رغم أن مجلس الهلال الجديد قد وجد ترحيباً حاراً من جماهير الهلال التي أعلنت مساندتها وتأييدها له من خلال البيانات التي صدرت من رواد النادي، وبعض التنظيمات والروابط والمجموعات باعتباره مجلس وفاق يضم ممثلين لتنظيمي الصدارة والأصالة ومجموعة البرير وعدداً كبيراً من الشخصيات التي لم تكن يوماً طرفاً في الصراعات المدمرة التي أوصلت النادي لهذه المرحلة من الفشل الإداري والانهيار المالي والضعف الفني الذي أدى لخروج الهلال من كل البطولات في هذا الموسم، وضياع فرصة تاريخية في الموسم الماضي للوصول للنهائي والفوز ببطولة الكونفدرالية بالخسارة أمام جوليبا المالي على أرضه، بعد أن كسب الأزرق المباراة الأولى بهدفين، بسبب سوء إدارة غارزيتو للمباراة التي أداها بطريقة مفتوحة ودون أي اهتمام بالنواحي الدفاعية أو مراقبة مفاتيح لعب جوليبا ومصدر خطورته المتمثلة صانع الألعاب ورأس الحربة الذي احرز الهدف الثاني وبجانبه يوسف محمد الذي لم يبذل أي جهد لقطع الكرة أو الضغط عليه ومضايقته حتى لا يحرز الهدف القاتل وهو في قمة الارتياح، للدرجة التي قلت فيها لأحد الزملاء أن هذا المهاجم قد اتصل بأسرته هاتفياً وأكد لها انه سيحرز هدفاً في شباك الهلال يصعد بفريقه للنهائي دون أن يحرك ذلك ساكناً في المدافعين الذين وقفوا يتفرجون عليه وهو يطلق الرصاصة القاتلة التي أخرجت الهلال من البطولة وزرعت الحزن والألم والاحباط في نفوس الجماهير الهلالية التي كانت تتطلع لبطولة تشرف النادي وتنهي بها عقدة عدم الفوز ببطولة خارجية لأكثر من أربعة عقود من المشاركات المتواصلة. أعود وأقول رغم هذا الإجماع الجماهيري على مجلس الهلال الذي سيعمل على معالجة كل المشكلات الادارية والمالية والفنية ويضع الأساس المتين لإدارة مؤسسية وممارسة ديمقراطية وبناء فرقة كروية قوية تجعل الفرح ساكناً مقيماً في دواخل الأهلة بانتصاراتها وإنجازاتها، فمازالت بعض الأقلام الهلالية تدس السم في الدسم لمجلس الجنرالات والكفاءات بعد فشلها الذريع في فرض الشخصيات التي تدين لها بالولاء لقيادة المجلس الجديد، لأنها لم تنطبق عليها معايير الاختيار، كذلك مازالت هذه الأقلام تهاجم كبار الهلال وتتهمهم بالهروب والتقصير في أداء واجباتهم، وهو اتهام ليس له أي أساس، حيث ظل الكبار في حالة اجتماع دائم منذ مشكلة هيثم مصطفى التي بذلوا جهوداً كبيرة لمعالجتها داخل البيت الهلالي، ولكن مجلس البرير أصر على شطب هيثم الذي أدخل المجلس والنادي في أزمات وصراعات وصلت المحاكم وانتهت برحيل المجلس بالتراضي، كذلك كان للكبار دور مقدر في تكوين المجلس الجديد بعقد اجتماعات متواصلة وأداء مشاورات مكثفة مع كل الشرائح الهلالية اتفقوا خلالها على اختيار مجلس بقيادة الحاج عطا المنان وعدد من الشخصيات الهلالية من أصحاب الكفاءات والخبرات التي تمكنهم من ادارة النادي بالمستوى الذي تتطلع اليه الجماهير.. ولم يكتف الكبار بإجراء الاتصالات لاختيار المجلس بل تبرعوا بملياري جنيه في جلسة ضمت خمسة أشخاص هم طه علي البشير والحاج عطا المنان وسعد العمدة ومحمد حمزة والفاضل التوم كمرحلة أولى لدعم التسجيلات، وبدلاً من أن يجد كبار الهلال الإشادة والثناء على جهدهم الكبير ودعمهم المادي وعملهم المتواصل من أجل استقرار الهلال ووحدته وتطوره، كان نصيبهم الهجوم والإساءة والتجني، لأنهم أفشلوا مخططاتهم لاستمرار البرير أو وصول الكاردينال للرئاسة، باختيار مجلس يضم أفضل وأصلب العناصر التي ستؤسس لهلال تكون السلطة العليا فيه للجمعية العمومية، لتنتهي إلى الأبد مجالس الاستجلاب ودولة الصراعات وسيطرة بعض الصحافيين على مقاليد الأمور وإصرارهم على صناعة القرار من خلال فرض أنفسهم بالتطبيل والدفاع عمن يؤيدونهم، والهجوم الشرس والمتواصل على من يختلفون معهم. خلاصة القول أن مسيرة الإصلاح التي قادها كبار الهلال وتوجوها باختيار مجلس الجنرالات والكفاءات لن تتوقف، لأن هؤلاء الرجال لن تخيفهم حملات الإساءة والهجوم، بل ستزيدهم إصراراً على أن يتحرر مجلس الهلال من كل قيود، وأن يكون سيد نفسه، ويتخذ قراراته من منطلق مصلحة الهلال، وليس لتصفية حسابات شخصية أو خدمة لأجندة ذاتية!!