آلة دقيقة هي خطة أمريكا الآن والآلة عن عمد تبقى أجزاؤها مبعثرة بحيث لا تعمل إلا تحت الأصابع التي تجمع كل أجزائها. وإيران وسوريا وتركيا ولبنان ومصر والخليج هي بعض من الأجزاء وعزف المقطوعة يبدأ ولبنان يوم أفلتت من سوريا قبل أعوام قليلة يجري تطويعها بحيث يظل لبنان بلداً دون حكومة.. حتى اليوم والحكومة الحقيقية تصبح هي حزب الله الشيعي .. عن عمد والرئيس السني الحريري يُقتل بتفجير لا أحد حتى اليوم يعلم من وراءه. وسلسلة بديعة من الخداع تنطلق. والعام الأسبق.. ملجأ نهر البارد.. الفلسطيني في لبنان.. حين يتجه المسلمون السنة فيه لتكوين مجموعة مسلحة يهبط عليهم شخص ظل لاجئاً في بريطانيا.. ويصبح قائداً ويطلق النار على الجيش اللبناني وجيش لبنان حين يتجه لمهاجمة المخيم يعلن حسن نصر الله أن «مخيم نهر البارد خط أحمر». والناس يحسبون الأمر نوعاً من دعم حزب الله للفلسطينيين و لحماس بينما الأسد «حليف ايران وحليف حزب الله» يطرد حماس من سوريا وركام هو أجزاء من آلة دقيقة مفكَّكة يجري تجميعه تمهيداً لخطوة «بعيدة» في حسم المسألة الفلسطينية.. أمريكيًا وكيري يجوب المنطقة الآن بحثاً عن حوار فلسطيني إسرائيلي «2» وزلزال تركيا المشهور قبل أعوام أربعة.. الصحافة تلتقط منه مشهداً غريبًا رجل مذهول جالس وسط ركام عمارة كان يسكنها والرجل وسط الركام منهمك في مسح وتلميع قطعة من الزجاج المكسور.. يمسح .. و يمسح وكيري.. وسط ما يجري الآن في مصر وغيرها .. يبدو مثل من يمسح قطعة الزجاج وسط الركام بينما حقيقة الأمر هي أن الرجل يعرف ما يريد فانقلاب مصر يبدأ بحرب تجويع وحصار ضد الفلسطينيين في غزة «منطقة حماس». وضرب الأنفاق وإغلاق المعابر والحصار كان يطلب تطويع وتجويع المسلمين السنة في فلسطين. والمعبر الآخر يصبح هو معبر فتح التي تبيع لنصر الله وبالتالي لإيران والمحادثات الجديدة «والتسليم» خطوة تكتمل شروطها والخطوة تصبح تفسيراً لإيران وهي تهاجم مرسي والإخوان و... «3» لكن حسابات سيسي وغيره تفلت.. والهزيمة تبلغ درجة تنبت الآن السخرية من سيسي وانقلابه وإذاعات ومحطات انقلاب مصر تظل تردد أن «الجيش المصري جاء لأن الشعب كله/ عشرون مليونًا في ميدان التحرير/ طلبوا حضوره والمحطات الغربية هي التي تطلق السؤال الساخر الذي يقول .. ميدان التحرير مساحته هي «140» ألف متر مربع والمتر لا يسع أكثر من أربعة أشخاص والطريقة الوحيدة التي تجعل الميدان يتسع لعشرين مليونًا هي أن يصبح الناس أربعين طابقاً بعضهم فوق بعض وأغنية «شرعية الأغلبية» تصمت.. بينما أغلبية الإخوان تغطي مصر.. والسخرية تجعل مصر الآن تضحك من غباء الإعلام وتلفزيون سيسي الذي يعرض لحظة اعتقال أحد قادة الإخوان يقول : وكان القيادي «يختبئ» في بيته. والناس يقولون ساخرين : أول مرة نعرف أن الإنسان يختبئ في بيته والجيش حين يتحبب إلى الناس بأنه لم يقتل الناس.. السخرية تجيبه بالقول : هل «يمنُّ» الجيش علينا بأنه لم يقتلنا بدلاً من الإسرائليين «4» وتركيا تسدد الضربة الآن وأوردغان الذي يرد البرادعي إلى حقيقته يقول إن «البرادعي طلب أن يحدثني ليشرح لي ما يجري .. البرادعي أحرز في الانتخابات «واحداً ونصف» في المائة.. ومرسي أحرز أكثر من خمسين .. أنا لا أحدِّث البرادعي ... وتركيا ليست هي الوحيدة التي تنظر إلى انقلاب سيسي بعيون لاذعة فإثيوبيا أمس كانت هي آخر من يرفض الحديث مع مصر باعتبار حكومة مصر الآن محظورة إفريقياً ومصر ترسل المندوبين إلى دول العالم «ليشرحوا» وشعور غريب في المجتمع المصري يصبح هو المتنبئ الأعظم الآن بما سوف يحدث وهو أن كل أهل الطبول «ممن يسمونهم أهل الفن وممن رقصوا لسيسي» يصمتون الآن في خوف. والغباء ليس محتكراً لأحد فالجبهة الثورية التي تقيم لقاءً سرياً جداً أمس يعلن قادتها في اللقاء أن أمريكا تبرعت لهم بمليون دولار لإقامة محطة تلفزيونية للهجوم على حكومة الخرطوم وأن المحطة سوف تقام في دولة مجاورة. ونتبرع نحن هنا بالإعلان للمحطة هذه.