«ما لايقتلك يقويك» هكذا يقول المثل، ولكن أهل الموردة آخر من يتحصن ضد المهددات التي كادت تغرق الموردة لموسمين على التوالي «2011 و2012» ونجاة البارجة التي كانت قاب نقطتين من الهبوط فلم يعمل أهلها على الاستفادة من أخطاء تلكم التجارب فكانت «التالتة تابتة». سقطت الموردة لأنها اختارت أن تلعب دور الضحية وتلقي باللائمة على غيرها، ويرفض أبناؤها الاعتراف بتقصيرهم في حق النادي. جمعت الموردة في الدورة الأولى للممتاز «12» نقطة، ولم تضف إليها غير «4» نقاط فقط، وفشلت في تحقيق الفوز طوال «16» مباراة طيلة السبعة أشهر الماضية، وكان آخر فوز لها على النسور في مايو الماضي، وفريق يعجز طوال هذه الفترة عن تحقيق نصر وحيد يحتاج لأكثر من «الهبوط» لإعادة ترتيب بيته أولاً. أهل الموردة اختاروا لها أن تظل حكراً على الحي الأمدرماني العريق، وأغلقوا عليها فضاءات السودان الرحبة، وما دروا أنهم بذلك حرموا النادي من جماهيرية كان يمكن لها أن تنافس القمة. القراقير لهم سحرهم الخاص وجمهورهم يمثل ربما أول أولتراس لنادي إفريقي بأسلوبهم الخاص والراقي في تحفيز لاعبي ناديهم لتقديم أفضل ما عندهم وتجذب أهازيجهم الكثير من المتفرجين لمؤازرة القراقير. لكن سياسة الانغلاق على النفس وعدم قبول الآخر كانت واحدة من الأسباب الكثيرة التي أسقطت الموردة من قطار الممتاز. كان للموردة كشافون بارعون يقدمون سنوياً أفضل المواهب وبأقل الأسعار ليلمع نجمهم مع «الهلب» وتتهافت عليهم القمة دون جدوى لأن شعار أهل الموردة «لا لبيع نجوم النادي»، وهذه السياسة جعلت الكثير من المواهب تتردد في قبول عروض الانضمام للموردة خوفاً من مواجهة ذات المصير. لو اعتمدت الموردة على تسويق المواهب التي تضمها كل عام، لما احتاجت لدعم حكومي أو خاص ولكانت اليوم أغنى فرق الممتاز بموارد ذاتية. مارس المريخ أقصى درجات التعذيب ل«العشمانين» في تعثره على مدى تسعة أسابيع، فشجعوا الأمل وأهلي شندي وأهلي الخرطوم والخرطوم الوطني والموردة والأهلي عطبرة والنيل وأهلي مدني دون أن يجد اليأس طريقاً لقلوبهم، وسننتظر أن يلبسوا الأحمر والأصفر في لقاء الختام ويتحولوا لتشجيع مريخ الفاشر عسى ولعل! أقدم كروجر على إجراء تبديل غريب مع خواتيم الشوط الأول بسحب أفضل لاعبي المريخ في المباراة وهدافه الأول كليتشي، والدفع بمحمد موسى في الوقت الذي كان فيه كليتشي يقدم مستوى عال وقريباً من الارتقاء لصدارة الهدافين بعد تسجيله لهدفين. لمسة أخيرة إن لم يكن كليتشي يشتكي من إصابة فربما هي ثقالة جديدة من المريخاب لحسم كل شيء في الجولة الأخيرة!!