المتعارف عليه في المسؤول أنه يرفد العامة بالمعلومات ويرسم جادة هندسية لمجريات الأوضاع، وذلك من خلال اللقاءات الصحفية التي تجرى معه من جهة موقعه في السلطة وإلمامه بتفاصيل مايدور في أروقة ودهاليز الحكومة، ولطالما لكل قاعدة «شواذ» تبدو القاعدة المتواضعة التي ذهبنا إليها أن مستشار الرئيس عبد الله علي مسار هو من يخالفها من المسؤولين والزميلة الغراء «ألوان» تفتضح أمره من خلال حوار مطول أجرته معه وقد ذهب في إفاداته على أسئلة الصحيفة إلى التحليل أكثر من كونه معلومات ينبغي أن تكون في جعبته.. مسار ظل ولفترة طويلة متقوقعًا في محطة الحديث عن القبلية والجهوية التي بات يكثر منها وبشكل سافر وهو أمرٌ غير محمود منه وهو يعد أحد الرجال حول الرئيس إذا كان من زمرة المستشارين الذين لا يشكون قلة المهام قلما تجد مسؤولاً يتحدث عن القبلية بذات الطريقة التي تقفز كل مرة على لسان مسار!! حمل الحوار حديثًا عن تيار نيلي وصفه بالعنصرية مثله مثل بقية التيارات، وتحدث عن قبيلة لم يسمها حظيت بعدد مقدر من كراسي السلطة في الحكومة المركزية بل ذهب المستشار إلى تحريض قبائل بعينها وبطريقة مبطنة لجهة عدم تمثيلها في المركز وكأن التعيين بات على الأساس القبلي دون الحزبي أو السياسي.. الحديث عن القبلية والجهوية والإعلاء من شأنها على حساب مقتضيات الحال الأخرى وهي الأهم بكثير يجعل البعض ينزلق وبسرعة إلى هوة سحيقة بائسة يحيط بها الظلام يصعب الخروج منها وهو ما لا نرضاه لمسار على الأقل لأنه في موقع يتطلب منه مزيدًا من التروي عند قول الكلم ومزيدًا من ضبط التصريحات لحظة إطلاقها فضلاً عن أن تصريحات مسار تقرأ من ألف زاوية وينظر إليها من مائة رؤية وذلك أن عبد الله وبعد تجاوز كونه مستشارًا رئاسيًا يرغم البعض على النظر إليه كأحد أبناء إقليم يعيش ظرفًا استثنائيًِا بعد أن خرج من نفق مظلم أدخلته فيه اللغة القبلية البغيضة والتي يردد فيها مسار الآن دون وجود مسوِّغ لتناولها بهذه الطريقة.. يجب أن تكون النظرة للقضايا أكثر عمقًا وأن تقدَّم للمواطن بطريقة شهية فيها معلومات تتحدث عن الغد الذي ينتظره الناس ويأملون أن يكون أحسن من اليوم وأفضل بكثير من الأمس بدلاً من حديث «مدغمس» عن تيار نيلي أو الحديث عن مصالح لبعض أبناء السودان على حساب عامة أبناء السودان، وفي اعتقادنا أن مسار أكبر من ذلك ونأمل منه وهو المهتم جدًا بقضية دارفور والعالم ببواطن الأمور فيها أن يكون مستشارًا لشؤون التبشير بسلام الدوحة وهو أهلٌ لذلك.