شهد عددٌ من الأحياء بولاية الخرطوم امسية السبت الماضي هطول امطار غزيرة خاصة عند منطقة الشقلة بالحاج يوسف نتج عنها بعض من الأضرار الطفيفة التي لحقت بعدد من المنازل، غير ان الضرر كان اكبر على المواطنين نتيجة معاناتهم في الحصول علي معبر خالٍ من المياه كي يصلوا الى الطرق الرئيسة او المتاجر او المساجد خاصة في المساء، في هذا الشهر المبارك، وتزداد المعاناة لدى كبار السن الذين حرمتهم هذه المياه من اداء شعائر الصلاة بالمساجد فقد صارت احياء الشقلة بالحاج يوسف اشبه بجزيرة ان لم تكن جزيرة محاطة بها المياه من كل الجوانب، حيث تجمعت كميات كبيرة من المياه واحتلت الشوارع عندما لم تجد مخرجًا لها وسط غياب تام لأجهزة المحلية، وهو ذات السيناريو الذي بات يتكرر سنويًا دون ان يجد الحل الجذري من قبل القائمين بالأمر، ويقول المواطن عبد القادر حمد ظللنا نعاني من هذه المشكلة مع كل موسم أمطار واعتقد ان المسؤولية تضامنية بين الجهات الرسمية والمواطن إلا أن أجهزة المحلية لا تلفت إلى مثل هذه القضايا إلا بعد خراب سوبا، ويشير إلى أن شارع الضحى والذي يفصل بين الشقلة وسط وحي الصفا يعد من أهم الشوارع بالمنطقة حيث لا تنقطع الحركة فيه طوال اليوم من حركة السيارات الكبيرة والصغيرة، لذا كان لا بد من عمل مصارف بصورة مستديمة، ويرى الاستاذ عبد الكريم عوض الخضر سكرتير اللجنة الشعبية لحي الشقلة وسط سابقًا أنهم سعوا لحل مشكلة الشارع بعمل مجرى عرضي يصب في شارع واحد إلا أنه تم دفنه من قبل المواطنين مطالبًا سلطات المحلية بالسعي لإيجاد حل جذري لمشكلة التصريف، أما المواطن صلاح سليمان فقال إن منزله يقع على الشارع الذي يفتقر لوجود مصرف ما يؤدي إلى امتلاء المنازل بالمياه ونجد معاناة شديدة في الدخول والخروج من المنزل، مبينًا أن غياب المجاري أدى إلى انهيار أسوار عدد من المنازل إضافة لارتباك الحركة بطريق سير المركبات ما أدى إلى كثير من الحوادث المرورية، وأدى احتقان الماء إلى توالد الحشرات الضارة والبعوض وجيوش الذباب فضلاً عن تعلل عربة النفايات من عدم تمكُّنها للدخول إلى هذا الحي، وبالتالي تراكمت كميات كبيرة من النفايات ورغم هذه الأضرار التي تعرضت لها المنطقة لم تخضع لأي معالجات ملموسة.. «الإنتباهة» ولاستجلاء الأمر قامت بالاتصال على ممثل الدائرة 29 عبد الله سيد أحمد عضو مجلس تشريعي الولاية حول دورهم في معالجة القصور الذي لحق بطرق الشقلة خاصة بعد الاتهام الذي وجهه كثيرون له بالتقصير حيال قضايا المنطقة، فرد ممثل الدائرة بقوله حتى الآن لم ترد إلينا أي بلاغات حول شارع الضحى، فقط وردنا بلاغ عن شارع الرواسي، وقال إن هناك غرفة طوارئ بالمحلية تتلقى البلاغات وعلى إثرها يتم تحريك الآليات، غير أن رئيس اللجنة الشعبية بالشقلة وسط عبد الله حامدين دحض ما جاء على لسان ممثل الدائرة مؤكدًا أنهم قاموا بالتبليغ مع صبيحة يوم الأحد الماضي، وقال إن السلطات المختصة بالمحلية وعدتهم بإرسال الآليات لتجفيف المياه عن الشوارع إلا أنها لم تحضر حتى الآن «الثلاثاء» مشيرًا إلى أن الوضع ينذر بكارثة بيئية ما لم يتم تدارك الموقف لكنه ربط حل المشكلة بالانتهاء من عمليات الصيانة بشارع واحد ومن ثم فتح مصارف مستديمة داخل أحياء الشقلة، وقال عماد عثمان بشير إن الصيانة التي تقوم بها الولاية محصورة على الشوارع الرئيسية، أما الشوارع الفرعية داخل الأحياء فلا تطولها الصيانة وهذا ما تعاني منه أحياء الحاج يوسف واصفًا الوضع بالخطير. والحديث عن معاناة مواطني الشقلة يقودنا إلى قضية ظلت هي الأخرى تؤرق سكان المنطقة وعلى وجه الخصوص شارع واحد وذلك عندما بدأت عمليات الصيانة بهذا الشارع منذ أكثر من سبعة أشهر ومصدر المعاناة أن الشركة المنفذة للطريق تفننت في تعذيب الذين يقطنون جوار هذا الطريق وأصحاب المحلات التجارية ومستخدميه من أصحاب المركبات العامة والخاصة، وهناك كثيرٌ من الحالات المرضية نتيجة انبعاث الغبار إضافة إلى تعطيل الحركة وضعف القوة الشرائية مما تسبب في خسائر لأصحاب عدد من المحلات التجارية، ويبقى السؤال موجهًا إلى وزارة التخطيط إلى متى ينتهي مسلسل الصيانة بشارع واحد؟ بالرغم من التعهدات التي أطلقتها حكومة الولاية لإنجاز ذلك خلال فترة لا تتعدى شهر رمضان.