المذبحة والمجزرة البشعة التي نفَّذتها القوات المسلحة المصرية وقوات الأمن المركزي والشرطة والصاعقة في ميدان رابعة العدوية والنهضة، وميدان مصطفى محمود ومنطقة «كفر الدوار» هي أسوأ وأبشع مجزرة في تاريخ المجازر والحرق الجماعي الذي مارسته الأنظمة القمعية والتنظيمات الإرهابية في التاريخ الحديث. إنَّ لمذبحة التي جرت في ميدان رابعة والنهضة صورة مقربة من مأساة مذبحة «صبرا وشاتيلا» سنة 1982م التي نفذها اليهود بقيادة عدو الله الهالك «شارون» الذي عاش ميتاً في حالة غيبوبة ثماني سنوات حيث عرضت عليه صور من فظاعة جهنم ورآها في الدنيا قبل أن يُحشر فيها وهو الآن ذهب إلى جهنم وبئس المصير، لأنه قتل آلاف الأسر والنازحين الفلسطينيين في صبرا وشاتيلا والخليل وجنين وخان يونس والقدس وغزة وطول كرم، وأحرق الناس وهم أحياء ومزق أكباد الأطفال الأبرياء ويتَّم آخرين. إنَّ الطريقة التي قتلت بها القوات المسلحة المصرية أبناء الشعب المصري الأبي في رابعة والنهضة وما صاحبها من غلظة وتشفٍ وقسوة لا تتفق مع طريقة أو خطة إلاّ مع خطط وطرق اليهود الغاصبين للأرض الإسلامية في فلسطين التي ظلوا يقتلون بها الأبرياء والمدنيين العزّل، لقد تورَّط الجيش المصري في قتل أبناء الشعب المصري وهو ينفذ تعليمات الفريق عبدالفتاح السيسي التي أخذها من إسرائيل حيث أكَّد الموساد على لسان كبار رجاله أنَّ السيسي كان يتردَّد بين مصر وإسرائيل ولم ينفِ السيسي هذه الحقيقة لأنه أراد أن يكون امتدادًا لحياة حسني مبارك الذي دعم مشروعات تقتيل أهل غزة وحمى أمن إسرائيل ثلاثين سنة حتى سمَّته إسرائيل «بالكنز» والسيسي هو الكنز الثاني لإسرائيل. إن الجريمة النكراء التي تورط فيها الجيش المصري وهي قتل الأبرياء والمدنيين المعتصمين سلمياً الذين يطالبون بحقوق مشروعة هي الحريات والعدالة وتحكيم الدستور وسيادة حكم القانون واحترام رأي الأغلبية التي اختارت الرئيس المهندس محمد مرسي رئيساً لجمهوريَّة مصر الشقيقة. إن من قتلوا وحرقوا بالنار والرصاص الحي هم أبناء الشعب المصري الذي يُفترض على الجيش المصري وقوات الأمن والشرطة أن تحافظ على أمنه وحمايته، وليس قتله وحرقه!! أي جيش، وأي قوات أمن في العالم تقتل شعوبها وهم ليسوا بمتمردين ولا خارجين على شرعية، بل متظاهرون لا بل معتصمون سلمياً بطريقة متأدبة وحضارية تطالب بالحقوق الدستورية التي انقلب عليها الخائن السيسي الذي أتى به مرسي بحسن نية وطوية صدق تميَّز بها مرسي القائد. إنَّ قتل ما يقارب خمسة آلاف وجرح أكثر من عشرة آلاف آخرين، وحرق المعتصمين وهم مقيدون حيث تماسكوا هم بأيديهم لتأكيد وحدتهم وشرعيتهم التي انتُزعت بقوة السلاح والنار لا بقوة الصندوق والديمقراطية وحرية الرأي يمثل عارًا ووصمة على جبين منصور عدلي والفريق السيسي الذي يظهر أنه وزير الدفاع، وفي الواقع هو رئيس الجمهورية غير الشرعي وغير المنتخب، والبرادعي الذي استقال بعد أن حقَّق المطلوب لأسياده الأمريكان والبريطانيين واليهود الذين ظل خادماً لهم عشرين سنة «كطرطور» في الطاقة النووية لم يتحدَّث يوماً واحداً عن السلاح النووي الإسرائيلي ولكنه قدّم التقارير الكاذبة عن العراق «أرض الصمود» حتى ضُرب العراق واحتُل ومُزِّق، ثم نقل الأمريكان فتاهم المدلل إلى مصر ليفعل ما فعل بالعراق، وقد فعل فكانت في مصر بعد الشرعية والدستورية التي جاءت بمرسي رئيساً جبهة الإنقاذ وحركة تمرد وثورة 30 يونيو المزعومة، وكل هذه التجمعات الضرار كان البرادعي أحد قادتها إلى جانب ذيل مبارك د. عمرو موسى والعلماني الحاقد على الإسلام حمدين صباح ومثله من السفلة اللبراليين والعلمانيين والشيوعيين والناصريين والأقباط والفسقة والعراة من زبالات السينما والمسرح الماجن وفتيان وفتيات الليل الأحمر وفلول مبارك وشفيق يزين هذه الصفحة السوداء ويظهرها وهي كالحة أبواق وببغاوات من الإعلاميين المصريين أجراء عملاء لا ضمير لهم ولا حس وطني ولا أخلاق ولا شرف مهنة لهم ولا مسؤولية لأنهم عمدوا في صبغة العار والهوان والانتهازية! إن الذين قُتلوا وحُرقوا ظلماً وسالت دماؤهم الطاهرة في أرض مصر الأرض المباركة التي ذُكرت في القرآن الكريم صراحة أربع مرات هم من خيرة أبناء الشعب المصري صاموا لله وركعوا وسجدوا وقاموا رمضان قتلوا وحرقوا وهم يحملون بين أيديهم المصاحف ويهتفون الله أكبر نعم لدستور الإسلام ولهذا قُتلوا وذُبحوا لأنَّ السيسي والبرادعي وعمرو موسى وحمدين صباح ومكرم محمد أحمد وحسن نافعة بل وبعض شيوخ الأزهر هذا الأزهر الذي صار يضر بقضية الإسلام في مصر والعالم الإسلامي أكثر من إصلاحها، هؤلاء جميعاً لم يرق لهم أن يروا ميادين رابعة العدوية ومصطفى محمود والنهضة أن تتحول إلى مساجد عظيمة تكبِّر الله وتوحِّده وتركع له وتحفد في اليوم خمس مرات وأكثر. إن أصحاب الأخدود الذين حُرقوا في اليمن في العصر السابق حيث حُفرت لهم الخنادق وأُشعلت النار ثم حُشروا فيها وهم أحياء، إن الذي حرقهم هم اليهود لأنهم آمنوا وهتفوا الله أكبر لا إله إلاّ الله.. «قُتل أصحابُ الأخدودِ النارِ ذاتِ الوَقُود،. إذ هم عليها قُعُود. وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شُهُود وما نقموا منهم إلاّ أن يُومنُوا بالله العزيز الحميد» سورة البروج الآية من 3-8» إن الذين قُتلوا بالرصاص الحي وحُرقوا من قِبل جيش السيسي وعدلي منصور هم أحفاد أصحاب الأخدود الأوائل.. هم أحفاد صلاح الدين الأيوبي وقطز والبر بن عبد السلام والشافعي والنووي والإمام حسن البنا رجال بقيمة الماس وأكثر عاشوا في مصر وغرسوا قِيم الفداء والجهاد والدفاع عن حياض الإسلام في الجيل الذي يُحرق الآن في مصر منذ يوم الأربعاء 14أغسطس 2013.. إن محرقة الأخدود الثانية لأنصار التوحيد والشريعة والدستور الإسلامي حدثت يوم الأربعاء الماضي في ميدانَي رابعة العدويَّة والنهضة وهذا ابتلاء وتمحيص وشرف اختيار لهؤلاء الأخيار المجاهدين الذين تصدَّوا للطاغوت وحكم الشيطان نحسبهم شهداء عند الله تعالى، والذين لم يلحقوا بهم من بعد لهم أجران إن شاء الله حين نتحدث عن الجيش المصري وخروجه عن مبادئ وقيم المؤسسة العسكرية التي مهمتها حراسة الأمن القومي والوقوف على مسافة واحدة من كل الأطراف السياسية والتزام ضبط النفس فإننا لا نشمل كل أفراد الجيش فهناك أخيار أبرار وطنيون أحرار بداخله لكننا نقصد كل من تلطخت يداه بدماء الشهداء وحرائر مصر وأطفالها وشيوخها، ومن الغرائب تم تجديد حبس الرئيس الشرعي محمد مرسي الحافظ لكتاب الله تعالى بتهمة التخابر مع قوى أجنبية هل تدري أخي القارئ الكريم من تلك الجهة الأجنبية؟ قالوا يتخابر مع حركة حماس وما أدراك ما حركة حماس، حركة المقاومة الإسلامية ضد اليهود، ولذلك وُجِّهت التهمة نفسها للقائد سعد الكتاتيني رئيس حزب الحرية والعدالة رئيس مجلس الشعب الذي انلقبوا عليه، بينما يظل السيسي يتخابر مع إسرائيل وأمريكا!! إننا نطالب الحكومة في بلادنا بطرد سفير القتلة الإنقلابيين الذين قوَّضوا النظام الدستوري في مصر واستباحوا دماء أبناء الأمة الإسلامية في مصر وانقلبوا على الديمقراطية التي ارتضاها غالب أبناء الشعب والأمة في مصر. ونهيب برجال القانون والمحامين والحقوقيين ورجال العدالة والمنظمات الحقوقية في عالمنا الإسلامي والعربي أن تتحرك بسرعة لفضح هذه الجرائم ضد الإنسانيَّة والمدنيين من خلال قنوات العدالة الإقليمية والدوليَّة حتى تتم ملاحقة من تسببوا ومن حرقوا وقتلوا المدنيين المسلمين في رابعة والنهضة ومصطفى محمود وغيرها. ونتوجَّه إلى شباب الأمَّة والمجاهدين باستنهاض الهمم والدخول إلى أرض المعركة لنصرة الحق والدين وإخوة الإسلام المعتدى عليهم ظلماً ونطالب المسلمين أينما وُجدوا بالوقوف مع الشعب المصري بالدعاء والقنوت والعون بالدم والغذاء والدواء حتى ينصره الله على الفراعنة الجدد السيسي وملئه الطواغيت الأشرار.