تعتبر الصحافة الرياضية من أكثر الصحف المتخصصة المقروءة نظراً لطبيعة الدور والوظيفة التي تقوم بها، وهو دور يستحوذ على اهتمامات قطاعات كبيرة من الجمهور، وهو جمهور الكثرة، وقد بدأ انتشار الصحافة الرياضية في العالم مع انتشار الأندية الرياضية وظهور كرة القدم في القرن التاسع عشر كرياضة جماهيرية، وقد بدأت في السودان عام 1940م، حيث صدرت أول جريدة رياضية وهي صحيفة (الرياضة والسينما)، ثم توالى إصدارالصحف الرياضية حتى بلغت منذ ذلك التاريخ، وحتى الآن، أكثر من ستين صحيفة رياضية في الفترات السياسية المختلفة. في ظل قانون المطبوعات لسنة 1930م صدرت صحف (الرياضة والسينما) و(المريخ)، وفي ظل قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 1973م صدرت (الهلال) و(الرياضي) و(الملاعب) و(عالم الرياضة) و(المتفرج) و(الأبراج) و(الرياضة) و(الجمهور) و(الهدف) و(الرياضة والفنون) و(النيل) و(المنتخب) و(الكورة) و(نجوم وكواكب) و(الجريدة) و(الأسبوع) و(الدوري).. وفي قانون 1406ه صدرت صحف (الشبكة) و(الكابتن) و(الأهلة) و(المشاهير)، وفي ظل قانون 1993م صدرت (المجال الرياضي) و(السوداني الرياضي) و(الأوسط الرياضي) و(الجزيرة) و(الكورة) و(الهدف) و(قوون) و(عالم النجوم) و(المنتخب).. وفي ظل قانون 1996م صدرت (المشاهد) و(الأنباء الرياضي) و(القمة) و(الكورة) مرة أخرى. وفي ظل قانون 1999م صدرت صحف (النخبة) و(الملاعب) و(الدائرة) و(المريخ)، وازدادت عدد الصحف في ظل قانوني 2004م، 2005م، وقد أدت تلك الصحف دورها في الأخبار وطرح الآراء التي تهدف الى تطور الرياضة السودانية منذ أكثر من سبعة عقود مضت، وإن كان هناك بعض التناول السالب الذي شوه صورة الصحافة الرياضية في السنوات الأخيرة. والمتابع للأداء الصحفي الرياضي يخرج بالعديد من الملاحظات، تتمثل في الآتي: 1. تلاحظ الاهتمام الكبير بكرة القدم دون الاهتمام بالمناشط الرياضية الأخرى. كما تلاحظ قلة الاهتمام بالمناشط الثقافية والثقافة الرياضية. 2. تعتبر الأخبار أكثر الأشكال التحريرية تناولاً وفي معظمها أخبار قصيرة عن نشاطات كرة القدم وبعض المناشط الرياضية الأخرى مع قلة التغطية التقريرية وانعدام التغطية الاستقصائية. كما أن معظمها تهتم بمقالات الرأي والأعمدة الصحفية. والأعمدة الصحفية بالصحف الرياضية تفتقر معظمها لشروط العمود الصحفي من حيث وحدة الموضوع والفكرة، كما أن كثيراً من كتاب الأعمدة يستخدمون أسلوباً في الكتابة لا يتناسب مع أخلاقيات المهنة. 4. بعض الصحف الرياضية تهتم بأخبار كرة القدم العالمية، كما أن معظمها تورد أخباراً عالمية لم تشر فيها لمصادر معلوماتها. 5. التحليلات العلمية للمناشط الرياضية ضيئلة جداً وتكاد تنعدم، وإن كانت هناك محاولات قليلة من بعض الصحف. 6. يلاحظ ضآلة المقابلات الصحفية التي يمكن أن يستفاد منها في أخذ وجهات نظر الخبراء والمختصين في المجال الرياضي والتي يمكن من خلالها وضع معالجات وحلول للمشكلات الرياضية، علماً بأن المقابلات مع قلتها تركز على الإداريين بالأندية الكبرى ومع بعض اللاعبين قليلي الخبرة والتجربة. 7. اتجاهات مضمون المادة الصحفية معظمها يهدف إلى تعريف القارئ بالأخبار الرياضية في السودان، وإن غلبت عليها تغطية أخبار ولاية الخرطوم وضعف تناول أخبار الولايات. والاتجاهات السالبة تتمثل في الموضوعات السالبة في النقد غير الموضوعي والمساجلات بين الصحفيين واستخدام أسلوب العمز والغمز والتجريح الشخصي. 8. تتميز بعض الكتابات بالتحيز الصارخ لأندية القمة، كما أن بعض الكتاب يحاولون ممارسة القتل المعنوي لبعض الشخصيات الرياضية. وهذا يتنافى مع أخلاقيات المهنة التي تتمثل في الصدق والأمانة والدقة والمسؤولية والموضوعية والعدالة والإنصاف. 9. الأداء الصحفي الرياضي في كلياته يركز على نشاط كرة القدم وينقصه التحليل المتعمق والعلمي للأحداث الرياضية والحوار والنقاش الذي يمكن من خلاله وضع الحلول والمعالجات للمشكلات الرياضية، فضلاً عن انعدام التوازن والموضوعية أحياناً في بعض الكتابات الصحفية من قبل ما يمكن أن نطلق عليهم كتاب الأندية الكبرى. { مقترحات لتطوير أداء الصحف الرياضية: 1. الاهتمام بالمناشط الرياضية الأخرى غير كرة القدم، والاهتمام بالمناشط الثقافية في الأندية ومراكز الشباب وغيرها من الوحدات التي تبرز مواهب الشباب وتغذي عقولهم. 2. الاهتمام بالأشكال الصحفية التحريرية التي تولد النقاش وتضع الحلول والمعالجات للمشكلات الرياضية من خلال إجراء الحوارات مع الخبراء والمختصين في المجال الرياضي وليس مع إداري الأندية وصغار اللاعبين. 3. الاهتمام بالتحليلات العلمية للمناشط الرياضية حتى تتمكن من زيادة الثقافة الرياضية لجمهور المتلقين للرسالة الإعلامية الرياضية. 4. إثبات المصادر للأخبار العالمية حتى يعطي الخبر المزيد من المصداقية. 5. مراعاة الموضوعية والتوازن من قبل الصحفيين الرياضيين في أداءهم لمهنة الصحافة ويتطلب ذلك وجود صحفيين رياضيين يتمتعون بالدراية وأن يكونوا ملمين بتطور السودان الرياضي وقادرين على الكتابة الجيدة وأن يكونوا دقيقين في نقلهم لمعلوماتهم الصحفية وأمينين وصادقين وموضوعيين وبعيدين عن التحيز وأن يكونوا شرفاء في حصولهم على المعلومات ولا يؤجرون أقلامهم للغير مهما كانت الإغراءات وأن يكونوا محبين لمهنتهم ومحل ثقة الآخرين وأن يعملوا لتحقيق المصلحة العامة ومدافعين عن السلوك الأخلاقي الرياضي والقواعد الرياضية الأصلية وأن يعملوا على نشر الثقافة الرياضية ويحاربوا التعصب الأعمى لنادٍ معين أو جهة معينة، ويساعدوا بأقلامهم على تمتين روح الولاء والانتماء، وأن يستخدموا الألفاظ الراقية ولا يلجأوا لاستخدام الألفاظ غير التربوية في كتاباتهم حتى لا يؤدوا إلى إفساد الذوق العام. 6. على الصحفيين الرياضيين دعم وتوكيد الاتجاهات الإيجابية في الأداء الصحفي الرياضي والقضاء على الاتجاهات السالبة والمعوقة. 7. على كتاب الأعمدة الصحفية مراعاة شروط العمل الصحفي من حيث فكرة الوحدة والموضوع، وأن لا تصبح الأعمدة مقالات للرأي وأبواباً للقراء. 8. الاهتمام بالأهداف التثقيفية والتربوية في الأداء الصحفي الرياضي. 9. تدريب الصحفيين الرياضيين من قبل جهات الاختصاص وصقل مواهبهم في الكتابة، وإعطائهم مزيداً الجرعات التدريبية. 10. تشجيع الخبراء والمختصين في مجال الرياضة والثقافة للولوج في دنيا الكتابة للصحف الرياضية حتى تستفيد الأجيال الشبابية من خبراتهم وتجاربهم. 11. تشجيع قدامى اللاعبين والمدربين والحكام لنشر مواد ثقافية رياضية كل في مجال تخصصه. 12. قفل الباب في وجه أنصاف المواهب ومشجعي الأندية في الولوج لدنيا الصحافة من خلال تفعيل اللوائح والقوانين.