رفض مولانا أحمد هارون والي جنوب كردفان أية محاولات لفتح الحدود أو المعابر مع الجنوب، وقال إن معظم بترول السودان يذهب إلي الجنوب عبر التهريب ولكنه ستخدم لتحريك الدبابات ضد السودان، وفي ذات السياق – سياق مكافحة التهريب – أعلن اتحاد عام غرف النقل، عن تشكيل غرفة عمليات لضبط المتفلتين الذين يهربون البضائع والوقود لدولة الجنوب، وطالب الدولة بتشديد الرقابة علي المناطق الحدودية للقضاء علي التهريب. إذن فإن عشرات الشاحنات المحملة بالغذاء والمحروقات تشق الطريق وعصا القانون وتتجه من السودان صوب الجنوب.. الأوضاع هناك تغري بالمغامرة من أجل الثراء السريع والتكسب علي هامش الأزمة.. الغذاء في الجنوب شحيح، والوقود منعدم، والأسعار مرتفعة، أما حكومة جوبا فهي تغالط واقع شعبها المأزوم هذا، بالاستمرار في إيواء وإسناد قطاع الشمال والجبهة الثورية بتشكيلاتهما العسكرية. كثير من هذه الشاحنات يتم ضبطها بواسطة الأجهزة الأمنية، وربما قلة منها تجتاز الحدود في غيبة الوعي، وفي غلة من ضمير أصحاب الشاحنات قبل غفلة الأجهزة الرقابية.. اللحظة التي تجتاز فيها شاحنة ما حدود السودان إلي الجنوب محملة بالمؤن والوقود هي الخط الفاصل بين الوطنية والخيانة وبين الولاء والبراءة وبين المواددة والمحاددة. الوقود الذي يذهب إلي الجنوب والغذاء إلي يهرب إليه يتم ترجمته إلي زخات من الرصاص يصوب إلي صدور القوات المسلحة في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وإلي مناوشات في سماحة وأبيي ومفو وجنوب دارفور. ليس في سماحة النظم والقوانين الدولية كافة ما يجعل دولة ما تحد شفرتها بنفسها للعدو حتي يتلها للجبين ثم يذبحها من الوريد إلي الوريد.. مثل هذا الفعل كمن يهرب الطعام إلي العدو ليشبع ثم يرفع بندقيته ويصوب رشاشة نحو بلده. البعض يقول إن الإجراءات الشرطية المعنية لن تفلح في مكافحة التهريب، ولكن يمكن مكافحته بالإجراءات الاقتصادية وآخرون يقولون إن الحل في جرعات من التربية الوطنية يخضع لها هؤلاء المهربون فهي ربما تخفف من اندفاعهم بسياراتهم نحو الجنوب. تري ما الذي يغري هؤلاء بالتهريب، هل ضعف الوازع الديني والوطني؟ أم ضعف المراقبة والمتابعة؟ أو الوضع الاقتصادي الخانق في الجنوب الذي يغري بالثراء والغني؟ أم كل ذلك؟. نقلا عن صحيفة الرأي العام السودانية 27/2/2013م