تفاجأت معظم ولايات السودان هذا العام بأمطار وصفها المراقبون بأنها فاقت المعدلات المتوقعة بكثير وزادت نسبتها عن السنوات السابقة، فحتى ولايتي نهر النيل والشمالية التي لم تعتادا على مثل هذه المعدلات وجدت نفسها في امتحان مفأجئ وغير متوقع لدرجة أن ما تعرضت له ولايتا نهر النيل والشمالية خلال الأيام الماضية وما خلفته من أضرار برهن على ذلك، وهو نفس الشيء الذي تفاجأت به ولاية الخرطوم وبقية الولايات الأخرى، فكثير من المناطق حاصرتها المياه، والعديد من المنازل تهدمت نتيجة غزارة تلك السيول والأمطار التي فاقت كل التوقعات، الأمر الذي وضع تحدياً كبيراً أمام كل الجهات الرسمية والشعبية لمجابهة الآثار الناجمة عن تلك الأمطار بعد التحذيرات التي أطلقها الإرصاد الجوي والتنبؤ بهطول الأمطار بغزارة خلال هذا العام خاصة بالمناطق الشمالية التي تتعرض للرياح الغربية بصورة مباشرة لأول مرة. ٭ ولايات أكثر تضرراً وظل المجلس الأعلى للدفاع المدني في حالة اجتماعات دائمة لمتابعة الأوضاع بجميع الولايات في ظل التوقعات بهطول المزيد من الأمطار خاصة بمنطقة البطانة التي تدفع بالسيول لولاية الخرطوم التي عانت كثيراً خلال الأيام الماضية رغم الجهود الكبيرة التي بذلت لمجابهة تلك الآثار، وأطلع المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للدفاع المدني على موقف السيول والأمطار التي شهدتها جميع ولايات السودان، وذلك من خلال الاتصالات اليومية التي ظل يجريها بعدد من ولاة الولايات خاصة ولايات الجزيرة وشمال دارفور ونهر النيل والشمالية الولايات التي تعد الأكثر تأثراً. ٭ الإسراع للحصر والدعم ووجه المهندس محمود لدى اجتماع بإدارة الدفاع المدني بمقرالإدارة العامة للدفاع المدني بالإسراع بحصر الأضرار والمناطق المتأثرة بالسيول بجميع الولايات بهدف إيجاد الدعم العاجل لها إلى جانب ذلك اطمأن الوزير على موقف إيصال المعينات لتلك الولايات المتمثلة في الخيام والمشمعات والايواءات التي يحتاج اليها المتأثرون بالسيول والأمطار. ٭ الدفاع المدني يحذِّر من جانبه أوضح اللواء هاشم حسين عبد المجيد مدير الإدارة العامة للدفاع المدني استقرار معظم الولايات في موقف هطول الأمطار خلال اليومين، مشيراً إلى الأضرار التي خلفتها أمطار الجمعة الماضية ومحاصرة المياه لبعض القرى بمحلية أم القرى بولاية الجزيرة، مؤكداً بذل الجهود بالتنسيق مع حكومة الولاية لفك الحصار عنها، مبيناً أن هنالك حركة رصد ومتابعة لحركة السيول تتم عبر الأطواف اليومية التي يقوم بها طيران الشرطة، منوهاً انه تم سحب المياه من جميع الأحياء والاستجابة لكل البلاغات وتسليم معدات وآليات الحفر بولاية الخرطوم مناشداً كل المواطنين إلى الابتعاد عن أماكن السيول حفاظاً على أرواحهم وممتلكاتهم خاصة في ظل توقعات الإرصاد الجوي باستمرار هطول الأمطار خلال الأيام القادمة، مشيراً الى ضرورة إيجاد شراكة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني وتكامل الجهد الشعبي مع الجهد الرسمي لتحقيق سلامة المواطنين ومواجهة تلك الآثار الناجمة عن السيول والأمطار. ٭ الطيران يحلِّق وظلت الإدارة العامة لطيران الشرطة في حالة تأهب واستعداد خلال الفترة الماضية عبر غرفة عملياتها الخاصة، وكشف العميد شرطة طيار محمد عظيم مدير الإدارة العامة لطيران الشرطة عن ارتباطهم بشكل مستمر مع الدفاع المدني منذ بداية السيول وتحديد المناطق الهشة ومجاري الأنهار والمواقع السكنية لوضع الترتيبات اللازمة لمجابهة تلك الآثار بتحديد المناطق التي تحتاج للدعم والإعانة من خلال عمليات الاستطلاع اليومي مع الدفاع المدني إلى جانب الطواف مع حكومة الولاية والدفاع المدني بهدف تفقد المتضررين إضافة لنقل المعينات الإساسية من الأدوية والأغذية وكل الإيواءات للمتأثرين بجميع الولايات. ٭ الصحة استعدادات مبكرة وأكدت الدكتورة سمية إدريس مدير إدارة الطوارئ الصحية بوزارة الصحة الاتحادية استقرار الموقف الصحي بالولايات حتى الآن، مبينة أنه لم تصلهم أية بلاغات عن وجود أوبئة بالمناطق التي تأثرت أخيرا مشيرة الى إرسال العديد من أتيام الدعم الفنية لولايات الشمالية ونهر النيل والجزيرة وشمال دارفور، كاشفة عن التنسيق مع الهلال الأحمر للقيام بتوعية صحية تستهدف كل المناطق المتأثرة بست ولايات ذات خصوصية يشارك خلالها أكثر من ألفي متطوع منوهة الى استلام جميع الولايات لمخزونها الخاص بها من الأدوية والمبيدات وطلمبات الرش وأجهزة سلامة المياه، مضيفة ان اللجنة الصحية لطوارئ الخريف ظلت في حالة اجتماعات مستمرة لمتابعة إستقرار أنشطة سلامة المياه ومكافحة الناقل واستقرار الولايات وتعمل علي الاستجابة الفورية لجميع البلاغات الواردة إليها عبر غرفة العمليات التي تعمل على مدار الساعة بوزارة الصحة الاتحادية، وقالت سمية أن هنالك عيادات متجولة أقيمت بالمناطق المتأثرة بشرق النيل وأمبدة وكرري الى جانب الإعداد والاكتمال لقيام نفرة كبرى لمكافحة الملاريا بجميع الولايات، مؤكدة أن مخزونهم لهذا العام يعد الأفضل بالمقارنة مع السنوات الماضية.