لن نذهب بعيداً عن بيان الناطق الرسمي لقوات الشعب المسلحة إن قلنا إن الاعتداء الذي تعرضت له مدينة (أبوزبد) بغرب كردفان هو امتداد لسلسلة من أعمال التخريب التي ظلت الحركات المتمردة تقوم بها من حين لآخر لترويع المواطنين العزل الأبرياء، فالذي حدث في أبوزبد بالأمس الأول صورة طبق الأصل من الذي جرى في كل من الدمازين وكادوقلي وأبوكرشولا ولن تكون أبوزبد آخر حلقة من هذا المسلسل الذي تم الإعداد له لجر القوات المسلحة إلى حرب عصابات إن أخمدت نارها هاهنا اندلعت بكثافة في الاتجاه المعاكس وذلك لاستنزاف قدراتنا العسكرية والمادية ولإحداث (ربكة) في الجبهة الداخلية لأن الاعتداء على مدينة آمنة مستقرة مهما كان حجم الاعتداء حدث له ما بعده من آثار اقتصادية واجتماعية ونفسيه فهو يؤثر على النشاط الذي يمارسه سكان المنطقة في الزراعة أو الرعي ويخلق في الناحية الاجتماعية مجموعة من النازحين وله آثار نفسية قاسية على الأطفال والنساء بجانب (الربكة) التي تحدث في الأسواق نتيجة لمثل هذه الأحداث فهناك انتهازيون ينتظرون على أحر من الجمر الاعتداء على أي مدينة أو قرية لينشطوا بتزييد أسعار السلع الضرورية لمعاش الناس والترويج للحدث وكأنه كارثة كونية أو أنه أشد وطأة من «تسونامي»!. وهناك انتهازيون أُخر ولهؤلاء صولات وجولات في الدوائر الحكومية والشعبية بحجة دعم المتضررين وامتصاص الآثار السالبة للعدوان!. إن الاعتداء على أبوزبد أو محاولة الاعتداء عليها «كلا الفعلين» عمل يائس فقد أدركت كل الحركات المتمردة أنها لا تقوى على مواجهة القوات المسلحة بما يتوافر للأخيرة من امكانيات لذلك حدث الانقسام في صفوف الحركات الدارفورية، ومخطئ من ظن أن هذا كان نتيجة لخلافات حول مغانم أو مكاسب مادية بل نشأ هذا الانقسام لتحقيق الأهداف التي تنوي هذه الحركات تحقيقها عبر حرب العصابات، وبإحصاء بسيط ستجد أن الحركات الدارفورية وحدها قد تجاوزت أصابع اليد الواحدة، فهذه حركة مني أركو مناوي وتلك حركة عبد الواحد محمد نور وهناك حركة أبو القاسم إمام ثم حركة العدل والمساواة وحركة أصيل و(تاني منو)؟. لا أذكر (تاني منو) ولكن الثابت في هذا الأمر أن انتشار هذا العدد من الحركات المتمردة في الفضاء الجغرافي الواسع لولايات دارفور جنوب كردفان والنيل الازرق هو بغرض التشويش على الخطة التي أعلنتها وزارة الدفاع الوطني وهي القضاء على هذه الحركات المتمردة نهائياً خلال الصيف القادم فقد أكملت القوات المسلحة عمليات الانتشار الواسعة في كل المحاور التي توجد بها هذه الحركات المتمردة. لقد أفزعت الخطة التي أعلنها وزير الدفاع الوطني بالقضاء على حركات التمرد خلال الصيف القادم كل الحركات الدارفورية بلا استثناء أضف إلى ذلك أن التقارب بين الخرطوم وجوبا نتجت عنه بعض التفاهمات حول الدعم الذي كانت تقدمه الأخيرة لحركات التمرد ثم هناك مأزق آخر ينتظر هذه الحركات الدارفورية باتجاه الغرب فقد أعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي دعمه بلا حدود لمخرجات ملتقى أم جرس الرامي لتحقيق الأمن والاستقرار واستدامة التنمية بولايات دارفور وقد وقَّعت على هذا الاتفاق قيادات قبيلة (الزغاوة)!. ولتحقيق أهداف هذا الملتقى تم تكوين آلية عليا انبثقت عنها لجان لعل أبرزها هي لجنة حاملي السلاح ومهمة هذه اللجنة هي الجلوس والتفاوض مع حاملي السلاح برسالة واحدة وهي أن جميع أهل دارفور قد جنحوا للسلم ولا سبيل للمتمردين سوى هذا الخيار. وبالنظر لهذه المعطيات نجد أن كل الحركات الدارفورية قد أيقنت أخيراً أن الصيف القادم هو موسم الخزي والهزيمة النكراء لمن يرفض المضي مع خيار السلام، فهناك باتجاه الجنوب ترتيبات تجري على قدم وساق ولسنا في حاجة للقول إنها تجري تحت ستار من السرية والكتمان وإنه لا مجال أمام الحركات المتمردة لاختراق التقارب الذي حدث بين الخرطوم وجوبا ولا تملك هذه الحركات المتمردة باتجاه الغرب أي وسيلة لزعزعة العزم الذي أبداه الرئيس التشادي إدريس ديبي في ملتقى أم جرس حين أعلن دعمه بلا حدود لتحقيق الأمن والسلام واستدامة التنمية بولايات دارفور. إذن.. لا توصيف للذي فعلته حركة العدل والمساواة على مشارف وتخوم أبوزبد بغرب كردفان سوى القول إنها «حركة وفرفرة مذبوح»!