التنمية والمشاركة السياسية والدستورية والتنفيذية في ولاية جنوب دارفور تمضي في شكل هلال لم يكتمل بدرًا حتى الآن، تلك المقولة جاءت على لسان نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية نتيقة موسى إبراهيم محمد الذي جدد شكاوى أهل المحلية من الظلم الواقع عليهم من قِبَل حكومة الولاية وغياب الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها الإنسان وأولها الصحة والمياه والتعليم والتي أدخلت العديد منهم في نفق المعاناة طوال السنوات الماضية فمحلية نتيقة التي تقع على بعد حوالى ستين كيلو مترًا شمال شرق نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور وهي ضمن المحليات التي أنشئت مؤخرًا والتي وصلت بموجبها الولاية ل«21» محلية عجزت حكومة الولاية عن توفير حتى المرتبات لبعض منها بصورة أصبحت شبه مستمرة ومتوالية نتيجة للظروف المالية المعقدة التي تمر بها والعجز الشهري في المرتبات الذي تجاوز ال «3» ملايين جنيه ناهيك عن مشروعات التنمية التي أصبحت غائبة بكال ربوع الولاية فنتيقة التل لم تسلم من الحرب والتمرد الذي ضرب دارفور منذ العام «2003م» ورغم صمود أهلها في وجه التمرد إلا أن آثاره باقية في المؤسسات المدمرة والخربة، وفي حديث سابق لموسى ابراهيم نائب رئيس الوطني حينما استقبلت المحلية أول معتمدا لها في عهد الوالي الأسبق د. عبد الحميد كاشا قال إن أهل المنطقة في وجه التمرد حينما كانت تغلي بنيران التمرد حتى حافظوا على ترابها وعدم إنزال رايتها بتقديم أكثر من «300» شهيد ولا بد من تعويضهم بالتنمية لرفع المعاناة عن كاهل الأرامل والأيتام والضعفاء، وقال «وقعنا في ظل المطر السلطوي وغبنا كثيرًا عن المشاركة في السلطة» وها هو اليوم يؤكد أنهم مازلوا في نفق الظلم، وأضاف خلال اللقاء النوعي الأول الذي نظمه معتمد المحلية الجديد صاحب البزة العسكرية مقدم شرطة أحمد المهدي حسن لأبناء نتيقة بنيالا الإثنين الماضي قال موسى إن المحلية قدمت حزمًا من الشهداء وأرتالاً من الأيتام والأرامل من أجل سد الثغرة الشرقية للولاية وكان نصيبهم من ذلك «10» جلدات نظيفة طبقًا لقوله، وطالب موسى أهل المحلية كافة بمراجعة الماضي وتصفيته ورقة ورقة لفتح المجال للمعتمد الجديد للنهوض بالمحلية التي تخلفت عن ركب محليات الولاية الأخرى، وتابع: «أخي المعتمد مرَّ على هذه المحلية ثلاثة معتمدين ونحن كجهاز سياسي عملنا خطوات تنظيم لكننا اليوم نقول لك معتدل مارش لأنك جئتنا بقلب مفتوح تسعى لتوحيد أهل المحلية»، وقال موسى إن نتيقة تتكون من ثلاث وحدات إدارية نتيقة كرمجي وقرى أبشي وقال إن الأخيرة «99.9%» من مساحتها بلا مواطنين يبكون حنينًا إلى الرجوع لموطنهم ولا يرجون منك أخي المعتمد إلا أن تسلك طريقًا يوصلهم لتلك الديار، مبينًا أن هؤلاء النازحين يتجاوز عددهم ال«40» ألف نازح موزعين في معسكرات الولاية وزاد: «لدينا نزوح من نوع آخر حيث كل قرى أبشي هي الأن تحت أحضان اليوناميد في مشهد مأساوي يتطلب منا أن ننتشلهم منه»، أما معتمد نتيقة مقدم شرطة أحمد المهدي فقد أكد أن الأمن من أولوياته حتى يعود النازحون لقراهم، وأضاف لا أريد الأمن المسنود بالمدرعات لحراسة المواطن وإنما أُريد أمنًا مبنيًا على النسيج الاجتماعي ووحدة الصف لافتًا إلى أن منهج حكمه مبني على الشورى والقلب المفتوح، وقال إنه سيكون أول المتقدمين لأهل نتيقة لرد المظلمة التي تحدثوا عنها مؤكدًا عدم وجود مكانة أو قبيلة لكل مجرم يزعزع أمن الناس بالمحلية داعيًا كل القبائل إلى الوقوف معه لبناء نتيقة لأن الوطن لا يُبنى إذا كان هناك من يقف في الرصيف ولا يعجبه الحل، وأقر المعتمد أن التنمية بالوضع المأزوم الذي تمر به الولاية لا يمكن أن تتحقق إلا بالجهد الشعبي وحمل الحقائب لطرق الأبواب لإيجاد تمويل للمشروعات المعدة، وعلى الرغم من الصراحة التي تمت بين المعتمد وأهالي المحلية إلا أنه سيواجه بتحديات كبيرة طبقًا لمراقبين للوضع نتيجة للتركيبة المعقدة بالمحلية والتفرقة والشتات التي انتشرت بصورة مخيفة بين مكوِّنات المحلية والتي تحتاج من المعتمد إلى إعادة ترميمها تمهيدًا للخروج بالمحلية لبر الأمان وهذا ما أكدته أمينة المرأة بالمحلية حاجة علي وقولها بأن هناك فرقة وشتاتًا مصطنعًا من قبل أشخاص يريدون أن تعيش نتيقة تحت الضباب والتخلف عن التنمية، وأضافت أن المرأة بالمحلية لا تملك إلا الإيمان بالله والصبر على تربية الأيتام ومجابهة ضنك المعيشة الصعبة، وأضافت: «كل الخدمات متردية والفرقة قد أقعدتنا كثيرًا»، عمومًا تلك هي صورة محلية نتيقة التي منذ تأسيسها لم تشهد تقدمًا في أي مجال سوى مستشفاها الذي تم وأصبح عصي الافتتاح لعدم وجود طبيب واحد يفتتحه حتى التأمين الصحي بالولاية والحوافز الضخمة التي يقدمها فشل في إيجاد طبيب لإدارة خدماته هنالك وصور أخرى للمشكلات التي أقعدت تلك المحلية رغم ما قدمه أهلها من تضحيات لتأمين الولاية، فهل يستطيع المقدم ود المهدي وضع عتبة فقط لإخراجها من وطأة الأزمات خاصة أن بعض مناطقها مازالت متأثرة بالتمرد.