خبر جديد وهو أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أرسل قوات للمساعدة في القضاء على جيش الرب، والقوات التي قالت الصحف بالأمس أن أوباما أعلن إرسالها إلى يوغندا وإفريقيا الوسطى والكنغو قوامها مائة جندي من القوات الخاصة، سيعملون مستشارين ومدربين للحد من نشاط جوزيف كوني زعيم جيش الرب، وهو حركة عسكرية معارضة تنشط في الدول المذكورة وفي جنوب السودان أيضاً. والخبر يقول إنها مهمة محدودة ستستمر لبضعة اشهر، لكن المهم أن الخطة الاميريكية لمحاربة جيش الرب وملاحقة كوني لن يكون السودان بعيداً عنها. وجوزيف كوني المعارض لنظام يوري موسيفني دخل جنوب السودان منذ سنوات، ويظل يتحرك في بعض المدن الحدودية الجنوبية، والحدود بين يوغندا ودولة الجنوب متداخلة، وكوني من القبائل الموجودة في الشمال اليوغندي، وهذا ليس مهماً، المهم أن المجموعة العسكرية هي فرقة استخباراتية وطلائع من الأفريكم وبعض منتسبي الشركات الأمنية الامريكية مثل «البلاك وتر». وإن كانت مسوغات ومزاعم جورج بوش في تقويض نظام صدام حسين واحتلال العراق بغية إقامة نظام ديمقراطي وتحرير الإنسان، فذات المزاعم جاء بها أوباما لمحاربة جيش الرب بوصفه مؤسسة تهين الكرامة الإنسانية، لكونها تقوم بأعمال اغتصاب وتجنيد قسري للأطفال، غير أن ما يجب تبيانه أن هذه المسائل تتم في إطار فواتير قديمة، فلا أحد يصدق أن تحمل أمريكا على عاتقها محاربة جيش الرب وتوليد الاستقرار لدولة الجنوبالجديدة وكمبالا بدواعٍ إنسانية، لكن ما يجب الانتباه له أن هذه الخطوة حلقة من برنامج مدروس ومتفق عليه من حكومة أمريكا كونجرس ومجلس شيوخ، ويأتي ضمن أسبقيات واستراتيجيات أمريكا في شرق إفريقيا، فهذه الخطوة جاءت في أعقاب نشاط استخباراتي أمريكي كثيف طوال العقدين الماضيين. وجيش الرب لم يظهر حديثاً، ولا ندري لماذا غضت أمريكا الطرف عنه طوال هذه الفترة، فجيش الرب يتحرك في أماكن غنية بالثروات المعدنية وليس فيها وجود لحكومات هذه الدول، لأن الحس القبلي طاغٍ في هذه المناطق، فالمحفز لامريكا للدخول هنا أن إفريقيا جنوب الصحراء فيها ثروات هائلة وفيها مشكلات قوميات كثيرة، فما أعلنه أوباما من إجراءات حول جيش الرب وما سبقها من قرار من محكمة الجنايات الدولية في حق جوزيف كوني، ما هو إلا برنامج تم تصميمه بعناية قبيل انفصال الجنوب، ودخل مراحل التنفيذ الفعلية، فمن مخاطر المجموعة الأمريكية المنتخبة أن مهمتها اجراء مسوحات ورسم خرائط ودراسة انثربولوجية للمنطقة، لذا فإن قضية جيش الرب يمكن أن تحل بالحوار، لأن نشاطه محدود ويعتمد في نشاطه على الغنائم، فهو ليس منظمة تجد دعماً منظماً من أية جهة، لكن هناك مصلحة أمريكية تم تغليفها كالعادة بأهداف إنسانية محضة.