تكون الصورة مقلوبة عندما تدفع أمريكا بكل قوتها بأن السودان دولة (ترعى الارهاب).. وعبر مجلس الأمن الذي هو (حصان طروادة) الذي يركبه (الكاوبوي) الأمريكي.. ولا تحترم القانون الدولي الذي يحرم قتل الآدميين.. ولا تحترم الميثاق العالمي الذي جعل نيويوركالأمريكية مقراً للأمم المتحدة.. فأمريكا لا تستحق أن تكون أرضها (مقراً) للحكومة الدولية. ولا تستحي ولا تخجل حين من خلف (الكواليس) تدير مؤامرة دنيئة على الرئيس البشير واتهامه عبر محكمة الجنايات الدولية.. بتهم لا أساس لها من الصحة - تهم الإبادة الجماعية - وتمرير أدلة مزورة وغير صحيحة.. علماً بأن الولاياتالمتحدة لم توقع على اتفاق (روما) الخاص بهذه (المحكمة السياسية).. كما أن السودان ليس عضواً في هذه المحكمة. وقد تأكد أن هذه المحكمة السياسية هي محكمة أُسست خصيصاً لدول (القارة الإفريقية) محكمة استعمارية تهدد سلامة الشعوب، وحين يقود الرئيس البشير وفد بلاده إلى (نيويورك) الأرض التي بالميثاق العالمي هي (المقر) للدول الأعضاء في المنظمة العالمية.. فإنه ليس ضيفاً على الحكومة الأمريكيَّة.. بل هو ممثل لبلاده العضو في المنظمة العالمية.. فلو أن هناك عدلاً عالمياً لعاقب الولاياتالمتحدة على ما ارتكبته في حق (الإنسانية)، فالولاياتالمتحدةالأمريكية التي تتحدث عن (حقوق الإنسان) هي التي أسقطت بالقنابل الحارقة في ليلة واحدة في طوكيو فقتلت (100) ألف شخص وشردت (مليون) نسمة.. وتعرضت (64) مدينة يابانية لقصف الطائرات.. فضلاً عن (هيروشيما) وناجازاكي.. العار الذي يلطخ وجه أمريكا إلى الأبد.. وفي عام 1952 - 1973 ذبحت أمريكا (عشرة) ملايين صيني وكوري وفيتنامي ولاووسي وكمبودي.. فأمريكا قتلت (2) مليون كوري شمالي.. قُتلوا في حرائق عاصفة في (بيونغ يانق). فالولاياتالمتحدة في (1963) قتلت (160) ألف في فيتنام وعذبت (700) ألف شخص. وتم اغتصاب (31) ألف امرأة فيتنامية.. ونزعت أحشاء (3000) شخص وهم أحياء.. وأحرقت (4) آلاف حتى الموت.. ودمرت (ألف) معبد.. وأحرقت (46) قرية بالمواد الكيماوية السامة.. وبالقنابل الحارقة أدى القصف الى اصابة أكثر من (30) ألف طفل فيتنامي بالصمم الدائم.. وفي المقابل فقد الشعب الأمريكي (2497) جندياً وقتل أكثر من (4) ملايين جندي أمريكي في هذه الحرب الطاحنة.. التي أشعلت نيرانها أمريكا عدو (الانسانية) وأما عن العراق الذي أبادت فيه ملايين العراقيين يظل وجه أمريكا الكريه (أنموذجاً) للشر والوحشية.. وافغانستان محطة أمريكية تعكس الوحشية وانعدام الأخلاق.. فباسم (الإرهاب) الذي هو سلوك أمريكي ارتكبت أمريكا جرائم إنسانية.. تقودها الى ألف محكمة جنائية - لكن العالم - الذي وللأسف أصبح يحكمه (ميزان القوة) جعلها هي السيد المتحكم في أمور العالم.. فذهاب الرئيس الى نيويورك لا يزيده فخراً وعدم ذهابه لا ينقصه مكانة.. ويظل الوجه الأمريكي سواء أسمحت أمريكا للرئيس بدخول نيويورك أم لم تسمح يصبح الوجه الأمريكي هو الوجه القبيح الذي يلخص في (قبحه) كل طغاة التاريخ وتبقى هرولة (بعض) حكام العالم نحوها.. خوفًا ووجلاً.. وانكسارًا وخنوعًا.. فبعض الحكام بهذه (الهرولة) أفقدوا شعوبهم الكرامة والعزة.. ونسوا أن الطغاة لا بد أن يذهبوا مهما طال الزمن.. فكم من امبراطوريات قامت على الجور والظلم انتهت ونسيها التاريخ.. فأمريكا مهما طال الزمن ستذهب مثلما ذهبت دول متجبرة.. وكل (أول ليهو آخر). محطة أخيرة: يا سيدتي.. هذا ظلم! كلب يتمتع باللحم وشعوب لا تجد العظم!! كلب يتحمم بالشامبو وشعوب تسبح في الدم كلب في حضنك يرتاح يمتص عصير التفاح وينال القبلة بالفم وشعوب مثل الأشباح