ارتفع الهمس في الوسط الرياضي بكل تكويناته الى المجاهرة باتهام الأندية بتحديد نتائج المباريات التي تحدد الفائز باللقب والفرق المغادرة لقطار الممتاز خارج الميدان، وذهبت بعض الإصدارات الرياضية لأبعد من ذلك واتهمت الاتحاد «ذات نفسه» بالتورط في ذلك. الغريب في الأمر أن الاتحاد العام ولجنة البرمجة على وجه التحديد يساهمان وبشكل مباشر في ترسيخ هذا الاتهام رغم كتابتنا المستمرة في هذا الشأن ولكي نكون اكثر وضوحاً نسأل. ما المغزى من برمجة مباريات الممتاز بحيث تلعب ست مباريات في ذات التوقيت، وتلعب مباراة وحيدة في اليوم التالي لتلكم المباريات؟ وهل مواجهة الهلال والخرطوم تحصيل حاصل ولا تتأثر بما قبلها؟ الإجابة بالطبع لا، فالخرطوم الوطني يلعب للمركز الرابع الذي تنازعه عليه عدة فرق تلعب قبله بيوم بينما الهلال ينتظر تعثر المريخ لينقض على الصدارة، فاذا افترضنا تعثر أهلي عطبرة ومريخ الفاشر فدوافع الفوز ستنخفض عند الخرطوم الوطني لأنه وقتها سيرتاح في المركز الرابع. هذا أنموذج للبرمجة المثيرة للشك التي تفتح ابواب الاتهامات للاتحاد والأندية على حد سواء، لكن اذا عمل الاتحاد بطريقة «الباب البجيب الريح» لجنب نفسه شر هذه الاتهامات، ولحافظ على سمعة بطولته الاولى من تهمة التلاعب. بنهاية مواجهة الهلال والخرطوم الوطني اليوم تدخل البطولة أسبوعيها الأخيرين الحاسمين، وبالنظر لجدول مباريات الأسبوع المقبل نجد ان ذات ما حدث في برمجة الاسبوع الحالي سيتكرر فيه، اذ ان المريخ سيواجه أهلي مدني يوم الاربعاء على خلفية ست مباريات تلعب بالثلاثاء، ولأنه سيكون أسبوع تحديد الهابط بنسبة تفوق التسعين في المائة، نتمنى ان يجري الاتحاد تعديلاً سريعاً في البرمجة لتلعب كل مواجهات الجولة في ذات الليلة، ولكن تواجه الاتحاد مشكلة في ايجاد ملعب لمباراة المريخ لأن جولات الاسبوع المعني تشمل مباراتين فقط في الخرطوم، وبتوفر ملعب ثالث هو ملعب المريخ فلا معنى لتأجيل المباراة المعنية لإعمال مبدأ المساواة. ذات الأمر يجب مراعاته في الجولة الأخيرة بتقديم مواجهات الهلال واهلي شندي والموردة واهلي عطبرة واهلي الخرطوم والنسور لتلعب جولات الأسبوع الاخير في توقيت في يوم واحد، ويمكن معالجة مشكلة الملاعب وحساسية المواجهات التي تحدد الهابط بأن تلعب مباريات «أهلي الخرطوم والنسور» «الموردة والأهلي عطبرة» «أهلي مدني والنيل الحصاحيصا» «هلال كادوقلي والأمل عطبرة» عصراً، وتلعب مواجهات «الهلال واهلي شندي» «الخرطوم واتحاد مدني» «المريخ ومريخ الفاشر» ليلاً بملاعب الخرطوم الثلاثة. إن تمت برمجة مباريات الأسبوعين الحاسمين للممتاز بالكيفية التي اوردناها او اية كيفية اخرى تحفظ مبدأ المساواة للفرق المتنافسة على البطولة والبقاء، فستسكت كل الحناجر الغاضبة وتكف الاقلام عن القاء اتهاماتها هنا وهناك، ووقتها سنعلم أن الاتحاد حريص على بقاء بطولته الاولى «نظيفة». بحمد الله تجاوز المريخ مطب النيل الذي كاد ان يغرق احلام الجمهور الاحمر بعد ان تقدم بهدف. لم يقدم اللاعبون خلال سبعون دقيقة اي ملمح للفريق البطل ولولا لطف الله لاحتفل الاهلة بالدوري مبكراً معلق المباراة بالغ (عدييييل) وهو يصيح حينما ضاعت هجمة مريخية خطيرة وهو يصرخ (مرت بسلام)!