويق قادر على المنافسة. وتشمل الإستراتيجية تحسين الإنتاج، إكثار وتوفير التقاوي الجيدة النقية، تحسين إدارة المياه والري، الميكنة، تداول وعمليات ما بعد الحصاد والتسويق. هذا إلى جانب تقوية الهياكل المؤسسية، البحوث، نقل وتوصيل التقانات، التمويل، تنمية السياسات وبناء القدرات. هذه الإستراتيجية يتوقع أن ينتج عنها مضاعفة إنتاج السودان من الأرز إلى أكثر من 10 أضعاف و ذلك من حوالى 25000 طن في العام 2010 إلى 302000 طن في العام 2018 في ولاية الجزيرة قامت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والموارد الطبيعية بإنشاء وحدة تطوير إنتاج الأرز ودعمتها بعدد مقدر من المهندسين الزراعيين الذين تم تدريبهم ورفع قدراتهم الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في كل من يوغندا ومصر واليابان. تقوم الوحدة بالإشراف على وتنفيذ حقول التجارب والحقول الإيضاحية وتعمل على إكثار تقاوي الأرز الهوائي Nerica4 النقية، إضافة إلى زراعة الأرز تجارياً داخل مشروع الجزيرة بالاتفاق مع المزارعين والتنسيق مع البرنامج القومي للأرز مهندس زراعي عمر بادي ودمد ني. مني: تغييرات كثيرة طرأت علي غذاء أهل السودان حيث اتسعت مساحة استخدام الفول والقراصة والعصيدة كوجبات يتناولها الناس في الإفطار على وجه خاص.. ولا نستبعد في ظل المتغيرات المتسارعة إن يأخذ الأرض مساحة أكبر في غذاء أهل السودان بعد اتساع دائرة الكبسة والبرياني في المطاعم.