أخطر ما كشفته التقارير الواردة من معسكرات المتضررين بمنطقة أم القرى بولاية الجزيرة أن هناك أساليب فاسدة ومن نوع آخر صاحبت عملية تقديم معينات الإغاثة والإيواء وجاءت هذه الإفادات على لسان أحد أبرز قيادات اتحاد مزارعي الرهد الذي فضل حجب اسمه ولكنه أكد أن المزارعين لم يغادروا قراهم وحواشاتهم وأن المعسكرات التي تزعم الجهات الرسمية بأنها لمتضرري منطقة أم القرى تقيم فيها الآن العمالة الموسمية من خارج ولاية الجزيرة ومعظمهم من دول الجوار وأن المقيمين في هذه المعسكرات لا علاقة لهم بالقرية 38، مشيرًا إلى أن قوافل الإغاثة يسمعون بها فقط في الإعلام ولكنهم لا يرونها على واقع المتضررين ولا يعلمون أين ذهبت؟ ورصدت (الإنتباهة) في زيارتها إلى هناك أن الوفود الرسمية تقوم بزيارة المعسكرات ولا تذهب إلى المتضررين في القرية 38 التي لم يغادرها سكانها الحقيقيين حتى الآن رغم الضرر البالغ الذي أصابهم. وفي منحى متصل حملت السلطات بمحلية أم القرى بولاية الجزيرة إدارة مشروع الرهد الزراعي كامل المسؤولية في كارثة السيول التي اجتاحت قرى المحلية وبالأخص القرية 38 وقال الأستاذ أحمد محمد سليمان معتمد أم القرى إن إدارة هذا المشروع أقامت هذه القرى في مناطق منخفضة مما كان له بالغ الضرر على سكان القرى بسبب ترع المشروع التي فاضت بالمياه وأوضح أن هذه الأمطار أدت إلى خروج 12 ألف فدان من الموسم الزراعي ونفوق أعداد كبيرة من الماشية، وأكد أن محليته قامت بتشييد مدينة مؤقتة لإيواء أكثر من 2.500 ألف أسرة تشتمل على بعض الخدمات الصحية والتعليمية المؤقتة بالإضافة إلى مركز شرطة. وأعلن المعتمد أن المحلية بصدد تخطيط مدينة جديدة وإعطاء أي مواطن متضرر 400 متر ودعا إلى مساهمة منظمات المجتمع المدني في تشييد المراكز الخدمية بالمدينة الجديدة، مشيراً إلى أن هذا المعسكر المؤقت لن يتجاوز فترة شهرين وتحت إدارة الخدمة الوطنية التي قامت بتسيير قافلة لدعم المتضررين هناك. وقد زارت (الإنتباهة) معسكر المهجرين ووقفت على أوضاعهم وكشفت الزيارة أن هذه المعسكرات تحتاج إلى جهد اتحادي وولائي لمجابهة الآثار السالبة التي خلفتها السيول والأمطار وبالأخص انتشار الباعوض والذباب وأوضح عدد من المواطنين الذين استطلعتهم (الإنتباهة) أنهم فقدوا كل ممتلكاتهم وأن أولادهم لم يلتحقوا بمدارسهم وأنهم يريدون أن تقوم المدينة التي اقترحها والي الجزيرة حتى يشيّدوا منازلهم وتعود إليهم حياتهم الطبيعية بعيداً من حياة المعسكرات والمساعدة التي لن تعالج مشكلتهم الحقيقية في الحصول على سكن آمن. فيما تم تحويل مكاتب المحلية إلى مخازن لتجميع التبرعات العينية وغرفة عمليات لمجابهة أي طارئ.. وقد فرضت هذه الأوضاع تحديات كبيرة تواجه المنطقة تتمثل في إشكالات المشاريع المروية المتمثلة في الترع ومعالجة الطرق التي تم قطعها وقيام مدينة جديدة للمهجرين بمراكز خدمات متكاملة. في الأثناء علمت (الإنتباهة) أن أحد الخيرين قام بتشييد 77 خيمة لإيواء 77 أسرة وتكفل بجميع وجباتهم من حسابه الخاص..