قد تجبر الفتيات الظروف الدراسية أو العمل على السكن مع أقاربهنَّ وقد يتعرضن إلى مشكلات أو مضايقات من فرط حساسية التجربة برغم حرص أسرهن على بقائهن تحت ظل الأسرة الممتدة، وهناك من يقمن بالاستقلال بعيدًا عن سكن الأقارب الذي يكون مقيدًا.. تباينت الآراء فاختلفت تارة واتفقت مرة أخرى «الملف الاجتماعي» حاول عكس بعض التجارب لعدد من فتيات عشن تجربة السكن مع الأقارب وجاءت إفادتهن كما يلي... قيود تروي ناهد فضل الله تجربتها وتقول السكن مع الأقارب به الكثير من الالتزامات والقيود فيما يتعلق بالراحة الشخصية، فتجربتي مع السكن مع أقاربي كانت بمثابة قيود، فبالرغم من الراحة المتوفرة لي بالمنزل كنت دائمًا ما أشعر أن هنالك أشياء افتقدها كنت أداوم على فعلها في منزل أسرتي أحجمت عنها عند سكني مع أقاربي بالعاصمة مما اضطرني إلى استئجار منزل خاص بي وبأخواتي لنيل راحة كاملة دون أن نكون مصدر إزعاج للغير خاصة بعد دخول عدد من أشقائي للجامعة، فلذلك هي تجربة مريرة وبها بعض القيود خاصة لنا نحن الفتيات. ليس هناك راحة وتقول «ع» فضلت حجب اسمها أن الهجرة إلى الدراسة الجامعية بالنسبة لطالبات الأقاليم تحمل في طياتها الكثير من المعاناة والصعاب وذلك لاعتقاد الأسر أن سكن الطالبة في الداخلية يشكل خطرًا لها خاصة إذا لم يسبق لها الحضور إلى العاصمة قبل هذه المرة فتضطر إلى السكن مع أهلها او حتى أقاربها من باب الضمان والاستقرار ولكن يفوت على رب الأسرة أن المشكلات التي تتعرض لها عند أقاربها قد تُؤثر على مجالها الأكاديمي ويعرضها للكثير من القيود إضافة إلى عدم حريتها داخل منزل الأقارب و تكون الفتاة أكثر حساسية في كل شيء حتى إذا حدث ذلك دون قصد إضافة إلى المشكلات الأخرى التي قد تتعرض لها من قبل الأقارب ويصعب عليها البوح بها أخيرًا أقول إنه ليس هناك راحة في منزل الأقارب. زوجة خالي أذاقتني المُر وترى «ج.ع» أن ظروف الحياة تجبرنا على أشياء لا نرغب في فعلها فمن أسوأ الأمور أن يجرحك أحد الأشخاص وتستمر بعلاقتك معه بسبب الحاجة له، تقول محدثتي: بدأت مشكلتي عندما جئت للسكن مع خالي وزوجته نسبة لظروف الدراسة وقد تعرضت للكثير من المشكلات من قبل زوجة خالي فقد كانت تُشعرني دومًا بأنها متضايقة من وجودي بل وتؤلب خالي ضدي بشتى الطرق بغرض إثارة المشكلات والبلبلة وأذكر أنه في إحدى المرات حدث نقاش بينها وبين خالي انتهى بالطلاق فأشاعت وسط الأهل أنني السبب في طلاقها، ومنذ تلك اللحظة قرر والدي أن أسكن في داخلية مهما كان الثمن. الأقارب عقارب وتؤكد عبلة الطيب «طالبة» أن السكن في الداخلية أرحم ألف مرة من السكن مع الأقارب، وقالت إن الأقارب كما يقول المثل عقارب وتروي قائلة: عندما تم قبولي للجامعة جئت للسكن مع عمي وبدأت زوجة عمي تتضايق من وجودي معها وتفتعل المشكلات وكذلك ابنها الذي بدأ في مضايقتي بصورة واضحة مما اضطرني إلى استئجار منزل خاص بي أنا وصديقاتي، فعلى الرغم من أن الأسرة تشكل وقاية ودرعًا من المخاطر التي تقابلها الفتاة في المدن إلا أن ما نواجهه خلالها يجعلنا نهرب من نار الأقارب إلى جحيم الداخليات. رأي علم الاجتماع د. الطاهر مصطفى محمد الأستاذ المشارك بجامعة إفريقيا العالمية قسم علم النفس الاجتماعي التربوي، قال: مشكلات الأسرة الممتدة في المجتمع الرعوي والزراعي نتيجة للقيم وأخلافيات معينة وهي موجودة حتى العهد القريب موضحًا أن الإنسان ينتقل تدريجيًا بالتعود فطبيعة القرية تختلف عن بيئة المدن مؤكدًا أن المجتمع طرأت عليه العديد من المتغيرات والتحول السريع.