انقضت معظم ساعات نهار الخميس الماضي ونحن في ضيافة مصنع ساواباش لتصنيع الاندومي، وتكون وفدنا الزائر من الصحفيين وعدد من الأطباء بمستشفى بحري برفقة شيرين أزهري من قسم التسويق لتعريف الوفد بالمنتج ومكوِّناته درءًا للشائعات التي طالت الاندومي «الشعيرية» وأضرارها الصحية على الأطفال خاصة بعد تداول معلومات مغلوطة بأنها تتكون من مواد مسرطنة وتولت مسؤولية الشرح العلمي خريجة علوم الأغذية ليلى صديق بأن الأندومي تصلح وجبة غذائية متكاملة لاحتوائها على فيتامينات a,e والكالسيوم والزنك وغيرها، وجزمت بصلاحية الوجبة للأطفال والكبار معًا لأن تصنيعها يتم وفقًا للمواصفات والمقاييس السعودية التي يتبع المصنع لها إداريًا، ومن المعلوم أنها من أكثر المواصفات العالمية صعوبة، وكشفت لنا خبيرة التغذية عن اتجاه قوي لتصحيح المعلومات حول الاندومي في المجتمع برفع درجة الوعي والثقافة الغذائية وإجراء مزيد من الجولات والزيارات الميدانية عبر أتيام متخصصة من المصنع لمناطق التوزيع والاستهلاك، وبينت أن المصنع حاصل على 22 شهادة ايزو و22 أخرى في «إس. جي. إس.» وهم راضون تمام الرضاء عمّا يتم إنتاجه من الاندومي لأهل السودان وتكثيف الإرشادات عبر طباعة كتيبات توزع مستقبلاً، وكان الهدف من جمع الأطباء والصحفيين تمليك الحقائق العلمية عن إنتاج الاندومي، وقد تعهد أطباء مستشفى بحري بأخذ عينات من الاندومي وفحصها في مراكز متخصصة بإشراف علماء في الأغذية حتى نصل جميعًا لمرحلة الاطمئنان التام إلى أننا وأطفالنا نتناول وجبة دسمة وغنية بالمكونات الغذائية المطلوبة، وقد تلاحظ الإقبال الكبير على تناول الاندومي من قبل الأطفال خاصة، وعند منعهم من تناولها من قبل الأسر في الغالب يتناولونها سرًا في الرياض والمدارس بعيدًا عن عيون آبائهم وأمهاتهم وهو أمرٌ يقودهم للكذب غالبًا وحتى لا ندفع بأطفالنا في هذا الطريق وبعد المعلومات القيمة التي تعرفنا عليها يمكن توجيه الدعوة لكل من لم يتذوق الإندومي لتذوقها باطمئنان كافي بنكهات الدجاج والخضار واللحمة المفرومة واللبن والكاسترد وغيرها عبر أشهى طرق الطبخ بما أن المصنع والقائمين بأمره لم يدعوا لنا مجالاً للتشكيك في ظل وجود «7» مصنع للإندومي بالسعودية و«2» بالقاهرة وسوريا واليمن وماليزيا وقد اشتهرت إندونيسيا بصناعة الإندومي منذ العام «1958م» وبدأ الإنتاج في السودان بمصنع ساواباش في يوليو العام 2011م وتصنع الإندومي السوداني من أفضل عينات الدقيق من مطاحن ويتا بمواصفات عالية الجودة وتباع للمستهلك بسعر مناسب وبما أن الشعب السوداني انطباعي بالدرجة الأولى فإنني على المستوى الشخصي لم أتناول الإندومي في حياتي إلا يوم قمت بزيارة المصنع وبعد الشرح المستفيض من الأستاذة ليلى تراجعت قناعتي من أنها مضرة وغير صالحة طبيًا لاحتوائها مواد مسرطنة، وهذه القناعة في الغالب كانت تدفعني لمنع الأطفال في عائلتي من تناولها بغرض الحرص على حياتهم، وكما أسلفت منذ اليوم تعهدت بتناول الإندومي «بشهية مفتوحة» لأترك مخاوفي الصحية أنا وأسرتي ورائي.