منذ سنوات ووزارة الطرق وهيئتها العامة يعملون في صمت والنتيجة العديد من الطرق الولايئة والقارية التى تربط السودان بدول الجوار، ومن المعروف ان تطور الدولة وتنميتها لا يتحقق الا بتعبيد هذه الطرق التى شهدت تطورًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة وهذا ليس بغريب على هذه المؤسسة التي يعمل رجالها وعلى رأسهم المهندس عبدالوهاب عثمان وزير الطرق في صمت تام، ويبقى حديثه بالعمل الذي وضح من خلال الطريق الساحلي الذي يربط بورتسودان بالشقيقة مصر ثم طريق القلابات الذي يربطنا بالجارة اثيوبيا، وهذه الايام من المتوقع ان يفتتح رئيس الجمهورية برفقة الرئيس الارتيري طريق اللفة الذي يربط ولاية كسلا بالجارة ارتيريا، وهذه الطرق من شأنها ان تدعم الاقتصاد الوطني من خلال تنشيط حركة التجارة بين هذه الدول وبالتالي تحريك الكثير من الايدي العاملة التى ستجعل من هذه الطرق مصدرًا لرزقها إن كان من خلال السيارات المتحركة بين الدول او حتى عبر الاستراحات التى يمكن ان يستفيد منها المواطنون عبر هذه الطرق، وتأكيدًا على هذه الاستفادة اذكر زيارتي برفقة وزير الطرق السابق لتفقد الطريق الساحلي قبل اكتماله فوجدنا معاناة كبيرة في الوصول الى نصف الطريق حيث كانت الجبال والصخور تجعل من الصعب السير بسهولة، وعبر هذا الطريق الوعر كان يعيش الكثيرون من اهلنا في الشرق الى جوار الجبال، وبعد اكتمال هذا الطريق قادتني الظروف لرحلة عمل وصلنا خلالها الى بوابة حلايب المحتلة ولكن الرحلة في هذه المرة كانت مختلفة تمامًا حيث وصلنا في زمن اقل بكثير من الزيارة الاولى، ثم تناولنا وجبتي الافطار والغداء في قهاوي على هذا الطريق الذي شقت اجزاء كبيرة منه الجبال، ولكم ان تتخيلوا كم عامل في تلك القهاوي ماكان لهم ان يعملوا لولا هذا الطريق وكم من بائع متجول يربح من تجارته للمارين بهذا الطريق وكم من... وكم من... ومن المؤكد ان نفس تجربة الطريق الساحلي بامكانها ان تتكرر في طريق كسلا اللفة هذا الى جانب الفوائد الكبيرة التى سيجدها المواطنون في البلدين من خلال الحركة التجارية بينهما، ونرجو ان تشهد الايام المقبلة ربط السودان بجميع دول الجوار من خلال الطرق المعبدة والسكة حديد من اجل انعاش التجارة بين السودان وهذه الدول وانعاش الاقتصاد السوداني.