عام على الحرب فى السودان.. لا غالب ولا مغلوب    يمضي بخطوات واثقة في البناء..كواسي أبياه يعمل بإجتهاد لبناء منتخبين على مستوى عال    الخطوة التالية    السيارات الكهربائية.. والتنافس القادم!    واشنطن توافق على سحب قواتها من النيجر    اللواء 43مشاة باروما يكرم المتفوقين بشهادة الاساس بالمحلية    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    سوق الابيض يصدر اكثر من عشرين الف طنا من المحاصيل    الأكاديمية خطوة في الطريق الصحيح    شاهد بالصورة.. المذيعة السودانية الحسناء فاطمة كباشي تلفت أنظار المتابعين وتخطف الأضواء بإطلالة مثيرة ب"البنطلون" المحذق    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تنظيم الضباط الأحرار ودوره في ثورة مايو
نشر في الانتباهة يوم 30 - 05 - 2012


بقلم: اللواء الركن «م» الشيخ مصطفى
في هذه السنين «الخمسينات من القرن الماضي» بدأ شعاع الحرية يسطع في إفريقيا وبدأت فكرة التحرر الوطني تتبلور وأصبحت الشعوب في القارة السمراء المكبّلة بقيود الاستعمار تفكِّر في كسر هذه القيود وتتوق للحرية وجاء صوت الزعيم الخالد جمال عبد الناصر يشق عنان السماء يدعو للحرية والانطلاق، وفجّر تنظيم الضباط الأحرار أعظم ثورة في مصر وفي العالم العربي هزّت العالم بأجمعه، بدأت مجموعة بحري الأصدقاء البكباشي يعقوب كبيدة والبكباشي محمد عيسى والبكباشي محمود حسيب يفكرون في تنظيم سري يضم ضباط قوة دفاع السودان حتى ولو في نطاق ضيق.. لقد أحب البكباشي يعقوب كبيدة والبكباشي حسيب مصر وأخذا يقضيان إجازتهما السنوية في القاهرة بل إن يعقوب كبيدة تزوج مصرية وأنجب منها أبناءه.
لقد قادت هذه العلاقة وهذه الرحلات المتكررة لقاهرة المعز إلى خلق علاقة بينهما وبين الضباط السودانيين هنالك خاصة الصاغ عبد المنعم عبد الحي وأخاه الضابط السوداني عبد العزيز عبد الحي الذي خرج مع القوات المصرية 1924م.. وبما أن العمل العسكري السري في القوات المسلحة المصرية قد سبق العمل في قوة دفاع السودان فقد بدأت بوادر اتصالات بين الضباط السودانيين بمصر النجومي باشا سكرتير اللواء محمد نجيب والقائمقام علي البنا واللواء عبد العزيز عبدالحي.
لقد كان اللواء محمد نجيب على رأس تنظيم الضباط الأحرار المصري كقوة وكانت زيارات يعقوب كبيدة ومحمود حسيب لمصر قد مكّنتهما من مقابلته
تاريخ الثورة
وفي يوليو 1952م عُيِّن اللواء محمد نجيب رئيسًا لمجلس قيادة الثورة وقد قام وفد من الخرطوم فيه البكباشي يعقوب كبيدة والبكباشي محمود حسيب لمقابلة اللواء محمد نجيب وتهنئته بالثورة وقد أهدى له الضباط السودانيون الرقم 3 من الذهب الخالص وسامًا في صدره على أساس أنه أُصيب ثلاث مرات في حرب فلسطين ولم يتقاعس ولم يترك الميدان ولقد ظل اللواء محمد نجيب يضع هذا الرقم في يزته العسكرية على صدره مع الميداليات والنياشين وظل يذكر بكثير من الفخر هذه الهدية من الضباط السودانيين، وبما أن اللواء نجيب كان يمسك بملف السودان في تنظيم الضباط الأحرار المصري فقد انشغل بعد الثورة بالمسؤوليات الجسام للدولة فسلم ملف السودان للصاغ صلاح سالم الذي أصبح في حركة مستمرة بين القاهرة والخرطوم والجنوب وكان له لقاءات مع البكباشي كبيدة والبكباشي محمود حسيب وبدأ العمل السري لتنظيم الضباط الأحرار السوداني على فرسان بحري الثلاثة البكباشي محمد عيسى والبكباشي يعقوب كبيدة والبكباشي محمود حسيب وتوكل الثالوث على الحي الدائم وبدأ العمل في تجنيد الضباط للتنظيم .
شروط الانضمام للاحرار
لقد كان الاختيار للانضمام لتنظيم الضباط الأحرار في البداية من أصعب الاختيارات حيث المطلوب في المقام الأول أن يكون الضابط مشبعًا بالحس الوطني ليسهل تجنيده وأن لا يكون له ارتباطات حزبية أو طائفية ثم بعد ذلك يكون قدوة وحسن السير والسلوك وأن تتم تزكيته من ثلاثة أو اثنين من أعضاء التنظيم القدامى.. بدأ البكباشي محمد عيسى في سلاح الخدمة تجنيد الضباط فكان أن جند الملازم ثاني محمد عبد المجيد الشايقي والملازم جلال الدين محمد عبد الرحمن في الدفعة الثانية الكلية الحربية واستطاع البكباشي يعقوب كبيدة تجنيد أخيه الملازم عبد الرحمن إسماعيل كبيدة ذلكم الضابط المتميِّز في الدفعة الأولى الكلية الحربية رجل مشهود له بالاستقامة وحسن الخلق والأمانة والتدين ويعتبر قدوة في هذا النهج، ملأ حب السودان قلبه وشغل جوانحه وشبعت عروقه دماً طاهراً ثورياً زكياً وقد لعب دوراً كبيراً في تنظيم الضباط الأحرار بعد ذلك، ودخل معه في دفعته الملازم علي حامد الذي كان معه في القيادة الغربية. واستطاع البكباشي محمود أن يجند عدداً كبيراً من الضباط خاصة في سلاح الهجانة أما البكباشي محمود حسيب فقد كان الرأس المفكر لهندسة العمل السري داخل القوات المسلحة وأحد المؤسسيين المهمين لهذا التنظيم فقد أخلص في هذا الاتجاه إخلاصاً منقطع النظير وقدم في هذا المعترك جهوداً جبارة واستطاع تجنيد ضباط مميزين من خريجي الكلية الحربية أثروا فيما بعد التنظيم بعمل مشرف.. كان محمود حسيب يقوم بنفسه بطباعة المنشورات باللغة الإنجليزية والعربية ثم يقوم بتوزيع المنشورات وأول منشور وزع في تنظيم الضباط الأحرار كتبه محمود حسيب 1953م وقد شتم فيه القائد العام الجنرال اسكونز واصفاً إياه «يا أبو حنك» لقد كان هذا الثالوث الخطر البكباشي محمد عيسى والبكباشي يعقوب كبيدة والبكباشي محمود حسيب الجذوة التي أضاءت الطريق أمام الضباط الأول في الدفعة الأولى والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة الذين دخلوا تنظيم الضباط الأحرار.
المنضمون من الكلية الحربية للاحرار
أحب أن أؤكد أن الضباط المؤسسيين للتنظيم البكباشي محمد عيسى والبكباشي كبيدة والبكباشي محمود حسيب وأخوانه من ضباط التنظيم الذين انضموا من الدفعة الأولى الكلية الحربية والطيب المرضي وإسماعيل كبيدة وعبدالله الهادي وعلي حامد وعباس أبو نوره وأحمد البشير شداد وفي الدفعة الثانية الكلية الحربية تاج السر مصطفى وحسن إدريس وفتحي حسن كاشف ومحمد عبد المجيد الشايقي ومحمد جلال الدين عبد الرحمن ومحمد خير عمر أزرق وبشير النقر وفي الدفعة الثالثة عوض أحمد خليفة ومحمد خير محمد سعيد وعبد الحليم شنان وأحمد محمد ابو الدهب وجعفر نميري ومن الدفعة الرابعة عبدالبديع علي كرار وفضل الله حماد وكمال حسن فضل الله وفي الدفعة الخامسة الكلية الحربية بشير محمد علي ومحمد الحسن عبدالرحمن أبو طيارة ومحجوب بابكر سوار الدهب ومصطفى الطاهر العبد وفي الدفعة السادسة عبد الله الطاهر بكر والصادق محمد الحسن وعبد الحميد عبد الماجد ومحمود عثمان كيله كل هؤلاء الضباط والذين أوقدوا حركة التنظيم قوة ولم يكن لأي واحد منهم التزام حزبي مع أي حزب أو هيئة أو طائفة خارج نطاق القوات المسلحة، وهذا ما قاله عنهم اخوانهم الضباط الكبار الذين سبقوهم في التنظيم ما عدا واحد حاولت جهة ما استدراجه وقد ترك هؤلاء الضباط سيرة عطرة في القوات المسلحة والوطن مليئة بمعاني الوطنية الصادقة والتجرد ونكران الذات وإن حاول البعض إلباس الحق ثوب الباطل وإن ظلم ذو القربى أشد.. تسلم الصاغ عبد الرحمن كبيدة والصاغ الطيب المرضي الراية هذان الرمزان اللذان شمخا عزة وشرفاً ووطنية مع اخوانهم من ضباط الدفع الأولى وكيف اتسع التنظيم بمجهودات هؤلاء جميعاً.
لقد انضم في الدفعة السابعة الكلية الحربية إلى تنظيم الضباط الأحرار الضباط هاشم الجمري وأحمد محجوب عوض الله وبابكر النور ومحمد سعيد عباس ومن الدفعة الثامنة الطاهر إبراهيم اسماعيل وعمر خلف الله وفي الدفعة التاسعة ابو القاسم هاشم وعبد المنعم محمد أحمد «الهاموش» ومحمد عبدالله حماد وكمال الدين مصطفى بحيري وأحمد ميرغني وعبد الله اسماعيل الأزهري وقد استطاع الصاغ عبد الرحمن كبيدة وهو معلم بمدرسة المشاة التي من ضمنها الكلية الحربية تجنيد الطلبة الحربيين محمد أحمد جحا ومحمد الأمين التجاني والحبر بركات وحسين خرطوم دارفور إلى تنظيم الضباط الأحرار وجميعهم من الدفعة التاسعة الكلية الحربية. في هذه السنة 1957م طلبة الدفعة العاشرة موجودون بالكلية الحربية وبعد انتهاء دورة قادة البلكات الأولى التي عقدت بمدرسة المشاة والتي كان بها عشرة من الضباط النشطين في التنظيم قام الصاغ عبد الرحمن كبيدة بحركته الأولى في 1957م والتي أحبطت وكانت أول كارثة أحاقت بتنظيم الضباط الأحرار حيث حوكم الصاغ كبيدة بالسجن ومعه الملازم ثاني عمر خلف الله والطلبة الحربيين محمد أحمد جحا ومحمد الأمين التجاني والحبر بركات وحسين خرطوم دارفور وأحيل إلى الاستيداع الاميرالاي أحمد أبوبكر والبكباشي عبد الحفيظ محمد خير شنان والصاغ أحمد البشير شداد والصاغ الطيب المرضي والصاغ تاج السر مصطفى واليوزباشي عوض أحمد خليفة واليوزباشي عبد الحليم محمد خير شنان واليوزباشي جعفر نميري وبحلول 1958م انضم إلى التنظيم الضباط السودانيون الذين استوعبوا في الجيش المصري وكانوا أصلاً هم في تنظيم الضباط الأحرار المصري الصاغ محمد عبد الحليم وأحمد عبد الحليم وسعد بحر وآخرون.
اتساع التنظيم
بدأ التنظيم يتسع فدخل التنظيم في الدفعة العاشرة الملازم خالد حسن عباس وفاروق حمد الله ومصطفى عثمان أورتشي ومحمد أحمد الريح وعبد الرحمن حسن عثمان وفتحي كمبال والرشيد نور الدين وعلي صالح وعبد السلام أحمد صالح وعبد اللطيف النقر وفاروق خالد الله جابو وسيد أحمد حمودي ومحمد عثمان همرور.. وخطورة هؤلاء الضباط أن خالد حسن عباس وفاروق حمد الله وفتحي كمبال والرشيد نور الدين وعلي علي صالح نُقلوا إلى حامية الخرطوم تحت قيادة الأميرالاي حسن بشير نصر وقد أصبحوا فيمابعد رموزًا في سلاح المدرعات وكانت لهم مواقف بطولية ومشرفة في أكتوبر 1964م وهم رأس الرمح في تقوية التنظيم وفي تفجير ثورة مايو 1969م فيما بعد مع ضباط آخرين سيجيء ذكرهم فيما بعد أيضاً. في 1959م دخل التنظيم من الدفعة الحادية عشرة الكلية الحربية الملازم هاشم العطا ومحمد المنير حمد والرشيد أبو شامة والطاهر محمد عثمان وخليل أحمد سورج وأبو بكر المبارك والنور عبد النور ويحيى عمر محمد حسن قرينات وفاروق أحمد عمر ومحجوب محمد طه كرودي وأحمد محمد علي حسن «اللورد» وإبراهيم أحمد أبوزيد وحسين عثمان بيومي وصلاح عبد العال وقد شهد هؤلاء الضباط واشترك بعض منهم في حركة الاميرالاي محيي الدين أحمد عبد الله والاميرالاي عبد الرحيم شنان في مايو 1959م الأولى والتي نجحت وأدت إلى دخول الاميرالاي محيي الدين أحمد عبد الله والاميرالاي عبد الرحيم شنان والاميرالاي مقبول الأمين الحاج إلى المجلس العسكري الأعلى الذي حكم السودان.
التمرد
وفي سبتمبر 1959م قامت حركة الاميرالاي محيي الدين عبد الله والاميرالاي عبد الرحيم شنان الثانية والتي فشلت وأدت إلى محاكمات شملت السجن الاميرالاي محيي الدين أحمد عبد الله والاميرالاي عبد الرحيم شنان وفقد تنظيم الضباط الاحرار عدداً كبيراً البكباشي عبدالحفيظ شنان البكباشي محمد علي السيد البكباشي حسن ادريس الصاغ أحمد محمد أحمد أبو الدهب اليوزباشي بشير محمد علي اليوزباشي عبد الحليم محمد خير شنان اليوزباشي عبد الله الطاهر بكر واليوزباشي عبد البديع علي كرار واليوزباشي طيار الصادق محمد سعيد عباس واليوزباشي بشير محمد علي واليوزباشي محمد الحسن عبد الرحمن «ابو طيارة» ومصطفى الطاهر العبد والطاهر إبراهيم اسماعيل ومحمد عبد الله حماد وكمال الدين بحيري واحمد ميرغني مبارك وعبد الله اسماعيل الأزهري وعبد السلام أحمد صالح وفاروق خالد وعبد اللطيف النقر. لم تطفئ كل هذه المحاكمات والطرد ضباط التنظيم الباقين من العمل السري فقد نشط البكباشي يعقوب كبيدة والبكباشي علي حامد في فك أسر زملائهم الذين أودعوا السجون وفي نوفمبر 1959م قرروا القيام بحركة انقلابية مع ضباط متميزين في التنظيم الصاغ عبد البديع علي كرار واليوزباشي عبد الحميد عبد الماجد واليوزباشي طيار الصادق محمد الحسن واليوزباشي عبد الله الطاهر بكر وجميعهم جاءوا من مدرسة حنتوب الثانوية وقد أدى فشل هذه الحركة إلى محاكمات عسكرية أدت لإعدام النخبة المتميزين من الضباط البكباشي يعقوب كبيدة والبكباشي علي حامد والصاغ عبد البديع علي كرار واليوزباشي عبد الحميد عبد الماجد واليوزباشي طيار الصادق محمد الحسن والسجن اليوزباشي عبد الحليم محمد خير شنان واليوزباشي عبد الله الطاهر بكر ومحمد محجوب عثمان والملازم أول محمد جبارة «فوكس». أود أن أنوه أن التنظيم فقد من الجانب المدني مسبقاً الاستاذ الرشيد الطاهر بكر ذلك الرجل النقي الثوري النظيف العفيف المتدين وقد كافأته ثورة مايو بأن قلدته مناصب عليا وحتى عندما اعتقل في ابريل 1985م لم يجد أبناؤه عربة ترحيل للمدارس ولم يكن له منزل شأنه شأن كل ذلك الجيل المتفرد من الرجال عسكريين ومدنيين لك الله أخي الرشيد الطاهر ولأسرتك وأهلك العزة والشرف الغالي.
كما فقد التنظيم في الجانب المدني ذلك الرجل الوطني الغيور الطيب محمد خير «الزعيم».
في 1960م دخل تنظيم الضباط عبد المنعم حسين لم يستمر طويلاً كمال أبشر يسين.. محجوب برير.. بابكر عبد الرحيم. طه محمد طه.. سورج حمادة عبدالعظيم.. أحمد حسن قرين.. زيادة صالح الشيخ عثمان محمد أحمد «كتب» عبدالعظيم محجوب وعثمان حاج حسين ولحق بهم في تنظيم الضباط الأحرار الضباط مامون عوض أبو زيد ومحمد أحمد أبو زيد وأبو القاسم محمد إبراهيم وزين العابدين محمد أحمد عبد القادر وكامل عبد الحميد ومحمد أحمد الزين وحيدر يعقوب وميرغني العطا وهكذا انتشر التنظيم وتوسع وأصبح له ضباط ذوو نفوذ قوي في المدرعات وفي سلاح المظلات وفي أفرع القيادة الحساسة وقد ظهرت قوة التنظيم في أكتوبر 1964م وأثرت تأثيراً مباشراً في نجاح ثورة اكتوبر يدعمهم إخوة كبار في التنظيم على رأسهم القائمقام الطيب المرضي والبكباشي جعفر محمد نميري وإخوة كبار متعاطفون مع التنظيم على رأسهم الأميرالاي أحمد الشريف الحبيب والأميرالاي عمر الحاج موسى والقائمقام محمد الباقر أحمد. وقد تنكرت ثورة أكتوبر لهؤلاء الضباط فنقلت أغلبهم خارج العاصمة خوفاً منهم وأحالت اعظم القادة إلى التقاعد. وقد أعيد النظر في عهد القائد العام الفريق الخواض محمد أحمد وبدفع ومؤازرة من الاميرالاي أحمد الشريف والأميرالاي عمر الحاج موسى أرجع كل ضباط التنظيم إلى وحداتهم القديمة. هؤلاء الضباط كانت روحهم تعشق العلى ذات حس وطني عالٍ كبرت روحهم وتعلقت بالثريا منهم اولئك الثائرون دوماً.. فاندفعوا في تنظيم الضباط الأحرار بجسارة وقوة وكثرت اجتماعاتهم السرية وبدأوا في تنظيم أنفسهم ليستلم التنظيم السلطة ويقوم بإصلاح العباد والبلاد وحدثت أحداث الملازم خالد الكد 1965م وكان على رأس الذين شملهم التحقيق من ضباط التنظيم القائمقام جعفر نميري وكان خلاصهم على يد الأميرالاي عمر الحاج وموسى الذي كان رئيساً لمجلس التحقيق ومتعاطفًا مع تنظيم الضباط الأحرار.
استلام السلطة
نشط تنظيم الضباط الأحرار 1967م وبعدها كثرت الاجتماعات وبدأ التنظيم في خلق الجو الملائم لاستلام السلطة حتى جاء اجتماع الثلاثة عشر الشهير مايو 1969م والذي حضره العقيد جعفر نميري والمقدم بابكر النور وأبو القاسم هاشم وعبدالمنعم محمد أحمد «الهاموش» والرواد محجوب إبراهيم وخالد حسن عباس وفاروق حمد الله والرشيد أبو شامة وعبد الرحمن حسن عثمان وصلاح عبد العال وأبو القاسم محمد إبراهيم ومامون عوض أبوزيد وزين العابدين محمد أحمد عبد القادر وظهرت اختلافات فكرية واختلافات توقيتية من هذا الاجتماع إلى أن خلق ثلاث مجموعات.. مجموعة فكرية وترى أن الوقت غير مناسب الآن وهذه ضمت بابكر النور وعبد المنعم محمد أحمد ومحجوب إبراهيم ومجموعة ثانية ضمت جعفر نميري وخالد حسن عباس وفاروق حمد الله وأبو القاسم محمد إبراهيم ومامون عوض أبو زيد وزين العابدين عبد القادر هذه المجموعة كانت تؤمن بامكانية التغيير وجاهزية القوة وملاءمة الزمان والمكان وترى تعجيل العملية وحقيقة لولا هذه المجموعة وعلى رأسها خالد حسن عباس لما نجحت ثورة مايو حيث هذه المجموعة تضم القوة المنفذة في المدرعات والقوة المنفذة في المظلات والمجموعة الثالثة ضمت ابو القاسم هاشم والرشيد أبو شامة وعبد الرحمن حسن وصلاح عبد العال وكانت ترى عدم توفر القدرة على إحداث التغيير الآن.. والسبب الرئيس أن هذه المجموعة ليست لديها قوات في يدها جاهزة للعمل.
وكان المتحرك مقرراً له يوم 12/5/1969م ولكنه أُجل لهذه الاختلافات وتحركت مجموعة نميري بمعزل عن الآخرين ونفذت انقلاب 25/ مايو 1969 والتي أصبحت ثورة فيما بعد وحكمت السودان وكانت بداية النهضة للسودان وبداية التنمية الحقيقية.
سنواصل في الأعداد القادمة الحديث عن مسيرة ثورة مايو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.