يُحسب للاتحاد استجابته للنداءات المتكررة بضرورة إجراء تعديل على جدولة مباريات الجولة الأخيرة للممتاز بحيث تُجنَّب المنافسة تهمة اختلال ميزان العدالة فيها ولكن! ما لا يجد تفسيراً منطقياً هو إبقاء الاتحاد على برمجة مباراتي المريخ ومريخ الفاشر الهلال وأهلي شندي كما كانت عليه قبل إجراء التعديل الجزئي على الجدول. حتمية إجراء المقابلتين في توقيت واحد تفرضها عدة أسباب أولها يتعلق بتنظيم حفل الختام وأحقية إنجاحه لارتباطه بالجهة الراعية للممتاز والتي تعلق آمالاً كبيرة على تحقيق أكبر المكاسب منه وهو حق أصيل لسوداني. ثاني الأسباب يتعلق بالمنافسة في اللقب ففوز المريخ على المريخ الفاشر يفسد مباراة في غاية الإثارة بين الهلال وأهلي شندي التي تصبح وقتها تحصيل حاصل ولا تؤثر على ترتيب فرق الصدارة وخسارة المريخ أو تعادله سيفتح الباب على مصراعيه للحديث عن «التواطؤ» وتساهل أهلي شندي الذي لا تعني المباراة له شيئاً حسب وصف مديره الفني الكابتن النقر. النقر قال في حديثه للصحف أمس إن المباراة لا أهمية لها لأن المريخ وقتها سيكون قد حسم البطولة، وهذا يعني أن البرمجة الحالية تقتل روح المنافسة والإثارة وهي مطلوبات ضرورية لتحقيق عائدات شباك وبث وإعلانات وكلها لن تكون متوافرة ما لم تكن المنافسة على أشدها حتى خط النهاية. إن حقق المريخ الفوز على مريخ الفاشر وبالتالي الفوز بالممتاز فلا الشركات ولا غيرها سيهتم بالإعلان التلفزيوني خلال المواجهات التي تلي مباراة البطولة وهذه الخسارة سيتكبدها التلفزيون الذي اشترى حقوق البث لتحقيق عائدات معولاً على نسبة المشاهدة العالية أثناء المباريات. كما أنه ليس من المنطق أن يُختتم الدوري بمواجهات و الأهلي عطبرة والخرطوم الوطني والاتحاد ود مدني في وجود مباراتين توفران سيناريو هو الأكثر إثارة في دوري سوداني وهما خير ختام للموسم. على الاتحاد إعادة البرمجة لتلعب مواجهات الموردة و الأهلي عطبرة والخرطوم الوطني والاتحاد ود مدني يوم الاربعاء ومباراتي القمة في مواجهة مريخ الفاشر وأهلي شندي يوم الخميس 21 نوفمبر. لمسة أخيرة هل تعلم شركة سوداني ببرمجة الأسبوع الأخير هذه؟، إن كانت تعلم فتلك مصيبة تجعلنا نسأل ما هو دور إدارة التسويق في الشركة العملاقة وهي ترى مخططاتها تبلغ مرحلة الحصاد وتتهددها رياح «الخرمجة»؟ وإن كانت لا تعلم فلا معنى لذلك إلا أن سوداني قد «قنعت من خيراً في رعاية الممتاز» ولذلك هي غير مهتمة بالأمر «من أساسه».