مسافة «300» كلم طوتها إطارات سيارات وزارة الزراعة والري قاصدة أرض الخير مدينة الدمازين للوقوف على الحقول الإيضاحية لمحاصيل زهرة الشمس والذرة ومحصول الذرة الشامي والقطن بمشروع أقدي الزراعي، برفقة مجموعة من المزارعين لمعرفة الفرق بين الزراعة بتقنية زراعية والعكس، حيث كانت نقطة البداية بتدشين «17» تراكتوراً كدفعة أولى. وأكد وزير الزراعة د. عبد الحليم المتعافي أن التراكتورات من أفضل الآلات التي تحقق أعلى مبيعات في العالم. وقال إن تحسين الزراعة في الولاية يؤمن عدم تعرض البلاد للجوع، وأضاف أن المشكلة الأساسية التي تواجه الزراعة هي عدم الاهتمام بالبذور المحسنة ومبيد الحشرات والسماد. وتعهد الدكتور المتعافي بتوفير السماد والمبيدات لمزارعي الولاية، وكشف عن عزم الوزارة في وضع سياسات جديدة للنهوض بالزراعة في الولاية أجملها في توفير السماد للمزارعين بنصف القيمة للموسم القادم وفرض ضريبة صادر تبلغ «5%» بغرض وضعها في صندوق لشراء سماد آخر، وتعهد برفع الإجراءات لرئاسة الجمهورية، وأكد أن هذا العام يعتبر نهاية الزراعة المتخلفة بالولاية. وقال في الزيارة القادمة سوف نأتي بالطائرات من كثرة الزراعة، وأمن المتعافي على التجربة البرازيلية وتحقيق إنتاجية عالية «2» طن للذرة و«4» أطنان للذرة الشامية. وأوضح أن أكبر مخزون لأهل السودان موجود في السهول الطينية بولاية النيل الأزرق وجنوبي القضارف وسنار، لافتاً إلى أن المساحات التي استهدفت بالمزارع هذا العام زرعت بتقانات حديثة والتي أثمرت عن نتائج جيدة بالرغم من قلة الأمطار من المعدل المتوقع مقارنة بالمساحات التي لم تستخدم فيها مبيدات حشائش وسماد وبذور محسنة، حيث حققت إنتاجية «10-15» جوالاً للفدان بالمزارع مقابل «3-5» جوالات بالمساحات الأخرى، وأكد أن الارتقاء بالزراعة يحتاج إلى استخدام تقانات حديثة جيدة وقال إن زمن الزراعة دون مدخلات وأسمدة ومبيدات حشائش قد ولى وربط الاستفادة من الإمكانيات الزراعية المتاحة بالبلاد بإلزام المزارعين باستخدام حزم تقنية جيدة، وكشف المتعافي عن عزم الوزارة في الانخراط مع المزارعين اعتباراً من الشهر المقبل للتباحث في كيفية التوسع في التقانات الحديثة وتوفير الأسمدة والمبيدات بجانب التقاوي المحسنة لتحقيق إنتاجية مضافة عن الحقول التجريبية وتحقيق الطفرة الرأسية للزراعة، مبيناً أن التجربة البرازيلية دخلت في عامها الثالث بولاية النيل الأزرق وتوقع إعادة هيكلة مشروع أقدي في العام المقبل إضافة إلى توسيع المساحات، وأعلن أن العام المقبل بداية الزراعة الحديثة بالولاية. وكانت بداية الجولة بالحقل الإيضاحي للذرة الشامية الذي زرع لأول مرة في السودان بتقانات حديثة، حيث بدأت فيه عمليات الحصاد وحقق إنتاجية بلغت «16-17» جوالاً للفدان، وفي المقابل حققت المساحات غير المستخدمة للتقانات الحديثة نسبة «3» جوالات للفدان. وقال الخبير الزراعي البرازيلي إن قلة الأمطار ساهمت في تراجع الإنتاج، فيما حقق حقل اللويبا البيضاء «200» كيلو للفدان. ووعد وزير الزراعة بنقل تجربة القطن المحور وراثياً لولاية الجزيرة في مساحات واسعة لمقاومته للدودة. وراهن والي ولاية النيل الأزرق حسين يس تحقيق الإجراءات الاقتصادية الأخيرة بالاهتمام بالإنتاج، وقال إن تجربة الحقول الإيضاحية خصت بها ولاية النيل الأزرق لرفع وعي المزارع، داعياً المزارعين بعدم التمسك بأراضيهم دون الاستفادة الكاملة، وشدد على ضرورة إدخال التقانات الحديثة، ونقل تجارب الخبراء إضافة إلى الاهتمام بالتمويل المبكر لتحقيق إنتاجية عالية وتجنيب شر الإعسار للمزارع للولاية، وأكد فتح أبواب الولاية للمستثمرين. وقال وزير الزراعة بالولاية مبارك أبكر آدم إن تدشين «17» تراكتوراً تمثل الدفعة الأولى من مشروعات برنامج الولاية الهادف إلى زيادة الإنتاج وأكد اهتمام الولاية برفع قدرات المزارعين لا سيما صغار المزارعين، داعياً إلى الاستثمار في المناطق الزراعية، وكشف عن طرح عدة مشروعات للمستثمرين خلال الشهور المقبلة، وأضاف أن توسيع التجربة من خلال تكوين جمعيات زراعية وفتح نقاط تجارية مع دولة الجنوب لفتح أسواق جديدة للمزارعين، وأوضح أن الوزارة استهدفت زراعة مليوني فدان من أصل «3» آلاف فدان.