لا يمكن أن ننسى ما فعله إعلام الهلال إبان أزمة الحضري مع المريخ وانكاره تسلم رواتب امتدت لستة أشهر، ورغم ان الادارة المريخية تحدت الحضري في إثبات اتهامه وثقتها في سلامة موقفها، إلا أن الإعلام الهلالي اجتهد بكل قواه للاصطياد في الماء العكر خدمةً لأغراض معلومة للجميع، وسعوا للوقيعة بين النادي واللاعب، وعندما فشلت مساعيهم وعاد الحضري لناديه عزفوا على وتر الكرامة وضرورة استعادتها. ورغم قناعاتنا التي لا تتزحزح بأن الحضري «مصلحجي» وعلمنا بأنه الآن يحتاج إلى المريخ أكثر مما يحتاجه المريخ، ألا أننا سنقف معه نكاية في من توجعهم رؤية الحضري بين خشبات مرمى المريخ خصوصاً في المباريات التي تجمعنا بهم. الحديث هذا يقودنا لقضية أغفلها الإعلام الأحمر ولم يولها الاهتمام المنتظر ربما لأن صاحبها ليس مؤثراً كما الحضري، ونقصد قضية هروب «تراوري» من الهلال واشتراطه على الهلال تسليمه كل حقوقه من أجل العودة. ولو أجرينا قراءة لتناول الصحافة المنتسبة للنادي الاحمر لهذه القضية وقضايا أخرى مشابهة وصلت حد رفع شكاوى للفيفا وتوجيهات من الفيفا للهلال بدفع ما عليه لأصحاب الشكاوى من لاعبين ومدربين ووكلاء لاعبين، لعلمنا حينها «وداعة» الإعلام الأحمر مقابل الشراسة التي يظهرها الأهلة في خدمة قضايا ناديهم ولو على الطريقة الميكافيلية «الغاية تبرر الوسيلة». اعتراف البرير بوجود حقوق لتراوري بطرفهم كان مقدمة ذكية لما سيحدث بعد ذلك، وظهرت مانشيتات تبشر الأهلة بعودة الهداف الاول وقرب انتهاء الازمة ومشاركة اللاعب في القمة وقدرته على هزيمة المريخ. هكذا فجأة تناسى الأهلة الكرامة وعزة النفس وتنادوا أن حي على مطار الخرطوم لاستقبال البطل «تراوري» منقذ الأهلة وفاتح طرق النصر المبين. الهلال واجه ذات المأزق الذي تعرض له النادي الاسماعيلي مع تراوري قبل انتقاله للهلال، فتراوري «متعود» على لعبة «الجري» وطلب الرحيل وما فعله مع الهلال ليس جديداً عليه، ونقول للأهلة إن تراوري سيجري بكم أكثر مما سيجري بدفاعات الخصوم. والهلال كذلك «متعود» على «جرجرة» محترفيه وهضم حقوقهم والقائمة طويلة ولا يتسع المجال لذكرها، ولكن لا بأس من بعض الامثلة لكي لا ننسى «يوسف محمد وفالنتيان وإيفوسا» من اللاعبين والمدرب البرازيلي كامبوس. رغم أن الملف الهلالي في عقود المحترفين وما يصحبها من تجاوزات في تسجيلهم وإجراء المخالصات معهم «أسود» إلا أن للاهلة «عيناً قوية» في طمس الحقائق والحديث في شؤون من يحترمون عقودات لاعبيهم ويحسنون استقبالهم وتوديعهم. حاجة أخيرة: تراوري الذي عجز عن هز الشباك الحمراء في الدورة الاولى وهو منتظم في تدريباته وتحت رقابة إدارة ناديه، هل سيكون جاهزاً للقمة من منازلهم؟ هذا إن شرف حضرته.