عندما كان الحديث عن القوات المسلحة وأنها مؤسسة قومية من طراز فريد، كانت القوات المسلحة تتجاوز هذا الحديث «الصحيح» إلى الوقوف على الحدث. والحدث الأول خلال الأيام الفائتة هو الكارثة السنوية للسيول والفيضانات التي تحلُّ بنا كل ما حلَّ الخريف حلاَّ أهلاً به وسهلاً. ولعل الخبر الآن ما عاد يدندن حول الدور الذي قامت به القوات المسلحة ووحداتها المختلفة في درء آثار «الحلول المفاجئ» لخريف العام 2013 الذي يبلغ ذروته كالمعتاد في الفترة من منتصف يوليو إلى منتصف أغسطس بحسب ما تقول الكتب والمناهج الدراسية التي أمضاها وصادق عليها مسؤولون حكوميون يفاجئهم ويفجعهم الخريف عاماً بعد عام. ما عاد الخبر يدندن حول هذا الدور المشهود للقوات المسلحة. لكن قراءة هذا الخبر تذهب إلى أن القوات المسلحة لا تقف عند حد الواجب الأول المناط بها والمتمثل في رد العدوان المسلح على الوطن.. بل هي تذهب بعيداً حتى تقف عند الشاطئ الثاني من الحدث وعند الشطر الثاني من شعار سلاح المهندسين المعروف «في الحرب تدمير، في السلم تعمير».. القوات المسلحة في محنة السيول والفيضانات تتحول يداً حانية وسحابة دانية تمطر المنكوبين خيراً وتطعمهم خبزاً وتنزل عليهم خياماً ومأوى ودواء وكساء، وتثبت من جديد أنها مكون أصيل من مكونات هذا المجتمع بكل طبقاته ومجتمعاته المختلفة، وأنها تقترب من البسطاء والمتضررين من عامة الناس بقدر ما تبتعد عن المنّ والأذى بما تقدم من عطاء مستحق. ولعل ما قامت به القوات المسلحة وبعض وحداتها من سلاح المهندسين وسلاح الإشارة والإدارة العامة للخدمات الطبية، ومنطقة الخرطوم المركزية وغيرها من وحدات القوات المسلحة، هذا الدور بقدر ما نزل خيراً وبركات على متضرري السيول والأمطار، أكد على أن القوات المسلحة مكون أصيل لا ينفصل عن هذا المجتمع، وأن يدها القابضة على الزناد في مواجهة المتربصين بالوطن تستحيل يداً حانية إذا «غيرت المواجهة» واستدارت نحو أبناء الوطن تمطرهم قمحاً ووعداً وتمنٍ. طباعة مؤلفات المبدعين العسكريين عميد ركن عبد الرحمن حسن عبد الحفيظ ساهم المبدعون العسكريون في مجالات الأدب والثقافة والشعر والمقال والبحوث بقدر كبير وبجهد مقدر ولقد لمعت أسماء شعراء مبدعين أمثال الصاغ محمود أبوبكر صاحب قصيدة صه يا كنار ويوسف التني واللواء عوض مالك واللواء عوض أحمد خليفة واللواء الحسين الحسن والعقيد الطاهر إبراهيم واللواء أبوقرون عبد الله أبوقرون وفي مجال التوثيق كانت هناك مؤلفات قيمة للواء محمود عبد الرحمن الفكي والرائد زلفو وأثرى المكتبة العسكرية اللواء مزمل سلمان غندور والعميد عبد الوهاب البكري والعقيد محجوب برير والعقيد محمد محجوب حضرة والعميد الطاهر محيي الدين وهناك أدباء وشعراء لا يعرف الناس عنهم شيئاً رغم إبداعهم أمثال الشاعر العميد تاج السر مصطفى لذلك أقترح أن تساهم إدارة البحوث العسكرية والتوجيه المعنوي بالتنسيق مع المطبعة العسكرية لطباعة الكتب النادرة في المكتبات بغرض انتشارها في المكتبات العسكرية في القيادات والأسلحة والكليات العسكرية والمساهمة في طباعة المؤلفات التي لم تجد حظها في الطباعة ونكون بذلك قد ساهمنا بإيجابية في إثراء المكتبة السودانية وقمنا بدعمها دعماً تستحقه. إذن فهناك نوعان من الكتب النادرة لا بد من إعادة طبعها مثل كتاب كرري للرائد عصمت زلفو وكتاب شيكان وكتب لم ترَ النور مثل كتاب الشعر للعميد تاج السر مصطفى. والله الموفق..