(2600) عدد القتلى وآلاف الجرحى في فضِّ اعتصامَي رابعة والنَّهضة..إدانات دوليَّة لما حدث وإعلان حالة الطوارئ واستقالة البرادعي القاهرةالخرطوم: محمد عبد الحميد نفَّذ الجيش المصري أمس، أسوأ مجزرة في تاريخ مصر بعد أن قتل مئات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان رابعة العدويَّة وعدد من المدن المصرية وآلاف الجرحى في إطار خطَّة الجيش لفضّ اعتصامات الإخوان، وأعاد الجيش مصر إلى المربَّع الأوَّل مرَّة أخرى بإعلان حالة الطوارئ لمدة شهر اعتبارًا من أمس، ووجدت الحادثة استنكارًا دوليًا واسعًا. وفي الاثناء أدان السودان أعمال العنف التي صاحبت فض الاعتصامات في عدد من الميادين العامة في مصر. وجدد السودان دعوته للحكومة المصرية وكل الأطراف السياسية، للعودة لطاولة الحوار وتغليب الوسائل السلمية على أية وسائل أخرى بأمل الوصول إلى حلول تجنب مصر والشعب المصري الانزلاق إلى هاوية الاحتراب واستشراء أعمال العنف التي لا يعلم أحد إلى أين تنتهي. في وقت تظاهر المئات من بينهم مجموعة من المصريين بالخرطوم أمس، في مسيرة تضامنيَّة مع الشعب المصري، أمام مبنى السفارة المصريَّة بالخرطوم مندِّدين بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن والجيش المصري بحق المعتصمين السلميين بميدانَي رابعة العدويَّة والنهضة، رافعين شعارات «يسقط يسقط حكم العسكر، ويا سفير الانقلاب الاعتصام مش إرهاب»، بجانب «ارحل يا سيسي مرسي رئيسي»، و«يا سيسي يا جبان الإخوان في الميدان»، مطالبين برحيل السيسي وعودة مرسي. بدائل سلمية بينما أعلن نائب الرئيس المصري محمد البرادعي استقالته من الحكومة، وعزا هذه الاستقالة إلى أنه كان ومازال يرى أن هناك بدائل سلمية لفضّ الاشتباك المجتمعي، وقال: «كانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني». في غضون ذلك رفضت الإدارة الأمريكية فرض حالة الطوارئ، ودعت لاحترام حقوق الإنسان وعدم انتهاكها وضبط النفس، وطالبت من كل الأطراف عدم نقل البلاد إلى حالة من الفوضى. انزلاق للفوضى ناشدت الحركة الإسلامية السودانية الأممالمتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الإفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية التدخل في الأحداث التي شهدتها عدة ميادين في مصر وأعمال العنف التي رافقت فضّ اعتصامات ميدانَي رابعة العدوية والنهضة بالقوة مما أدى إلى سقوط ضحايا وجرحى، وطالبتهم بإدانتها بأقوى العبارات، والتدخل لوقف العنف وحقن دماء المتظاهرين الذين قالت الحركة إنها تظاهرات سلمية. وقالت الحركة الإسلامية في بيان إن ما يجري في مصر رسالة سالبة قُصد بها دفع الشباب بعيدًا عن نهج العملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة كسبيل رشيد وأن ما جرى في مصر يُقلق ويُغضب كل ضمير حي. محذِّرة من الانزلاق إلى طريق الفوضى الذي قالت إنه قد لا تنجو منه دولة. قصة المجزرة وكانت قوات الأمن والجيش قد باغتت المعتصمِين وبدأت عمليَّة فضّ بالقوة لاعتصامَي رابعة العدويَّة والنهضة بالقاهرة، الأمر الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى وفقًا لمصادر طبِّيَّة وشهود عيان في الميادين، فيما قدَّر حزب الحرية والعدالة عدد قتلى أحداث الأمس بنحو «2200» قتيل وفي حين خرجت مظاهرات في القاهرة والمحافظات تأييدًا لمرسي وتنديدًا باستخدام القوة في فض الاعتصامَين، حاولت حشود من مؤيِّدي مرسي الوصول إلى ميدان رابعة تأييدًا للمعتصمِين، لكنها قوبلت بإطلاق الرصاص، حسب شهود، وفي هذا الصدد قال القيادي في حزب الحرية والعدالة سعد عمارة إنَّ مجزرة أخرى حدثت في ميدان رمسيس ضد أنصار مرسي وأخرى في ميدان مصطفى محمود، بدوره شدَّد القيادي بحزب الحريَّة والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين محمد البلتاجي إن الفريق أول عبد الفتاح السيسي يدفع مصر إلى حرب أهليَّة، وأدعو الشعب المصري للنزول للميادين للإعلان عن إنهاء الحكم العسكري. وحثّ البلتاجي المصريين إلى النزول للشوارع للإعلان عن إنهاء الحكم العسكري حاليًا لمصر. كما حثَّ المجتمع الدولي على التحرُّك لوقف المجازر في مصر. غضب دولي وتوالت ردود الأفعال الدولية المندِّدة بمجزرة العسكر وبدأها الرئيس التركي عبد الله غول بقوله إن التدخل المسلَّح ضد المدنيين في مصر غير مقبول، كما استنكرت الخارجيَّة القطريَّة طريقة التعامل الأمنيَّة مع المعتصمين السلميين وطلبت التوقُّف عن اللجوء للخيار الأمني ورأت أنَّ الطريق الأمثل لحل الأزمة هو الحل السلمي القائم على الحوار، كما أعرب الإتحاد الأوربي عن قلقه من سقوط ضحايا مدنيين في مصر جراء أحداث العنف. وقال مايكل مان، المتحدِّث باسم مسؤولة السياسة الخارجيَّة بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، إن أنباء سقوط قتلى ومصابين تثير قلقًا بالغًا ونحن نكرِّر أنَّ العنف لن يؤدي إلى أي حل ونحثُّ السلطات المصريَّة على التحلِّي بأقصى درجات ضبط النفس. كي مون يحتج من جانبه، دعا وزير الخارجيَّة الألماني جيدو فسترفيله، جميع القوى السياسيَّة في مصر، إلى تجنُّب تصاعُد العنف، وقال فسترفيله خلال مؤتمر صحفي في برلين: أدعو كل القوى السياسيَّة إلى منع تصاعُد العنف. ونطلب من كل الأطراف العودة فورًا إلى العمليَّة السياسيَّة. في حين أدان الأمين العام اللأمم المتحدة استخدام العنف في فضّ اعتصامَي القاهرة، وهو ذات رد الفعل الذي صدر عن وزير الخارجيَّة البريطاني، وليام هيغ. من جانبه وصف زعيم حركة النهضة التونسيَّة الشيخ راشد الغنوشي هجوم القوات الأمنيَّة والعسكريَّة المصريَّة على ميادين الاعتصام في رابعة والنهضة بأنَّه مأساة وكارثة وحالة جنون أصابت أصحاب القرار في مصر. وأدان المراقب العام للإخوان المسلمين علي جاويش قتل الأبرياء واضطهادهم، مطالباً الحكومة المصريَّة بكفِّ يدها عنهم، وأكَّد أنَّ ما يجري هو معركة طويلة مع اليهود والأمريكان ضد إرادة وحرِّيَّة الشعوب الإسلاميَّة.