الصحافة هي مهنة البحث عن الحقيقة التي يضحي من أجلها الصحافيون بأرواحهم ودمائهم في تغطية الحروب ومتابعة الأحداث في مناطق الثورات والنزاعات، كما يضحون بالعمل لأكثر من اثنتي عشرة ساعة في اليوم في المتابعات الميدانية والتغطية الخبرية وإعداد التقارير وإجراء الحوارات والتحقيقات وكتابة الآراء التي يتعرضون بسببها لكل أنواع الاعتداءات والإساءات والمضايقات بسبب ما طرحوه من آراء كتبوها عن قناعة من أجل المصلحة العامة، وليس لأية مصالح أو أهواء وأغراض. والمؤسف أن هذه المهنة الرسالية التي يعتبر فيها الخبر مقدساً بعدم التدخل فيه بتحريفه أو تسييسه قد تحولت إلى منابر للأكاذيب والافتراءات لخدمة أجندة خاصة ومنافع ذاتية.. وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد نشرت عدة صحف أخباراً عن فشل اجتماع كبار الهلال رغم النجاح الكبير الذي حققه والذي وصلت فيه التبرعات لما يقارب الملياري جنيه. كما نشرت بعض الصحف أن كاريكا نجم الهلال ستتم إعادة تسجيله بمبلغ مليار ونصف رغم أنه لم يتم مثل هذا الاتفاق والذي يعتبر مبالغاً فيه، كما نشرت بعض الصحف والمواقع خبراً عن اعتذار الحاج عطا المنان عن الرئاسة وهو ما ينفيه حضور الحاج لآخر اجتماع للرموز. وهكذا فقدت بعض الصحف مصداقيتها بنشرها لأخبار غير صحيحة بهدف إثارة الفتنة والبلبلة. { وفي مجال الرأي تحولت الأعمدة في الصحف الرياضية إلى ساحات للشتائم والإساءات والتهاتر بالتشكيك في شرف الناس وأخلاقهم، وافتقد القراء النقد الموضوعي الهادف الذي يناقش القضايا بمنطق ويطرح الحلول التي تسهم في دفع مسيرة الرياضة وتطويرها حتى تحقق أهدافها في تقديم المتعة للجماهير بالأداء الرائع والانتصارات الباهرة وفي تحقيق الإنجازات التي ترفع راية الوطن عالية في المنافسات الإفريقية والعربية. لا جدال في أن نهضة الحركة الرياضية بكل ضروبها وألوانها قد قامت على أكتاف الصحافة الرياضية التي أدت دورها على الوجه الأكمل والأشمل بتغطيتها الأمينة وتحليلاتها الفنية وآرائها الموضوعية لأكثر من خمسة عقود قبل أن تفقد حيادها ومصداقيتها ونزاهتها، وتصبح معولاً للهدم بإثارتها للفتن وتفجيرها للصراعات وإساءاتها وشتائمها التي أجبرت الكثيرين على الابتعاد حفاظاً على سمعتهم وكرامتهم من صحافة الابتزاز والنهب المسلح التي تتحمل كامل المسؤولية في تراجع الرياضة وتدهورها والتي لن ينصلح حالها إلا إذا أدى مجلس الصحافة دوره كاملاً في التوجيه والترشيد وتطبيق القانون على أي صحفي أو صحيفة لا تلتزم بقيم المهنة وشرف الكلمة وتواصل السير على طريق الأكاذيب والإساءة والتهاتر الذي شوَّه وجه المهنة وجعلها موضعاً للسخرية والاستهزاء من جماهير الرياضة المضطرة لمطالعة ما تطفح به هذه الصحف من تطرف وعصبية وخروج على كل أخلاقيات وتقاليد المجتمع السوداني. الوخز بالكلمات طه علي البشير لم يكوِّن ثروته بالاحتيال والهمبتة والقلع والمخالفات القانونية. بل كوِّنها بجهده وعرقه وقدراته الكبيرة في إدارة وإنجاح العديد من الشركات والمؤسسات التي تعمل في ملايين الدولارات ومختلف المجالات.. فرق كبير يا شجرابي بين المال الحلال، والمال المجهول المصادر أو القادم من الظلام والظلال!