من منا لا يتذكر فارس المسيرية دودو كبيده الشيخ الطاعن في السن الذي طلب أمام الجميع في متحرك راجا من السيد الرئيس أن يعطيه حصان ليعلم هؤلاء المتمردين درساً .. و ترك أبناءه لله... ولقي ربه شهيدا ومن منا لا يتذكر الشهيد عبد العزيز محمد الأمين من أبناء وواسي هذا الشباب الصغير في السن الذي رفض مبلغ من المال عندما أعطى إليه في جوبا قبل التحرك إلي توريت لكي يشتري بعض الأغراض الشخصية وقال : والله لم نأتي لهذا انها متاع الدنيا . ومن منا لا يتذكر سيد شهداء الإنقاذ المشير الزبير محمد صالح الذي أقسم أمام المجاهدين وقال ( والله ألموت دا ح نسعى ليه محل يعز البلد ويعز الدين ونفتش ليه تفتيش ) . ومن منا لا يتذكر الفتي القادم من حلفا الشهيد هيكل الذى لبس الكاكي وتعطر بأجمل العطور ( محشش ) بلغة العسكر ،لأنه على موعد مع رسول الله عليه أفضل السلام ولقي ربه شهيداً بعد ساعات في المعركة . ومن منا لا يتذكر أبطال الميل أربعين الذي ظلوا يتنازعون في من منهم من يقوم أولا بتفجير الدبابة حتى حسمهم القائد البطل الشهيد المقدم ادم تريو مناوي الذي قال لهم انا قائدهم في المتحرك إذن لابد لي أن أكون القدوة الحسنة لكم ... أول الدبابات سوف تكون من نصيبي من منا ما سمع بالعميد عبد المنعم شطة الرجل المكحل بالشطة حينما قال للجنود في متحرك توريت الثالثة ( من يضرب الدبابة بعشرة مليون من السيد الرئيس والدبابة الحية بعشرة من الرئيس معها ابنتي عروساً له ) . من منا ما سمع بالشهيد المعز عبادي الذي قال انه يريد أن يدخل الجنة بالقطاعي بعد ان فقد أصبعه وإحدى عينه . وكلنا سمعنا بالحاجة كريمة والدة الشهيد على عبد الفتاح عند استقبالها للمجاهدين عقب استشهاد (على) وهي تقول ( على ما مات على شهيد على حي ابشر ياالبشير و أطلقت الزغاريد ) والكل سمع بالإشارة التي دارت بين القيادة الاستوائية بجوبا وقائد الميل أربعين المقدم ود إبراهيم حين كان السؤال من القيادة عبر اللاسلكي ماذا هناك ، كانت إجابته( ابشروا جوبا أومنت والسودان أتحرس والأبطال استشهدوا ) الله اكبر الله اكبر . وكلنا نعرف ماذا كان يقول الشهيد ابراهيم شمس الدين من على الطائرة لجنوده أثناء المعركة وفي عز الخريف ( من فوق ود شمس الدين ومن تحت الطين – يجيبوا حي – وري وشك – ما ينوم ) والأمثال كثيرة في سيرة صحابة السودان ( ختم ، فضل المرجي وسكران الجنة و معاذ وهشام و محمد عبد الله و حاج نور - يوسف سيد . ود المصطفي – وداعة الله حتى الملا عبد الملك ..... تقبلهم الله جميعاً وتقبل من الاحياء منهم جهادهم وصبرهم . سيدي الرئيس .. كان التمرد منذ عمليات الأهوال حتى الإمطار الغزيرة لا يتحرك في جنوب السودان شبراً شمالاً وجنوباً وغربا وشرقاً .... لقد دخلت قواتنا الباسلة والمجاهدين لهم في عقر دارهم في رمبيك وتوريت و كبويتا والجكو وانهزموا شر هزيمة حتى رضخوا للسلم وقلنا ("وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ." )وسلمناهم الجنوب بما فيه سلماً ، عهدا منا لاننا أهل عهود وصبرنا عليهم ولكن التمادي من أمثال باقان الذي كان لا يصبر في المعركة أمام المجاهدين سواء ثلاثة دقائق بالحساب لن نقبلها .... دغمسة مافي تأني ... فقط قل كما قلت في العام 2005 م عندما احتلوا توريت غدراً ( لا تفاوض الا بعد تحرير توريت ) سيدي الرئيس القوم هم القوم ..... هذه المرة لا تفاوض حتى بعد تحرير كامل مدن جنوب ، كردفان و النيل الأزرق الأوامر هي( كل القوة جوبا جوه ) بعدها ستجد أخوان الشهداء المجاهدين - الدبابين – الطيارين – الرشاشين – سائحون أولاد ابوفاطمة و الخاصة في الميدان ليعيدوا الكر مرة أخرى .... أفعلها سيدى الرئيس ونحن رهن الاشارة ... وسوف نرفع لك التمام بأذن الله في شارع الملكية بجوبا أمام قصر الرئاسة . قال تعالي { يا أيها النبي حرّض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين و إن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون } جمال محمود