ظللنا طيلة يوم أمس نتلقى وابل الأسئلة بكل الوسائل حول تلفزة مباراة أمس في الدوري الممتاز بين الهلال ومريخ الفاشر.. ثم مباراة اليوم بين اتحاد مدني والمريخ.. وكانت الإجابة «للأسف لا نعرف الإجابة» وطبعاً لا يقتنع السائلون ويواصلون الوابل.. وأحياناً اللوم والعتاب وربما بعض الشتائم لمن ظن أننا لا نزال في مسؤولية تلفزة المباريات.. ونستوعب كل ذلك ولكن نرى أن معهم ألف حق فيما يذهبون إليه. من حق المشاهد السوداني الاستمتاع بمتابعة منافسة بلده رغم أن الاستمتاع في المشاهدة وليس في المستوى. ومن حقهم وقد علموا أن السيد النائب الأول للرئيس قدم دعماً كبيراً لتلفزيون محمد حاتم سليمان مقداره ثلاثة مليارات جنيه.. هي نصف ما طلبه اتحاد الكرة.. ومن حقهم أن التلفزيون على لسان مديره الهمام أعلن عودة البث بل قال «لا فض فوه» عاد الحبيب المنتظر، ويقصد عودة الممتاز الذي كنا ننقله بارتياح بدون مشكلات ولكنه ومن سبقه فرطوا فيه.. ومن حق المشاهدين أن يسألوا ويتعجبوا وهم يتابعون أن التلفزيون دخل في شراكة خليجية وليتها كانت كذلك، وهم يتابعون هؤلاء الشركاء يضحكون على عقولهم بأنهم أحضروا أجهزة متقدمة للبث.. ويتواصل الضحك والتلفزة متراجعة للخلف.. والصورة ثابتة والصوت في وادي.. وحتى هذه رضوا بها كمن رضي بالهم (والهم ماراضي بيهو). ربما تكون مباراة الأمس قد تم بثها أو لم يتم.. وربما تبث مباراة اليوم من مدني أو ربما لا يتم.. ولكن تظل الأسئلة تلاحق تلفزيون محمد حاتم سليمان الذي وجد الدولة تدفع له نصف القيمة ولا يستطيع دفع النصف الآخر.. بل قد لا يجرؤ على مطالبة شركائه الأجانب بذلك.. ولو كنت مكانهم لرفضت المساهمة لأن الدولة ركلت القنوات السودانية الوطنية ودعمتهم هم.. ولهذا حين كانت أزمة تلفزة مباريات كأس السودان الذي يحمل اسم الوطن «صهين» تلفزيون محمد حاتم و«صهينت» قناة الشراكة الأجنبية وانبرت قناة الشروق الوطنية الخالصة ونقلت مباريات الكأس. كتبنا من قبل كثيراً حول الشراكات التي دخل فيها التلفزيون مع آخرين ومنهم غير سودانيين.. ولكن لم تجد كتاباتنا التحقيق في إعلان الحقائق كما لم نجد من يسألنا ويحقق معنا في إثارة غبار حول جهاز حساس.. مع العلم أن أهل القنوات الوطنية الخاصة أكدوا أن السيد النائب الاول للرئيس وعدهم بالاستفادة من الدعم الملياري الحكومي في التلفزة وعليه أن يعلم الآن أنهم محرومون من الدعم والتلفزة. نقطة... نقطة!! أزمة تلفزة المباريات وكما جاءت أمس في تصريحات وبيان كتلة الممتاز انهم لم يتسلموا عائدات تلفزة النصف الأول من المنافسة.. وبعضهم قال إنهم لم يتسلموا مستحقاتهم لمواسم سابقة وقد نُشر كل هذا في الصحف ولم يجد من ينفيه أو يعارضه. اتحاد الكرة مسؤول مسؤولية كاملة عن تلفزة المباريات والتي هي جزء من حقوق الإنسان، ومسؤول عن استلام حقوق البث.. وأعلم أن من بين هذه الحقوق ديونًا حيَّة لا ميتة على التلفزيون وغيره فإن كان الاتحاد يجامل او يتساهل مع هذه الجهات فعليه ان يدفع للاندية انصبتها مما لديه من مال لأن الأندية لا تستطيع المطالبة عبر الاتحاد بمستحقاتها. وعدت امس بأن احكي ما حدث لي في المظاهرة الغاضبة في يوم الجمعة الذي جاء بعد ضربة مصنع الشفاء.. واحيانًا يوجد من بين المتظاهرين من يحاول ادعاء الشجاعة ويشتم ويحاول الاعتداء وهو في حماية المتظاهرين لأنه يعلم بأنه لن يجد الرد من الفرد المعتدى عليه. ومثل هذا الجبان لا يجرؤ على الوقوف امامك بعيدًا عن المجموعة.. وهذا ما حدث من احدهم حاول التهجم على شخصي ولكن وجد من يردعه واظنه حكى عن بطولة زائفة وليته يقرأ هذه الكلمات او يقرأها بعضهم ممن صدقه ويكرر المحاولة ولن يلومنَّ إلا نفسه.. وكل عام وانتم بخير..