في (نجوم الغد) حاولنا طرح فكرة متقدِّمة لتطوير الأغنية السودانيَّة..دوَّنت ما لا يقل عن (800) أغنية سودانيَّة..قدَّمت مقترحاً لتكوين اتحاد الفنون الإفريقيَّة عضو أوركسترا القاهرة السيمفوني إبان البعثة الدراسية بجمهورية مصر في الفترة من (1987 1992م)، بجانب العزف ضمن فرقة الموسيقا العربية تحت قيادة (المايسترو) سليم سحاب، عزف آلة التشيللو والعود والجيتار مع غالبية المطربين السودانيين والفرق الموسيقية السودانية في عدة محافل رسمية وشعبية داخل وخارج السودان وهو عضو اتحاد الفنانين السودانيين (المكتب التنفيذي) (1983 2011م) وتقلّد فيه منصب السكرتير الثقافي، السكرتير الفني، نائب رئيس الاتحاد، حالياً يتقلد منصب رئيس الاتحاد تقلد منصب مدير إدارة الفنون الموسيقية بوزارة الثقافة الاتحادية (الفرقة القومية للموسيقا والآلات الشعبية) (2009 2011م) عضو اللجنة القومية للأصوات والألحان الجديدة بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون (1993 2008م) بجانب مشاركته في العديد من المواعين الفنية والموسيقية، ساهم بخبرته التراكمية في مسيرة الفن السوداني، نال الماجستير في الفنون قسم آلات تخصص (تشيللو) من أكاديمية الفنون، المعهد العالي للموسيقا العربية، القاهرة والدكتوراه من جامعة السودان عن أطروحته (أهمية وأثر التدوين الموسيقي على الموسيقا في السودان) هو الدكتور محمد سيف الدين علي التجاني رئيس اتحاد الفنانين السودانيين وعميد كلية الموسيقا والدراما، (نجوع) جلست إليه فكان هذا الحوار: حوار: المقداد عبد الواحد ٭٭ بداية.. د. محمد سيف ومشوار في الفن والموسيقا؟ أول منصب تقلدته بعد التخرج هو سكرتير قسم في معهد الموسيقا والمسرح سابقاً ولمدة خمس سنوات ثم ابتعثت للقاهرة للماجستير ولاحقتني هنالك الأعباء حيث كنت عضواً في فرقة القاهرة للموسيقا السيمفوني ثم كونا فرقة الموسيقا العربية.. عدت إلى السودان وكان معهد الموسيقا والمسرح مغلقاً آنذاك حيث كلفت بإدارته وأذكر هنا أن الشهيد الزبير محمد صالح وقف معنا كثيرًا وساعدنا في أن نعيد هذا المعهد، كما وقف معنا الدكتور أمين حسن عمر وزير الثقافة وقتها وأصبح مقر المعهد هو أحد مباني وزارة الأشغال وهو المبنى الحالي بعد أن تم ترفيعه إلى كلية تمنح البكالريوس والدراسات العليا في الموسيقا والدراما، ومنذ سفري للقاهرة كنت عضواً في مجلس إدارة اتحاد الفنانين وقام الزملاء بترشيحي لمنصب الرئيس حيث لم أسعَ لأي منصب في حياتي وتقلدت منصب رئيس شعبة الموسيقا العربية وشعبة الآلات ونائب العميد ثم حالياً العميد وبالمقابل تقلدت منصب السكرتير الثقافي ثم الفني باتحاد الفنانين ثم نائب رئيس الاتحاد أو الأمين العام ثم الآن رئيساً للاتحاد ورغم ممانعتي من رئاسة الاتحاد باعتباره عبئاً كبيرًا إلا أن المسؤولية الوطنية وبحكم انتمائي لقبيلة الموسيقيين يحتمان عليّ القبول بهذا التكليف، وبجانب هذا أشارك في لجنة الموسيقا باليونسكو ولجنة الألحان بالإذاعة كما قدمت مقترحاً لتكوين اتحاد الفنون الإفريقية كما اقترحت إنشاء اتحاد فناني الساحل والصحراء حيث نرى أن إفريقيا تحتاج إلى لم شمل في هذا المجال وشرعنا في هذا العمل وتحركنا في إثيوبيا ونيجيريا وتشاد كما أننا نجد أن الفنانين السودانيين وفنهم يجد القبول والاحتفاء في عدد من الدول الإفريقية خاصة الدول آنفت الذكر.. وأسست فرقة جواهر النغم والتي تهدف إلى تعبير فني محدد وفق أساليب فنية واضحة قائمة على الإرث السوداني في مجال الفنون.. وتم تكوين مجلس المهن الموسيقية والمسرحية لترقية المهنة ومنحها الصفة الرسمية ودورة المجلس تمتد لأربع سنوات (عادة ما تكون الأعوام الأولى للتأسيس) نخضع بعدها التجربة بكاملها للتمحيص والتقييم. ٭٭ مع هذه الأعباء والمناصب المؤثرة في حركة الفن والموسيقا، ماذا تعتقد أنك قدمت من خلالها وهل أوفيت بما تود تقديمه؟ أولاً لم أتمكن من الإيفاء بكل ما أريد تقديمه، وأي فكرة جديدة يأتي بها الإنسان تجد المقاومة بحكم أن الناس لا يعرفونها.. وكنت أسعى لانشاء أوركسترا كبيرة في السودان من خلال ما عايشته في القاهرة وفرقة القاهرة للموسيقا السيمفوني باعتبار أنها نظام نغمي متكامل مبني على نظم وقواعد علمية وفنية دقيقة معترف ومعمول بها في كل العالم وكنت أحلم بعمل ذلك كما نسعى لإنشاء مركز دراسات الموسيقا السودانية بجانب كلية الموسيقا والدراما كما كنت أسعى إلى جمع وتدوين الأغاني السودانية في النوتة الموسيقية والحمد لله الآن كتبت ما لايقل عن (800) أغنية سودانية ويتواصل العمل.. كما نريد إنشاء مركز لدراسة الفنون الشعبية وخصائصها وخلافه باعتبارها نابعة من صميم تراثنا وثقافتنا. ٭٭ كيف ترى تجارب المجموعات الفنية ومدى نجاحها أو فشلها؟ بلاشك هناك تجارب سودانية مشرفة ومتميزة للغناء الجماعي أو غناء المجموعات إلا أن عدداً من المجموعات الفنية ومع وجود الموهبة عندها فإنها لا تعتمد كثيرًا على الجانب العلمي وللأسف هذا ما هو موجود في السودان وإنما تعتمد على الجانب الانبهاري والتشجيعي فالصحيح أن الجمهور هو الذي يرقى (بذوقه الفني الرفيع) إلى مستوى المجموعة الفنية وليس أن تنزل إلى مستوى الجمهور وأقصد هنا أن تقوم الفرقة بعمل يرضي الجمهور لا أن تقوم بعمل مبني على التشجيع والانبهار يزول بزوال الأخير والمجموعات الفنية ظاهرة جميلة للغاية و(الجماعية) هي من سمات الشعب السوداني وينبغي أن نؤسس لها، ولكن عندما نؤسس لها عن طريق الخطأ (بتتفرتق تاني يوم من تكوينها) كما أنها تفتقد الفرق إلى القائد الموجه ذو المستوى الفني العالي والمتقدم والذي يدير الفرقة ويقودها سواء فنياً أو إدارياً ويستمع الجميع لما يقول ويتقيدون به وأقول إن الفرق أو المجموعات الفنية لا بد أن تقوم على أسس علمية وفنية دقيقة لا أن يجتمع خمسة أو عشرة أشخاص وأن يسموا نفسهم فرقة أو مجموعة. ٭٭ تجربتك في لجنة تحكيم (نجوم الغد) هل كانت بقامة د. محمد سيف كأكاديمي وموسيقار وماذا قدمت لك؟ أي تجربة يمر بها الإنسان بالتأكيد تمثل إضافة له، وكون أن يعرفني الناس من خلال هذه التجربة التي حاولت من خلالها توصيل بعض الأفكار للشباب و«90%» من التجربة كان فائدة لي كما نشأت بيني وبينهم صلات متميزة وأصبح منهم فنانون كبار وعلى سبيل المثال وليد زاكي الدين وعصام محمد نور وهؤلاء قبل أن يبدأ البرنامج وأيضاً هناك فصل في الكلية يدرس ويؤهل الفنانين الهواة من اتحاد الفنانين.. ومن خلال نجوم الغد حاولنا طرح فكرة متقدمة لتطوير الأغنية السودانية كما أننا نواجه خطر غزو الموسيقا الغربية (الراب، والراي، والهيب هوب) وغيرها من الإيقاعات الموسيقية الوافدة والتي لا تمت بصلة لثقافتنا وتراثنا السوداني بل تشكل خطراً عليها.