الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مع سفير السودان بالصين عمر عيسى أحمد:
نشر في الانتباهة يوم 15 - 11 - 2013

في هذا الحوار الذي أجرته «الإنتباهة» مع سفير السودان بالصين عمر عيسى أحمد، كشف السفير حجم القروض التي تقدمها الصين للسودان من أجل تنفيذ عدد من المشروعات بشروط ميسرة جداً،وقال إن هذه القروض تعاد قيمتها بعد اكتمال المشروعات وتعاد كما هي، أي القروض، فالصين لا تقدم مبالغ «كاش» بل تنفيذ مشروعات، كذلك تقدم الصين منحًا للسودان سنوياً وهي منح لا ترد لتأهيل المشروعات منذ تنفيذ المستشفيات والكباري وبعض الطرق، لذا نجد الإخوة الصينيين منتشرين في ربوع السودان، والقروض الأساسية التي نأخذها من الصين هي نوعان من القروض، وهي القروض التفضيلية والقروض التجارية، والتجارية تتم عبر البنوك.
وعن سياسة الصين وعلاقتها بالسودان قال: مهما حدث من تغيرات في الأوضاع الإقليمية أو الدولية أو الداخلية بالسودان فالقيادة الصينية لن تغير موقفها من السودان، وقد عبَّرت الصين عن هذا الموقف في عدة مواقف ومحافل، وأكدوا لنا هذا الموقف المبدئي الثابت عندما تقدمت باعتماد أوراقي سفيراً للسودان ببكين، ولقد أكد لي هذا الموقف الرئيس الصيني بشكل واضح وقاطع، بل حمَّلني رسالة مفادها هذا الموقف، لكي أحملها عنه الى الرئيس البشير، وأكد هذا الموقف كثيراً، بل شدَّدت القيادة الصينية على هذا الموقف في عدة مناسبات آخرها زيارة مساعد الرئيس للصين الدكتور نافع علي نافع في جولة الحوار رفيع المستوى بين الحزبين، وتحدث السفير السوداني بالصين عن جملة من القضايا، فإلى تفاصيل الحوار:
* سعادة السفير.. أنت دارس للهندسة ودبلوماسي، فالهندسة علم مبني على الأرقام والحسابات، والآن الصين، بل العالم، يشهد تحولات كبرى سيما في مجال الاقتصاد، إذ تقول الحسابات إن السيادة الكونية اقتصادياً وسياسياً قد تكون في العقود القادمة للصين، الأمر الذي يجعل منها قوة اقتصادية وسياسية كبرى.. ما هو دور الدبلوماسية السودانية عبركم في التعاطي مع الشأن الصيني الآن ومستقبلاً وتعبيد الطريق إلى علاقة إستراتيجية، وما هي خريطة الطريق للوصول إلى هذا عبر التواصل بين الخرطوم وبكين رغم ما يعانيه السودان الآن من بعض المشكلات والتحولات؟
هذا سؤال متشعِّب أخي صديق، ولكن شكراً جزيلاً على إتاحة هذه الفرصة، وأنت بدأت السؤال بأني درست الهندسة باعتبارها علم تخطيط، فهي تعلمك كيف تخطط، والتعامل مع الأرقام وتحويلها إلى خطوط وخطط بحيث تعمل منها شيئاً عملياً ملموساً يظهر للواقع أمامنا، وهذا يبدأ بخطوط محكمة وأرقام، ثم تحويل كل هذا عبر تخطيط إلى جماليات، فالواقع الذي أعيشه اليوم في بكين يفرض عليَّ أن أعمل من أجل خلق علائق يستفيد منها السودان، فأنا هنا أتعامل مع كم كبير جداً من المؤسسات والمعلومات، وهذا التعاطي مع هذا الكم المهول من المؤسسات والمعلومات استطعنا أن ننفذ إليه ونتعاطى معه من أجل إخراج أشياء كثيرة يستفيد منها السودان، فقد نفذنا عدداً كبيراً جداً من المشروعات المشتركة مع الصين، ففي السنوات العشر الأخيرة استطعنا أن ننفذ حوالى «55» مشروعاً بلغت القيمة الكلية لها حوالى خمسة مليارات دولار بل أكثر بقليل.
أما بالنسبة لموقف القيادة الصينية فقد عبَّرت عنه في عدد من المناسبات والمواقف، فمهما حدث من تغيرات في الأوضاع الإقليمية أو الدولية أو الداخلية بالسودان فالقيادة الصينية لن تغير موقفها من السودان، وقد عبَّرت الصين عن هذا الموقف في عدة مواقف ومحافل، وأكدوا لنا هذا الموقف المبدئي الثابت عندما تقدمت باعتماد أوراقي سفيراً للسودان ببكين، ولقد أكد لي هذا الموقف الرئيس الصيني بشكل واضح وقاطع، بل حمَّلني رسالة مفادها هذا الموقف، لكي أحملها عنه الى الرئيس البشير، وأكد هذا الموقف كثيراً، بل شدَّدت القيادة الصينية على هذا الموقف في عدة مناسبات آخرها زيارة مساعد الرئيس للصين الدكتور نافع علي نافع في جولة الحوار رفيع المستوى بين الحزبين، فقد التقى فيه كل القيادات الحزبية، وكلهم كانوا أعضاءً بالهيئة المركزية للحزب الحاكم بالصين، وكل أعضاء المكتب القيادي، وأكدوا بما لا يدع مجالاً للشك أن موقف الصين تجاه السودان لن يتغير مهما كانت المتغيرات والظروف، وأكد هذا الموقف وزير الخارجية الصينية لوزير الخارجية السودانية في آخر زيارة لوزير خارجية السودان لبكين في أغسطس الماضي، وهناك متغيرات حدثت في السودان بعد انفصال الجنوب خاصة في ما يتعلق بقضايا الاقتصاد، لكن هذا لم يغير في موقف القيادة الصينية تجاه السودان، فالصين تفهمت الأمر فلم تتخذ موقفاً سلبياً تجاه السودان، ولم توقف التزاماتها تجاه الخرطوم، ولم توقف مشروعاتها والقروض الممنوحة للسودان، والآن نشهد كثيراً من المشروعات يجري تنفيذها من قبل الصين بالسودان في مجالات الطرق وغيرها، مثل قطاع طريق «الفاشر أم كدادة» الذي قطع شوطاً كبيراً، وكهرباء الفولة وكوبري سنار والخط الناقل لكهرباء «دنقلا حلفا» ومياه الدالي والمزموم، وكل هذا يتم عبر قروض صينية منها ما قطع شوطاً كبيراً في التنفيذ، والآن وقَّعنا على اتفاق سكر سنار «264 مليون دولار» وطريق أم درمان بارا، وإن شاء الله سوف يرى النور قريباً.
* سعادة السفير إلى أي مدى تعتبر الصين حليفاً حقيقياً للسودان؟
* حقيقة في ما يلي الموضوع الاقتصادي فقد كنا في السنوات الماضية الشريك رقم «3» للصين في إفريقيا على مدى السنوات العشر الماضية، وكذلك كنا في السنوات الماضية الشريك التجاري الأكبر للصين في إفريقيا، وبعد انفصال الجنوب حدثت بعض المتغيرات في عام «2011م»، وبعد عام «2011م» كان الميزان التجاري بين الصين والسودان 4.3 مليارات دولار بعد الانفصال والآن بعد عودة البترول نتوقع أن تحدث طفرة صغيرة في الميزان التجاري ما بين الدولتين وهي طفرة طفيفة متوقعة ما بين 6 إلى 7 ملايين دولار أي أننا ما زلنا نشكل للصين أحد الشركاء الأساسيين في إفريقيا. كذلك هناك شيء مهم هو أن السودان كان النافذة الإفريقية التي عبرت منها الصين الى إفريقيا، وحقيقة كانت هناك دول إفريقية لها علاقات قديمة مع إفريقيا لكن كان أول استثمار حقيقي للصين بالخارج واستشكاف للقارة الإفريقية كان بالسودان، في ذات الوقت كان الكثيرون لا يصدقون أن الصين يمكن لها أن تعمل في مجال البترول بسبب اعتقادهم النقص التقني للصين، لكن نجحت الصين في السودان، وهذا النجاح في السودان قدم الصين لبقية إفريقيا بل للعالم أجمع، وبعد أن أضحت الصين تصدر البترول من السودان أكدت للعالم أن لها الإمكانيات المالية والعلمية وهذا أقنع كثيرًا من الدول الإفريقية بإمكانيات الصين في هذا المجال عبر تجربة السودان، بل إن هناك بعض ممثلي الدول ذهب ليرى بعينه ما حدث في السودان من إنتاج للنفط باعتبار أن البعض كان يعتقد أن ما حدث لا يتجاوز «البروبفندا» ولكن عندما حضروا أو رأوا رأي العين أن الموضوع حقيقة اقتنعوا في قضية التعامل مع الصين وكانت أولى هذه الدول التي اقتنعت بعد تجربة الصين في السودان كانت دولة أنجولا التي دخلت مع الصين في مجال كشفي للبترول، واليوم أنجولا تصدر للصين يومياً 1.250 مليون ومائتين وخمسين ألف بروميل نفط، ثم تبعتها الجزائر ونيجيريا والآن ليبيا، فالنجاح الاقتصادي للصين في السودان له معنى خاص، فالصين أكدت أنها لن تغير موقفها من السودان، وسياسياً عدد كبير من قرارات مجلس الأمن ضد السودان استطاعت القيادة الصينية أن تمنعها وتوقفها بجهد منها مباشر وبعضها أعادت صياغته بعد التشاور معنا وموافقتنا والتشاور بيننا وبين الصين لم ينقطع بل تقدم لنا كثيرًا من النصائح في إطار الصداقة والمنافع.
على سبيل المثال في الحوار الإستراتيجي الأخير ما بيننا كان موضوع السودان موضوعاً رئيسياً في الحوار الذي دار ما بين الأمريكان والصينيين، وفي الوثيقة الرئيسية كان للسودان فقرة كاملة في هذا الحوار الكبير ما بين القطبين الصين والولايات المتحدة.
فالصين سياسياً داعم أساسي لنا ولنا تنسيق معهم بشكل جيد وواضح، ولقد أشارت القيادة الصينية إلى هذا التنسيق وذكروا أن أكثر البعثات التي على تواصل وتنسيق معهم في جنيف ونيويورك هي البعثة الدبلوماسية السودانية، ولدينا اتصال مباشر ودائم مع الخارجية الصينية، والوفود السودانية لم تتوقف صوب بكين والوفود الصينية كذلك من أكثر الوفود التي تزور السودان في ملف إفريقيا، وسوف يقوم في القريب العاجل مسؤول صيني رفيع المستوى بزيارة السودان قريبًا جداً إن شاء الله، ونحن الآن نرتب لهذا، ولقد شاهدتم وسمعتم ما قاله الوزير الصيني في جلسات المؤتمر عن السودان، وهذا الوزير بجانب موقعه التنفيذي فهو من القادة الكبار في الحزب الحاكم، فلقد تحدث كثيراً عن السودان في حديثه عن إفريقيا والأصدقاء وتوج هذا بلقاء مع وزير المعادن السيد كمال عبد اللطيف وتوقيع اتفاق هام معه ولم نشعر في يوم من الأيام من القيادة بأي مضايقات أو عدم ترحيب بل دوماً نحن مكان ترحيب حتى أحياناً يتعاملون معنا بالطريقة السودانية في الاستقبال والتعاطي في الشأن العام حتى في مقابلاتهم مع الوفود الزائرة من السودان دوماً مكان ترحيب صادق وجاد.
* سعادة السفير ما هو موقف الصين من القروض الممنوحة للسودان؟
* هذه القروض تقدم لنا من أجل تنفيذ عدد من المشروعات بشروط ميسرة جداً وتعاد القيمة بعد اكتمال المشروعات وتعاد كما هي أي القروض فالصين لا تقدم مبالغ «كاش» بل تنفيذ مشروعات، كذلك تقدم الصين منحًا للسودان سنوياً وهي منح لا ترد لتأهيل المشروعات منذ تنفيذ المستشفيات والكباري وبعض الطرق لذا نجد الإخوة الصينيين منتشرين في ربوع السودان والقروض الأساسية التي نأخذها من الصين هي نوعان من القروض، وهي القروض التفضيلية والقروض التجارية، والتجارية تتم عبر البنوك، يمكن أن تكون في خمس سنوات أوعشر وهي للمشروعات ولكن نحن الآن نأخذ من الصين القروض التفضيلية وميزتها أن فترة السداد طويلة الأجل وبها فترة سماح حوالى 5 و15 سنة فترة سداد وهامش الأرباح فيها من 1.5 إلى 3 في المائة فقط، وهذه القروض يمكن أن ننفذ بها مشروعات كبرى والآن لدينا عدد من المشروعات مثل مشروع مطار الخرطوم ومشروع سكر تمبول ومشروع المطار، الآن جاءت الموافقة الأولية لمشروع المطار وكذلك مشروع كهرباء جنوب كردفان.
وكذلك مشروع تمبول الآن في إطار التقييم وكهرباء جنوب كردفان 273 مليون دولار، جاءت الموافقة النهائية لتنفيذ مشروع كهرباء جنوب كردفان وهذه هي ميزة القروض التفضيلية التي تمنحنا لها الصين، وهناك لدينا قروض أخرى أسميناها النفط مقابل المشروعات، أي بضمان البترول، وقدم لنا فيها حوالى 3 ملايين دولار وهناك بكت آخر بما قيمته 2 مليار دولار وخاصة أن البترول سوف يزيد إنتاجه وهذا سوف يساهم في زيادة المنافع وتلك المشروعات التي ذكرناها كلها مشروعات بنيات تحتية، مثل مشروع سكر النيل الأزرق وسوف تعمل في الاستقبال على زيادة المشروعات الإنتاجية لأن الفترة القادمة تحتاج إلى هذا.
بعد انفصال الجنوب لدينا مشكلة صغيرة وهي قضية الديون ولكن لم يتم الاتفاق على السداد.
* سعادة السفير.. كفة الميزان الاقتصادي تكاد تتحول من واشنطن إلى بكين ولقد سمعت داخل ردهات المؤتمر أن هناك اندفاعًا من القيادة الصينية وتوجهًا حقيقيًا تجاه السودان، هل السودان يتحرك بذات الإيقاع وإلى أي مدى؟
* حقيقة الجو مهيأ، وسياسياً القيادة في البلدين تدفع في هذا الاتجاه، وتنمية العلاقات، والطرفان لهما اعتقاد راسخ أن العلاقات بين البلدين علاقات إستراتيجية، وفي كل اللقاءات تؤمن القيادة الصينية على هذه الحقائق، ولديهم قناعة أن البلدين يمكن لهما، أي بكين والخرطوم، أن يطورا العلاقات وتكون الاستفادة كبيرة للطرفين سيما في مجالات النفط والمعادن والزراعة، ولقد شاهدتم وسمعتم الحديث عن التعدين خاصة التدافع من الشركات بسبب حرص وزير المعادن بعد ما قدم من فرص عمل في حقل التعدين بالسودان، والشركات الصينية والعالمية رغم دور الإعلام السالب أحياناً تجاه السودان إلا أن الرغبة كانت أكيدة للعمل بالسودان خاصة بعد الشرح الذي قدم عن التعدين الأهلي وتعدين الشركات، والشركات الصينية قدمت بعض الإشكالات التي تعترض طريقها رغم أنها مشكلات طبيعية وعادية، ولكن الشرح والوعود التي قدمها الوزير وحرصه على تذليل كل العقبات بنفسه ساهمت مساهمة كبيرة في زيادة عدد الشركات التي التقت الوزير من أجل العمل بالسودان، كذلك الصين تريد العمل في مجال الزراعة، والآن هناك رغبة من الصين لأي كميات من بعض المنتجات مهما كانت كميات الإنتاج مثل أن الصين محتاجة إلى أكبر كمية من إنتاج السمسم والصمغ والبرسيم والقطن.
والآن الجو السياسي مهيأ وصحي بين البلدين سيما ونحن أول دولة إفريقية وقَّعت اتفاقاً لتشجيع الاستثمار مع الصين عام 1997م من القرن الماضي، فالاتفاقيات تتيح ذلك، وكذلك وقعنا اتفاقية عدم الازدواج الضريبي مع الصين، وعندما وقعنا هذه الاتفاقية كان كثير من الدول العربية والإفريقية مستغربة حينما كنا نتحدث عن الاستثمار الصيني بالسودان والعمل في مجال البترول.
* سعادة السفير، الصين حينما بدأت موضوع البحث عن النفط بالسودان نزلت بقضها وقضيضها، وكبرى الشركات الصينية دخلت هذا المجال، وكانت النتائج سريعة جداً، الآن ما يتعلق بالمعادن والتعدين هل القيادة الصينية والشركات تتعامل بذات القدر والاهتمام؟
* صحيح، لكن اختلاف الظروف، فالصين اليوم ليست الصين 1994 فالصين كانت في بداية الانفتاح وتتحسس طريقها إلى الخارج، والشركات الصينية كانت مترددة ومتخوفة من الذهاب بعيداً، وكانت تعمل في إطار الدول الصديقة لها، الآن الصين الكل يأمل ويعمل في خطب ودها مثل أستراليا وجنوب إفريقيا وكندا، وهذه دول قطعت أشواطاً بعيدة في مجال المعادن، الآن يخاطبون الصين بمغريات يسيل لها اللعاب، فالصين تحتاج الى المعادن من أجل النهضة الاقتصادية الصينية فهي محتاجة الى أكبر كمية من المعادن، ولقد سمعت في المؤتمر أن الصين وقعت اتفاقاً مع البرازيل لتزويدها بالحديد الخام من البرازيل لمدة 25 عاماً، وهذا الاتفاق الإستراتيجي يقوم على تزويد البرازيل الصين بأكبر كميات من خام الحديد، ولقد رأينا في المعرض المصاحب أن أكبر الدول مشاركة في المعرض هم أستراليا وجنوب إفريقيا وكندا، لكن سوف نعمل على تقديم معلومات ودراسات أوفى وقاعدة بيانات حول امكانيات بلادنا في مجال المعادن عبر الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد، وعموماً الصين لديها الرغبة في الدخول بل دخلت مجال التعدين عبر الشركات الحكومية وشركات القطاع الخاص ولجت المجال، وهذا سوف يفتح أبواباً بصورة أكبر بالنسبة للدول الكبرى في مجال التعدين مثل كندا وأستراليا وجنوب إفريقيا، فهذه دول دخلت مجال التعدين منذ عقود ولديها مناجم تعمل تحتاج الى رأس المال الصيني لمزيد من التطوير لكن رغم ذلك الصين دخلت في شراكات جادة مع المعادن السودانية، والصين دخلت مع بعض الدول الكبرى في مجال التعدين في اتفاقيات طويلة الأمد 20 إلى 25 سنة وهذا يمكن أن يتحقق بالنسبة لنا.
لكن ما لمسناه من القيادة الصينية أن الرغبة صادقة للعمل في مجال المعادن بالسودان وشهد ذلك اللقاءات التي تمت ما بين السيد وزير المعادن والوزير الصيني ولقاء السيد وزير المعادن بالشركات الصينية التي أبدت الرغبة للعمل في السودان.
* معالي السفير أين الوجه للصين فلقد شهد السودان في العقود الماضية الصين الثقافية عبر الأكروبات والفرق وغيرها؟
* صحيح هذا، لكن سوف نحتفل في فبراير القادم بالذكرى ال 55 لتأسيس العلاقات بين البلدين ولم يحدث شيء يعكر صفو العلاقات، ولكن كان الاهتمام منصبًا في المقام الأول على القضايا الاقتصادية فكان هذا الوجه الظاهر، لكن لم ننسَ المجالات الأخرى الصحية والثقافية والعلمية لكنها ضاعت أمام زحام الاقتصاد بالنسبة للمشروعات بين البلدين.
فالمشروعات الاقتصادية كانت مشروعات كبيرة مثل مشروع مطار الخرطوم بلغ 700 مليون دولار ومستشفى الدمازين بمنحة صينية حوالى 17 مليون دولار لكن الآن لدينا أكثر من 600 مبعوث دراسات عليا وهذا عدد كبير وأكثر من ألف طالب وهذا كله يدخل في اطار العلاقات العلمية والصين تقدم لنا أكثر من 1500 فرصة تدريب كل عام، كل هذا مجهود لكنه ضاع في زحام الاقتصاد، والى نوفمبر استقبلنا أكثر من 22 وفداً زائراً من السودان ووزارة العلوم والتقانة أرسلت مبعوثين وغيرهم، وفي مجال الصحة الصين كل عام ترسل أكثر من 40 كادرًا طبيًا للسودان الى مستشفى أبو عشر ومستشفى الصداقة ومستشفى الجيلي وكذلك هناك فريق طبي صيني إلى مستشفى الدمازين وقدموا آليات ومعدات ومنح لكادر طبي سوداني على النفقة الصينية ولدينا تبادل ثقافي وللأجهزة الإعلامية والإذاعة والتلفزيون ووقعنا قبل شهرين قناة الشروق والتلفزيون المركزي الصيني اتفاقية إطارية للتعاون وأول المشروعات إقامة الأسبوع الثقافي بالسودان في الفترة ما بين 9 إلى 15 ديسمبر القادم وسوف ترسل الصين فريقاً من التلفزيون الى السودان لعمل استطلاعات وحوارات مع النخب السودانية لأنهم سوف يأتون ويعملون أسبوع السودان بالصين وسوف ينتجون فلماً تعريفياً عن السودان واتفقنا معهم على أن هذا الفيلم يمكن أن تتبناه السفارة السودانية ببكين وسوف نخرجه بالعربية والإنجليزية والصينية ومن ثم يوزع كذلك استضفنا عدداً من الإعلاميين والمثقفين والأكاديميين السودانيين حضروا الى بكين للمشاركة في عدة فعاليات وفي الشهور السبعة الماضية استقبلت أكثر من 8 وفود من السودان ومديري جامعات سودانيين.. وفد السودان كان أكبر الوفود في مؤتمر الجامعات العربية والصينية ووقعنا اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع الجامعات الصينية، جامعة الخرطوم وقعت حوالى 5 اتفاقيات، فهذه مشروعات ضخمة وكبرى ننفذها مع الصين لكن لا نبرزها بشكل جيد أو على الأقل بشكل يعرف بها ويقدمها إلى الشعب السوداني مثل كوبري الدويم أو كوبري رفاعة كل هذا بجهد صيني، والآن لدينا أكثر من 10 مشروعات يجري تنفيذها بالسودان لم نبرزها بالشكل المطلوب مثل طريق الإنقاذ الغربي النهود أم كدادة كل هذا عبر شركات صينية والمئات من الصين في طريق زالنجي الجنينة وطريق الدبيبات الفولة أبو زبد الطريق الدائري وأم روابة أبو جبيهة، كل هذه الطرق يعمل فيها صينيون فنحن عملنا «6» طرق وكبري بكلفة 800 مليون دولار وطريق أم درمان بارا الآن بكلفة 800 مليون دولار كل هذا لم يبرز بما يتماشى مع العلاقة ما بين البلدين، كذلك الصين نعتبر أن لها علاقات تاريخية بالسودان فغردون كان يسمى جلاد الصين وحينما لقي حتفه في السودان كان لهذا الحادث وقعه وسط الصينيين.
* كلمة أخيرة سعادة السفير؟
* نتمنى أن تتطور علاقاتنا مع الصين الى فوق ما نرجو ونأمل من أجل رفاهية وسعادة الشعبين وأن نوفق في أن نقدم شيئًا يليق بعظمة هذه العلاقة، وشاكراً لكم ولصحيفتكم وللقراء هذا اللقاء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.