تبريرات كثيرة أطلقتها وزارة المالية لتطبيق قرار رفع الدعم عن المحروقات في الوقت الذي أغفلت فيه التفكير عن مآلات الوضع الاقتصادي للمواطنين، وأشارت عدة تصريحات إلى تهريب الوقود من مختلف ولايات السودان عبر طرق المرور السريع والطرق الترابية بقصد تهريبها إلى كافة دول الجوار بما فيها دولة جنوب السودان. وفي ذات الوقت علّلت الوزارة أن أحد دوافع اتخاذ رفع الدعم عن المحروقات تعرضها للتهريب وبرفع الدعم وزيادة السعر قد يحد التهريب ولمعالجة اختلال الوضع الاقتصادي وفي المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية عمر البشير حول الراهن السياسي والاقتصادي أمس الأول أشار إلى تهريب الجازولين من البلاد لدول الجوار مؤكدًا أن قفل الحدود لا يمثل علاجًا للحد من تهريب المواد البترولية المدعومة، لافتًا أن البلاد تستورد أكثر مما تصدر وتستهلك أكثر مما تصنع، ومن جانب آخر أكد وكيل وزارة المالية يوسف عبد الله الحسين في حديثه ل «الإنتباهة» أن مشكلة تهريب الوقود لا تقتصر على دولة الجنوب فقط وإنما لكافة دول الجوار، مضيفاً أن عمليات التهريب تتم بناءً على قلة أسعار الوقود على مستوى الدول مشيرًا إلى أن قرار رفع الدعم بغرض دعم وهيكلة الاقتصاد وقال نحن لا نرفع الدعم ولكن نغير بند السلع الإستراتيجية إلى بند آخر يقلل من المصروفات إلى جهات إنتاجية أخرى إضافة إلى جوانب منها تقليل الإنفاق على الدولة، وزاد أن القرار خضع لدراسة أوضحت الحصول على نتائج إيجابية على الوضع الاقتصادي في المدى القصير استنادًا إلى ما سبق بعد تنفيذ الرفع التدريجي والذي أدى إلى انخفاض نسبة التضخم من «65%» إلى «22%» خلال الستة أشهر من العام الماضي قائلاً: (لولا إنه تم تنفيذ القرار لكان الحال غير الحال) مبيناً أن الوزارة تعمل على استقرار اقتصادي في سعر الصرف والتضخم بصورة معقولة، وقال يوسف إن رفع الدعم لا يمس المواطن الفقير مؤكدًا أن الوزارة تعمل على تحسين الأوضاع للشرائح الضعيفة في المجتمع، وسبق أن حذر المختصون من مغبة المضي في إنفاذ سياسة رفع الدعم عن المحروقات وكافة السلع الأساسية والاتجاه إلى تفعيل خفض الإنفاق الحكومي والتوسع في الإنتاج وفتح الأسواق الخارجية واستقطاب المزيد من الدعم الخارجي ومدخرات وتحويلات المغتربين مبينين عجز الحكومة عن توفير الدعم للشرائح الضعيفة المستهدفة، وكشفت جهات مختصة عن ضبط متفلتين يقومون بتهريب البضائع والوقود إلى دولة الجنوب، في وقت طالبوا فيه الدولة بتشديد الرقابة على المناطق الحدودية للقضاء على ظاهرة التهريب التي يمارسها بعض التجار والذين يعملون لصالح جهات خارجية معادية للدولة، وأماطت اللثام عن ضبط عدد من شحنات الوقود المهربة في طريقها إلى دولة الجنوب وتدوين بلاغات في الاتجاه، فيما أشار مصدر مطلع فضّل حجب اسمه ل (الإنتباهة) إلى تكثيف الجهود لضبط المتفلتين وتشديد الرقابة على كافة مكاتب الترحيل بالأسواق بالخرطوم والولايات خاصة الحدودية. وأضاف أن الحملات التي تم تنظيمها منتشرة على كافة الطرق السريعة، مشدداً على ضرورة تدخل الدولة وتكثيف الدور الرقابي على المناطق الحدودية التي يتم من خلالها تهريب الوقود الذي يؤدي إلى تدمير الاقتصاد بالبلاد، وقال إن تجاوز الضوابط الموضوعة بهذا الشأن يعرض إلى المساءلة القانونية والعقوبات الرادعة على المخالفين.