الرؤية التي قامت عليها إذاعة «ساهرون» صوت الشرطة السودانية هي تقديم خدمة توعوية في كل مجالات الإعلام الأمني، وشعارها أنها إذاعة لكل الناس استطاعت في بواكير ميلادها أن تتربع على القلوب والآذان، لأنها كانت المتحدث باسم المواطن والشرطة معاً، وكانت عبارة عن غرفة عمليات جاهزة العتاد والقوة على مدار الساعة. وأقول ذلك وكنت كغيري شاهداً على ذلك البث الأثيري الحي بصوت العقيد الدكتور ابوعبيدة العراقي لعملية إطفاء كبرى اشتعلت فيها نيران ذخيرة ومفرقعات الشجرة التي كادت تحيل الخرطوم لكوم رماد، وكنا نشنف آذاننا صباحاً بأجمل وأروع إنجازات المباحث التي يبثها العقيد الدكتور عمر عبد الماجد، فيبث الطمأنينة في نفوس الجميع، ويؤكد لهم أن الشرطة قادرة على محاصرة الجريمة أينما وكيفما كانت، وكنا نغير انطباعاتنا عن الجمارك عندما يطل علينا المقدم الدكتور مجاهد الفادني ويطلعنا بذكاء لمهام الجمارك في سد الثغرة الاستراتيجية، وما أن بلغ وقت الظهيرة وتزاحمت المركبات حتى أطل علينا قادة المرور عند ساعة الذروة، وكانت تدار وقتها مؤشرات المذياع عند كل مركبة خاصة أو عامة الى التردد «99.6» فالاستديو وقتها يكون مربوطاً بغرف تحكم المرور، فيعلم مستخدم الطريق من تلك الساعة أي الشوارع ازدحاماً فيسلك غيره ويفسح للآخرين، ثم نستريح ليلاً مع (أولاد دفعة) للعميد الدكتور هاشم علي. أقول ذلك وفي نفسي حسرة وغيرة على تلك المؤسسة التي ولدت عملاقة، فما عادت ساهرون صوتاً للمواطن ولا صوتاً للشرطة، وذلك من خلال ما تقدمه من برامج لا علاقة لها بهذا ولا ذاك، بل لا يتم فيها إنتاج برامجي يلبي احتياجات المستمع، ويتفاعل معه ومع قضاياه. ففي الوقت الذي تبذل فيها شرطة الدفاع المدني تساندها شرطة العمليات والطيران وكل آليات الشرطة جهدها في إنقاذ أرواح وممتلكات الناس وهي أوحج لتوعيتهم وتنبيههم لدرء المخاطر، كانت ساهرون تستضيف عازف قرب مغمور يحكي قصة حياته مع الآلات الموسيقية، وما قامت به الشرطة في ملحمة الفيضان هذه كان بعون الله وعزيمة فرسان الدفاع المدني الذين لا يريدون شكراً من أحد، وتركت التعبير في هذا الجانب لرسالة وصلتنا من شاهد عيان تحكي روعة المشهد. وتوقعنا من إذاعة ساهرون أن تكون حاضرة في قلب الحدث وتجعل لها رقماً مختصراً للطوارئ كما فعلت إذاعات أخرى، وأن تقدم معلومات على الهواء مباشرة عن تطورات الأحداث وعلى رأس كل ساعة، ولكن ما عسانا نقول وقد جاءت معظم معلومات الصحف الصادرة أمس عن قناة الشروق الجزيرة نت وغيرها. ٭ أفق قبل الأخير نأمل صادقين أن تكون هناك غرفة عمليات بالمكتب الصحفي تنسق مع إعلام المجلس الأعلى للدفاع المدني حتى يتسنى للإعلاميين الحصول على المعلومات والصور المطلوبة في الوقت المناسب. ٭ أفق أخير