عند مغيب شمس الأحد 22/1/1995 عرف القائد قرب معسكر المتمردين، فانتخب مجاهدين من القوات المسلحة والدفاع الشعبي.. لم يكن بينهم محمود شريف.. وبدأت المعركة في السادسة صباح الإثنين 23/1/1995م وتعطلت الدبابة.. وتحرك القائد الى اللودر.. وخرج محمود شريف دون أن يعرف أحد إلا الرائد العائد ديت كري، وعند وصول اللودر كانت المعركة قد حمي وطيسها والتحمت القوات.. واعتلي محمد سطح الدبابة .. واتجه المتمردون للودر على بعد عشر أمتار .. كانت معه خزنتان.. وأقسم بالله الا يتركهم .. واعتلى سطح اللودر فصرع من كان فوقه من المتمردين.. متمرد كان يقف على الأرض عاجله بطعنة ولم يسقط محمود شريف فقد استشهد واقفاً وبعد أن نظم المجاهدون صفوفهم وكروا مرة اخرى.. وتقهقر الخوارج.. قام قائد اللودر وحرك السكين وحرك الدبابة وعادت الدبابة الى فرجوك تحمل الشهيد حيث ووري الثرى في تمام الساعة الثالثة بعد الظهر.. ووضع في قبره ووجه مضيء تعلوه الابتسامة لعلها ابتسامة الرضاء بما نال.. وعبثاً حاول المتمردون خلع ملابسه.. ولكن فشلوا لأن الشهيد كان ممسكاً بيديه على صدره.. ست ساعات ما بين الاستشهاد والدفن ولم يتوقف نزيف الدم من الشهيد.. وكان صيفاً حاراً ورغم ذلك نزل البرد .. وجاءت الإشارة من الخرطوم «محمود شريف يبلغ الخرطوم فوراً».. وكان رد القائد أن محمود شريف بلغ عند ربه.. لتنطوي صفحة ناصعة من صفحات التجرد والتواضع والبذل.. محمود شريف ابن جزيرة لبب ذهب كجده المهدي وصديقه عبيد ختم ومحمد أحمد عمر وأحمد البشير الحسن.. لله دركم.