لمعرفة آثار القرارات الخاصة التي أصدرها بنك السودان بشأن حظر العديد من السلع والخدمات بهدف الترشيد والمحافظة على موارد النقد قامت الصحافة بجولة في عدد من البقالات بمنطقة العمارات بالخرطوم. وتحدث في بداية الجولة صاحب احدى البقالات قائلا ان السلع التي تم حظرها مثل الاندومي والجبنة الكرافت وجميع انواع الشوكولاتة والبطاطس المستوردة والبسكويت بانواعها ما زالت موجودة بالمحلات بسبب وجودها في مستودعات المستوردين قبل صدور القرار، متوقعا انعدام تلك السلع من الاسواق بصورة تامة خلال ثلاثة شهور مالم يصدر بنك السودان قرارا جديدا يسمح فيه باستيراد تلك السلع. ومضى التاجر الذي فضل حجب اسمه انه وفقا لما وردته من معلومات من الجهات التي يتعامل معها فقد وصلت الموانئ امس جملة من الحاويات التي تحتوي على كميات كبيرة من تلك السلع بعد ان اكتملت اجراءات استيرادها قبل صدور القرار الخاص بحظر استيرادها . احد اصحاب مراكز التسوق بمنطقة الرياض قال ان القرار تضمن حظر استيراد عدد من منتجات الالبان وقد اختفت تلك المنتجات غير القابلة للتخزين من رفوف المحلات التجارية، وبشأن الاسعار فقد زادت اسعار السلع المحظور بنسبة تتجاوز نسبة ال (50%) خاصة في مجال الشوكولاتات بانواعها وبرغم ارتفاع اسعارها الا ان الشيكولاتة ما زالت تباع مهما كانت الكميات المعروضة منها ،كما ان الجبنة الكرافت والبطاطس المستوردة فالاقبال عليها لا زال كبيرا. بالنسبة للفراخ المستورد فلا اثر للقرار القاضي بحظره في وقت ارتبط فيه الذوق العام بالمنتج المحلي من الفراخ .بالسؤال عن الوجبات الخاصة بالكلاب والقطط قال اصحاب المحال انهم يرفضون التعامل مع تلك المنتجات . اسعار السلع المستوردة متصاعدة يوميا وبلغت نسبة الزيادة في بعض الاسعار (50%) ووفقا لاصحاب المحال فانه لم يتم استنفاد اية سلعة مشيرين الى ان الحديث عن غياب بعض السلع لن يتم الا بعد بضعة شهور وعندما تنتهي السلع في مستودعات المستوردين . عدد من المواطنين الذين استطلعتهم الصحافة تجاوبوا مع قرار الحظر خاصة سلعة الاندومي التي اتفق معظم المتحدثين عن عدم جدواها الغذائية اضافة انها تحتوي على نسبة عالية من الاملاح ما يجعلها تجد رواجا منقطع النظير بين الاطفال. تقول محاسن محمد ابراهيم تسكن المنشية انها سعدت بقرار حظر عدد من السلع الغذائية التي ترى فيها مهدداً لصحة الاطفال مطالبة ان يشمل الحظر بعض المياه الغازية خاصة تلك التي تحتوي على المواد الحافظة القابلة للتفاعل عند تعرضها لدرجات الحرارة مثل الكولا التي اوصت العديد من المراكز البحثية من تعاطيها باستمرارية نظرا لاحتوائها على مواد سامة مثل بنزويت الصوديوم وهي مادة حافظة لها صلة بنمو الخلايا السرطانية ما دفع بهيئة الاغذية الامريكية (FDA ) الى ايقاف استخدامها .واشارت محاسن الى ان حظر الاندومي وبعض البسكويتات يجد دعم الاسر خاصة ان الاطفال باتوا يعتمدون على هذه ( اللصاصيق) في افطارهم بالمدارس اذ يتجاهلون تماما الساندوتشات التي تعدها الامهات بالمنازل وباركت محاسن حالة الحظر مطالبة بعدم فتح الابواب امامها حتي ولو تحسن ميزان المدفوعات. وقال محمود سبت سالم ان المواد المحظور في مجملها عديم الجدوى وترقى للاضرار بالصحة، مشيرا الى ان ابنة اخيه التي ادمنت تلك المواد الحافظة بسبب اعتمادها على تلك الاغذية معلنا تأييده قرارات البنك في الحظر. فيما وصف الدكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي السلع التي تم حظرها بالسلع الكمالية في وقت تملك فيه البلاد فرص التصنيع الداخلي لعدد من هذه السلع مشيرا الى ان القرار استهدف الترشيد وتقليل الطلب على النقد الاجنبي واعطاء الفرصة للصناعة الوطنية مشيرا الى ان الاندومي اثيرت حوله العديد من الاستفهامات لعدم مطابقته للمواصفات كما ان المصانع الوطنية قادرة على تلبية الطلب من المكرونة والشعيرية وبالنسبة للبطاطس المستورد فيمكن تصنيعه بعض تطبيع قرارات منظمة التجارة العالمية ؟