أي شرف يطوِّق جِيد «الإنتباهة» أن تكون الشغل الشاغل للرويبضة وأي حجة أفزعُ إليها يوم الفزع الأكبر.. يوم تذهل كل مُرضعة عما أرضعت وتضع كلُّ ذات حمل حملَها وترى الناس سُكارى وما هم بسُكارى ولكنَّ عذاب الله شديد.. أي حجة أبلغ من أن يذكرني الرويبضة معلن الحرب على الله ورسوله وكتابه الكريم وعلى السودان الشمالي وشعبه؟!.. أين؟! في وكر من أوكار الشيطان يسمَّى الكونجرس الأمريكي حيث تُشنُّ الغارة منه ومن غيره من المؤسسات الأمريكية على الإسلام وعلى العالم الإسلامي!! هنيئاً ل«الإنتباهة» ومنتسبيها جميعاً أنها أصبحت الشغل الشاغل لعرمان يصحبُها معه في حلِّه وترحاله وصحوه ومنامه فها هو يذكرها بالاسم دون غيرها من الإعلام والصحافة السودانية بأنها تشنُّ الحرب عليهم وها هو يصرخ ويولول أكثر من مرة من إذاعة لندن أن الرئيس البشير لا يقرأ سوى «الإنتباهة»!! قبلها رأينا كيف حرَّض باقان «المجتمع الدولي» على «الإنتباهة» حيث قال من واشنطن لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية إنه يدعو المجتمع الدولي إلى مراقبة صحيفة «الإنتباهة» ولم ينسَني بالطبع من «الشتيمة» وكذلك كثيرون غيره من أمثال دينق ألور الذي قال إن «الإنتباهة» هى المعبِّر الحقيقي عن الحركة الإسلامية ثم خُتمت الحملة قبل أيام بشكوى سلفا كير من «الإنتباهة» هذا بالطبع غير تلك الشكوى القديمة التي قدَّمها حين كان نائباً أول لرئيس الجمهورية إلى وزير العدل الأستاذ محمد علي المرضي. لم أذكر هذا الكلام إلا لأوجه رسائل كثيرة يضيق المجال عن ذكرها لكن أهمها على الإطلاق أن أكثر المتشدِّقين بالحريات الصحفية ممَّن كانوا يملأون الدنيا ضجيجاً حول حرية التعبير هم أكثر الناس تنكراً لتلك المبادئ وأن المتمترسين بالإسلام المنافحين عنه الداعين لسيادته على الدنيا الأكثر تأهيلاً للظفر بخيرات الحرية ونعمتها بشرط واحد هو أن نؤمن بقضيتنا ونصدّ مستهدفيها ليس بالدفاع المستكين والمداهنة المذعورة وإنما بمجاهدة الباطل ومواجهته بسلاح الكلمة وهل نزلت آية «... وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا» إلا في مكة إعلاءً لجهاد الحجة والبيان قبل أن يفرض القتال بالسنان في المدينة؟! وهل خوطب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بآية: «يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ» إلا تحريضاً على الفعل الإيجابي بدلاً من الاستخذاء السلبي الذي يُغري دعاة الباطل بالتمدد في الفراغ الذي يُتيحه المستكينون المنبطحون الخجلون الوجلون من إسلامهم رغم التحذير من مجرد الشعور بالحرج من مقتضى الحق وقضائه وشريعته «ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا». إنها رسالة للجميع.. أن «الإنتباهة» لم تربك الأعداء وتزعج السفارة الأمريكيةبالخرطوم واستخباراتها مما نكفُّ عن ذكره الآن ولم تتصدَّر الصحف بفارق كبير إلا بقوة الطرح وقوة الكلمة وقوة الرسالة فليست صور نانسي عجرم وأليسا وشاكيرا هي التي يُتوسل بها إلى عقول وقلوب وجيوب القراء وقبل ذلك إلى رضوان الله رب العالمين. بين شارع القذافي وبرج الفاتح!! دهشتُ عندما قرأت إعلاناً في الصفحة الأولى بإحدى الصحف صدر بتاريخ 31/01/1102 من محلية شرق النيل أشار إلى «شارع القذافي»!! لست أدري والله: ألا تزال السفارة الليبية التي رفعت دعوى ضد صحيفة «الإنتباهة» بسبب هجومنا على فرعون ليبيا تصر على أن القذافي يحكم ليبيا حتى اليوم أو أنها لا تزال تمثل ذلك الطاغية الذي تسبَّب في إيقاف «الإنتباهة» لمدة قاربت الثلاثة أشهر؟! أقول ذلك لأن السفارة الليبية التي يفترض أنها تمثل الثورة ينبغي أن تعيد تسمية جميع المؤسسات الليبية في السودان بما يصحِّح تلك الأسماء البغيضة وأقترح أن يسمّى شارع القذافي بشارع «مصطفى عبد الجليل» رئيس المجلس الانتقالي الليبي أو شارع الشهيد عمر المختار وأفضِّل الاسم الثاني على الأول لأسباب معلومة. كذلك لا أدري ما إذا كانت السفارة الليبية قد استُشيرت في اختيار الاسم البديل لاسم «برج الفاتح» الذي قرأت أنه سُمِّي بفندق كورنثيا الخرطوم ليصبح جزءاً من سلسلة فنادق كورنثيا المالطية. عجبتُ أن يحل اسم أعجمي في عهد الثورة الليبية محل اسم عربي في عهد الطاغية في ردة حضارية لا تليق بالثوار الذين انتزعوا ليبيا من قبضة ذلك الوحش الكاسر الذي جثم على صدرها طوال فترة التيه التي امتدت لأكثر من أربعين عاماً ليردوها إلى أمتها وعمقها ومحيطها العربي والإسلامي ولا أجد سبباً واحداً لاختيار اسم مالطي أعجمي «كورنثيا» لا يتمتع حتى بشهرة الفنادق العالمية الكبرى مثل الهيلتون وشيراتون بديلاً لاسم عربي جميل «الفاتح» بالرغم من دلالته ومضمونه القبيح. أرجو أن تتدخل السفارة في إعادة تسمية جميع الشوارع والمؤسسات الليبية لتعبِّر عن ليبيا الجديدة.. ليبيا الثورة.