تتغير العادات والسلوك الغذائي في شهر الصيام مما يؤدي إلى التخلص من بعض الأمراض التي يسببها اتباع السلوك الغذائي غير السليم طيلة السنة، حيث يتخلص من السمنة والدهون الزائدة وبعض أمراض الجهاز الهضمي بسبب الانتظام في مواعيد تناول الوجبات، وأيضًا بسبب تناول كميات محدودة من الغذاء، غير أنَّ هنالك مَن يفرطون في تناول الوجبات خاصَّة الأولى، «وجبة الإفطار»، سواء كان الإفراط في المشروبات أو في المأكولات، فبدلاً من أن يخلص من الأمراض أو يجعلها مستقرة يستفحل الأمر إلى درجة الذهاب إلى المستشفى طلبًا للعلاج، ويقع في ذلك كل الفئات الصائمة «كبار السن، والحوامل والمرضعات، ولا ننسى الأطفال» قد يكون لكل واحد من تلك الفئات سلوك غذائي معيَّن سليم وصحي يتبعه، وقد يتشابه الأمر لمعرفة ما هو صحيح، ونظرًا للإصابات المرضية التي تحدث في رمضان في الثلث الأول منه أجرينا حوارًا مع د. عزة بابكر موسى اختصاصية التغذية فإلى إفاداتها: وضِّحي لنا كيفية السلوك الغذائي للمرأة الحامل الصائمة الذي لا يُدخلها في مضاعفات؟ الحامل الصائم على حسب فترة الحمل إن كانت الأولى أو الثانية أو الثالثة، فالحامل في الشهور الأخيرة قد لا تستطيع الصيام لأنها تحتاج لجرعات أكبر من المواد الغذائية، وبالأخص السعرات التي يبلغ معدلها في الأشخاص البالغين «30» جرامًا، وفي غير البالغين تبلغ «15» جرامًا، لكن السعرات الحرارية في النساء الحوامل لا بد أن يكون معدلها حوالى 80 جرامًا. وأين تتوفر الطاقة الحرارية في المأكولات؟ الطاقة الحرارية أو السعرات الحرارية توجد في كل البيروتينات الحيوانية «اللحوم والألبان البيض »، والنباتية «وهي توجد في البقوليات» وفي المواد الكاربوهيدراتية «والتي توجد في النشويات»، والدهون، لكن الفايتمينات والألياف لا تحتوي على سعرات حرارية. تصوم المرضعات ولكن يتأثر بعضهنَّ فهل من نهج غذائي جيِّد لهن؟ المرضع تحتاج لطاقة أكبر تتمثل في زيادة السعرات الحرارية بزيادة خمسمائة سعرة، فإن كانت في الطبيعي ألف وخمسمائة، فعندما تكون مرضعًَا تصبح ألفين، لذا لا بد أن تكون وجبتها متوازنة. وكيف تكون الوجبة متوازنة؟ الوجبة المتوازنة إن كانت للحامل أو غيرها فهي التي تحتوي على المواد الكاربوهيدرية والأحماض الدهنية والبروتينيات والألياف التي تتوفر في الخضر والفاكهة، غير أن المرضع تحتاج لمزيد من السوائل لذا عليها زيادة عنصر الماء كأساس للسوائل، ولا يفوتنا أن هذه المرضع قد كانت حاملاً لذا يجب أن يتوفر في غذائها عنصر الحديد فجسم الجنين يعتمد في أساس تكوينه على الكالسيوم الذي يستمده من القايتمينات الحديدية المتوفرة في الألبان. يعتقد البعض أن إدرار اللبن يعتمد على تناول كميات كبيرة من النشويات فهل ذلك صحيح؟ البروتينات بإضافة السوائل «الماء» هي التي تدر اللبن وليس «النشويات» كما هو شائع، وأيضًا هنالك من يعتقد أن عصير البرتقال يدر اللبن وهذا اعتقاد خاطئ أيضًا فالماء واللبن هما الأساسيان في إدرار اللبن لذا على المرضع الإكثار من تناول السوائل طيلة في فترة الليل «من الفطور إلى السحور» مرضى السكري يُسمح لبعض منهم بالصيام لكنهم يخشون من تأثير تناول بعض المواد الغذائية عليهم؟ مريض السكر الصائم عليه الالتزام بالسلوك الغذائي المتبع مع الابتعاد الكامل عن السكر بما في ذلك السكر المخصص لمرضى السكرى «السكرين» وأيضًا عليه التقليل من تناول النشويات والكاربوهيدريتات لأنها تتحول إلى سكريات كما أن هنالك منشورات للسلوك الغذائي السليم لمرضى السكري الصائمين وعليه قياس السكري قبل وبعد الإفطار ولكن لا ينبغي لأي مريض سكري الصيام قبل مقابلة طبيبه الخاص المتابع لحالته وعليه تناول وجبة متوازنة بحسب حالته الصحية. من الملاحظ أن بعض كبار السن الذين يصومون تظهر عليهم بعض التأثيرات فهل هي بسبب السلوك الغذائي؟ المضاعفات التي تحدث لكبار السن الصائمين حيث إن اكثرهم يشكون من اضطرابات الجهاز الهضمي، فعلى هؤلاء تناول المأكولات والمشروبات بكميات قليلة ويترك ما تبقى إلى ما بعد مضي ساعة على الأقل من ذلك، على أن يكون الغذاء متوازنًا والمرضى من كبار السن الذين يشكون من علل مزمنة عليهم مراجعة طبيبهم الذي يوصيهم باتباع سلوك غذائي على حسب العلة. ليتعود المسلم على الصوم يجب أن يتدرب عليه منذ الطفولة فهل في صيام الأطفال خطر على صحتهم مستقبلاً؟ الأطفال يجب ألا يصوموا قبل سن السابعة لأن الجسم بعد السابعة يصبح باستطاعة صاحبه الصيام على ألّا يصوم أيامًا متتالية فهذا يؤثر على طاقته، فالطفل كثير الحركة، والحركة تحتاج إلى طاقة والصائم يقلل من كميات الطاقة في الجسم خاصة أن الطفل في مرحلة نمو فالصيام المتتالي للطفل يؤثر على صحته ويصاب الطفل الصائم بالإعياء والأمراض التي تحتاج لتغذية ومن ثم معاودة حياته بشكل طبيعي. درجت عادات كثير من الأسر السودانية على تناول الشاي والقهوة بعد الإفطار مباشرًَا بغرض تسهيل عملية الهضم فهل هذا صحيح؟ شراب الشاي والقهوة بعد الفراغ من الإفطار لا يهضم بل يتسبب في سوء الهضم، فالشاي يحتوي على مادة حمضية تزيد من المادة الحمضية التي تفرزها المعدة للهضم وهذا يعيق من امتصاص الحديد في الجسم وكذلك القهوة فهي تحتوي على مادة الكافيين التي اذا زادت تؤثر على عملية الهضم والممارسة الخاطئة في تناول الشاي والقهوة بعد الإفطار مباشرة عادة خاطئة يجب تصحيحها إلى ما بعد الوجبة بساعة على الأقل هل من نصح غذائي لجميع الصائمين؟ الجميع يجب أن يلتزموا بالغذاء المتوازن والقليل، فالإفراط في الأكل والشرب يتسبَّب في التخمة ثم سوء الهضم، مع ضرورة الابتعاد عن العادات الغذائية السيئة التي تعتمد على تناول السوائل بشكل أكبر من غيرها من المواد الغذائية في المائدة الرمضانية، وتُعتبر المائدة السودانية الرمضانية متوازنة غذائيًا، فهي تحتوي على طبق العصيدة الذي يتحول من نشويات إلى سكريات، والملاح «التقلية» وهو غني بالبروتين، وطبق البليلة مصدر للحديد، والبلح مصدر للسكريات وهو من أجود أنواع الفواكه.