1/ مرت الأيام الماضية للعيد التاسع والخمسين وقد شملت افتتاحات لمنشآت كثيرة ونشاطات عدة رياضية لوحدات القوات المسلحة المختلفة ثم كان يوم الإبداع خاتمة المطاف. الشيء المميِّز لهذا العيد هو التقاط القيادة، برئاسة السيد الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع وهيئة القيادة الجديدة برئاسة الفريق أول مهندس مصطفى عثمان عبيد رئيس هيئة الأركان المشتركة، التقاطها تجديد فكرة تكريم الضباط القدامى، هذا التكريم الذي له دلالات عظيمة تركت أثراً عظيماً في نفوس الضباط القدامى والذين وقفت أجسادهم كالنخل رغم الضعف الذي جثم عليها وهي تحمل معاناة سنين طويلة في النضال الوطني قدموا فيه لهذا السُّودان زهرة شبابهم فقد شعروا بأن ما قاموا به لم يضِع سدىً وأن يكون التكريم على يد السيد المشير عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة فلذلك مدلولات ومعانٍ كبيرة لرجال أدَّوا أعمالاً جليلة وأبلَوا بلاءً حسناً على جميع مسارح العمليات ونشاطات الجيش في مسارحه الأخرى. هذا التكريم وعلى يد رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة يُثبت حقيقة أن القوات المسلحة لم تنشئ أبناءها حتى الصامتين منهم والذين كانوا يعتقدون أن جموداً قد أصابهم هزَّهم هذا التكريم هزَّاً عنيفاً أعاد لهم أمجاد أمة وأمجاد جيش هم كانوا في يوم من الأيام زاده ووقوده وإن شمل زملاءهم فبالتأكيد سيشمل ضباطًا آخرين ينتظرون. شمل هذا التكريم ضباطاً من الدفع الأولى للكلية الحربية والتي كانت جزءًا من مدرسة المشاة. 2/ العميد الركن بابكر أحمد التجاني وُلد بابكر التجاني في (1/1/1931م) وقدم للكليَّة الحربيَّة من مدرسة أم درمان الأهليَّة عام (1950م) وتخرَّج برتبة الملازم ثاني في (19/2/1953م) عندما كان الأمير ألاي أولكي قائد مدرسة المشاة والبكباشي يوت قائد الكلية الحربية ضمت الدفعة الثالثة الكلية الحربية رجالاً أفذاذًا منهم المشير جعفر نميري واللواء عوض أحمد خليفة واللواء مبارك عثمان رحمة واللواء عبد الرحيم سعيد والعقيد عبد الحليم محمد خير شنان والعميد محمد خير محمد سعيد والملازم السر خوجلي الذي أنهى خدمته ودرس الطب بجمهورية مصر العربية وأصبح لواء طبيب بالقوات المسلحة المصرية ثم العميد أحمد محمد أبو الدهب والملازم عمر إبراهيم عثمان الذي غرق في النيل بالقرب من منطقة خور عمر والعقيد فؤاد ماهر فريد والعميد محيي الدين موسى والعميد صلاح محمد سعيد. الملازم بابكر التيجاني بلغ للقيادة الغربية في مارس (1952م) وحضر استلام القائمقام محمد عثمان محمد من القائمقام عباس زايد كبير الضباط الوطنيين بالقيادة الغربية وكانت القيادة الغربية تحت قيادة الاميرألاي باول والقائمقام كلازك وحضر استلام الأميرألاي محمد عثمان محمد قيادة القيادة الغربية من الأميرألاي باول (سودنة). نقل الملازم ثاني بابكر التيجاني إلى سلاح الخدمة الخرطوم بحري وكان قائد سلاح الخدمة شقيقه الأكبر محمد أحمد التيجاني ونائبه البكباشي إبراهيم النور سوار الدهب ومعه البكباشي محمد عيسى وجميعهم من جيل المدرسة الحربية براءة الحاكم العام ومعهم الصاغ الأمين سعد الله الذي ترقى من الصفوف في الحرب العالمية الثانية والصاغ بشير حسن بشير من جيل الكلية الحربية براءة الحاكم العام الدفعة الأولى في (19/2/1955م) ترقى الملازم ثاني بابكر التيجاني إلى رتبة الملازم أول وفي (1/10/1955م) ترقى إلى رتبة اليوزباشي. من الضباط الذين حضروا أحداث توريت المشؤومة من الدفعة الثالثة الملازم أول عبد الرحيم سعيد والملازم أول محمد عبد القادر. ومن ضباط الدفعة الثالثة الكلية الحربية الذين اشتركوا في تحرير توريت وأحداث الجنوب (1955م) الملازم أول عوض أحمد خليفة سلاح الإشارة والملازم أول محمد عبد القادر عمر القيادة الجنوبية والملازم أول عبد الرحيم سعيد القيادة الجنوبية والملازم أول محمد خير سعيد الهجانة والملازم أول عبد الحليم محمد خير شنان القيادة الشمالية والملازم أول أحمد محمد أبو الدهب القيادة الشرقية والملازم أول فؤاد ماهر فريد القيادة الشمالية والملازم أول فؤاد ماهر فريد هو الذي افتتح نقطة لانيا بغرب الإستوائية لأول مرة، وكانت غرب الإستوائية تحت قيادة البكباشي مقبول الأمين الحاج. ترقى اليوزباشي بابكر التيجاني إلى رتبة الصاغ (1/7/1957م) وحضر استلام الفريق عبود للسلطة في (17 نوفمبر 1958م) خدم الصاغ بابكر التيجاني في بلكات سلاح الخدمة بالقيادة حتى ترقى إلى رتبة البكباشي في (1/3/1961م) ثم ترقى إلى رتبة القائمقام (19/2/1965م) حتى شغل منصب قائد سلاح الخدمة وترقى إلى رتبة الأميرألاي وهو في سلاح الخدمة ثم أصبح قائداً للقيادة الجنوبية والشمالية حتى أُحيل إلى التقاعد وعُيِّن مديراً لمصنع أسمنت عطبرة. بابكر التيجاني تاريخ ناصع وسجلٌّ نظيف وتكريمٌ في مكانه الصحيح. لم يبقَ في هذه الدفعة على قيد الحياة إلا اللواء عوض أحمد خليفة أطال الله عمره والعميد محمد خير محمد سعيد متَّعه الله بالصحة والعافية. 3/ اللواء ركن فضل حماد فضل حماد من مواليد (1/1/1931م) مديرية كردفان قدم للكلية الحربية في فبراير (1951م) وتخرج برتبة الملازم ثاني في (19/2/1953م) كانت الكلية الحربية تحت قيادة الأميرألاي أوكلي ونائبه البكباشي بوت، نُقل الملازم ثاني فضل الله حماد إلى أورطة خط الإستواء تحت قيادة الأميرألاي وحضر استلام القائمقام إسماعيل سالم كبير الضباط السودانيين بالفرقة ثم ترقى القائمقام إسماعيل سالم إلى رتبة الأميرألاي واستلم القيادة الجنوبية من الأميرألاي بروات وقد عُيِّن القائمقام محمد نصر عثمان نائبًا للقائد في (14/8/1954م). نُقل مع الملازم فضل الله إلى القيادة الجنوبيَّة الملازم ثاني علاء الدين محمد عثمان وكان معهم في جيل المدرسة الحربيَّة براءة الحاكم العام القائمقام الطاهر عبد الرحمن المقبول والبكباشي محجوب طه والبكباشي حسن فحل والبكباشي إبراهيم أحمد المصطفى الذي استُشهد بتوريت (1955م) والملازم ثاني عبد القادر محمد عباس استُشهد كذلك وهو من الدفعة الرابعة. فجاء الملازم أول فضل الله حمَّاد لأنه كان في مأمورية بجوبا وفضل الله حماد هو الضابط الجسور الذي أنقذ جوبا من السقوط باستيلائه على مخازن الذخيرة ومنع المتمردين من الوصول إليها ولقد اشترك في تحرير توريت من ضباط الدفعة الرابعة الملازم أول أنس عمر والملازم أول حسن الأمين صالح والملازم أول علاء الدين محمد عثمان والملازم أول عبد البديع علي كرار والملازم أول فضل الله حمَّاد. في (19/2/1956م) ترقى الملازم أول فضل الله حماد ونُقل إلى القيادة الشماليَّة تحت قيادة الأميرألاي حسن جوهر والقائمقام أحمد أبوبكر وفي (19/10/1956م) ترقى إلى رتبة اليوزباشي وحضر ترقية القائمقام أحمد أبوبكر إلى رتبة الأميرألاي وفي (10/10/1958م) ترقى اليوزباشي فضل الله حمَّاد إلى رتبة الصاغ وأخذ الصاغ والبكباشي فضل الله (1/4/1962م) يتجوَّل في القيادات المختلفة بقيادات الجيش السُّوداني وترقى إلى رتبة القائمقام وأخذت سمعته تنتشر في الجيش السُّوداني في الشماليَّة وفي الشرقيَّة وفي الغربيَّة وفي الجنوبيَّة وفي الهجانة حتى ترقى إلى رتبة اللواء. فاللواء فضل حمَّاد قاد القيادة الجنوبيَّة وقاد القيادة الغربيَّة ثم أصبح نائب رئيس هيئة الأركان عمليَّات.. تاريخ ناصع وسجل حافل في الشجاعة والإقدام وتكريم وقع في مكانه الصحيح. هذه الدفعة بقي منها على قيد الحياة العميد الركن أنس عمر واللواء فضل الله حمَّاد. نواصل