تهنئة للفريق شرطة خضر المبارك لطالما دلفت إلى هذا المنتجع الذي يرتاده العسكر بعيداً عن الجلبة وضوضاء الحياة إلى عبق الذكريات والتاريخ المعتق والذي يزيده خلو الحاضر وفقره للإبداع عتقاً إلى عتق وعبقاً إلى عبق وشوقاً إلى أصالة الماضي التليد لهذا السودان الجميل.. وأنا في هذا المقام الطيب يطيب لي أن أتقدم بالتهنئة الحارة لهذا الأخ والذي تربطني به آصرة حب الوطن قبل كل آصرة تمتد منذ ثمانينيات القرن الماضي، ونحن في أوج الشباب من العمر وقمة العطاء والحب لهذا السودان.. برغم اختلاف المطالع والمشارب.. (الشرطة.. والجيش) ولكن الكل يحمل في جوانحه حباً عارماً لهذا الوطن بقدر عدد ذراته وتنوع ثقافاته وحضاراته الممتدة بامتداد نيله العظيم.. وسحنات تلك القبائل الممتدة بطول مجراه.. ناهلة من خيراته وقوته.. حيث كنا أول من انتفض من شعوب العالم والعالم العربي صاحب (الربيع العربي) المتأخر والذي سبقناه بعقود عديدة... ما جرني لذلك أنَّ الشخص المراد تهنئته له القدح المعلى في حماية المواطنين العزل الذين تدافعوا للثورة ضد حكم الرئيس جعفر نميري أبريل من منتصف ثمانينيات القرن الماضي بأن يهمد هذا الفوران بما يلزم من قوة وكبت إلا أنه أكب على حمايته لإيمانه بهذا الشعب العظيم لم يكبحه ولم يقتله حتى وصل مأمنه كأرقى ما تكون الحضارة التي لم ترقها شعوب العالم إلى اليوم. موقف آخر كان في بحر الغزال عقب أحداث راجا حيث كان له دور مشهود مع القوات المسلحة في مناطق العمليات وكان يمكن له أن يكتفي بدور الشرطي إلا أنه قاتل ببسالة مع القوات المسلحة الأمر الذي حدا بقائدها الشهيد اللواء / سيد العبيد أن طلب من الفريق جورج كنقور، نائب رئيس الجمهورية أن يحقق له رغبته بنقل العميد خضر إلى كشف القائد العام لأن الوضع الأمني الداخلي أصبح قمة الطمأنينة، فسأله نائب الرئيس إن كان يرغب في ذلك فرد العميد خضر: «سعادتك انت في هذا المنصب الرفيع بفضل الشرطة وانت ما عاوز خليفة لك من الشرطة في هذا الموقع «فقال الشهيد اللواء سيد العبيد: «الضابط الذي ضل طريقه من القوات المسلحة الى الشرطة». أما الموقف الأكثر استحقاقاً للتهنئة والإشادة فكان في عهد الفوضوية والتي تسمى الديمقراطية الثالثة.. كان أن تدافع كغيره من زملائه ضباط القوات المسلحة للتدخل للحسم.. إلا أن يد ضباط الإنقاذ كانت أسبق.. لكل هذه الأسباب أقول له كما قال المصطفى لسليمان الفارسي: «سليمان منا آل البيت» لهذا أتيت لتهنئته من اتكاءة سعادة الفريق إبراهيم الرشيد فأهلاً به معنا وإلى غد أرحب مع مزيد من الإنجازات. وأسأل الله عز وجل أن يرفعه بقدر صفاء السريرة وطموحه الوثَّاب لكل ما ينتهي إليه طرفه من إصلاح وهو القادر عليه بإذن الله. مقدم «م» محمد مختار إسماعيل