عندما يتزوج الرجل من امرأة مشهورة وصاحبة مكانة اجتماعية، تحاط الزوجة بهالة من النفوذ، ويطلق البعض على زوجها صفة الرجل الظل، وهى ظاهرة اجتماعية افرزها الحراك الاجتماعى الكثيف، فخرجت الزوجة للعمل وتفوقت على الرجل بتبوئها أفضل المناصب، والبعض يطلق على الزوج زوج فلانة باسم زوجته، فالأمير فيليب كان يطلق عليه زوج ملكة بريطنيا «اليزابيث الثانية»، ولكن عندما يسود التفاهم والانسجام بين الازواج تصبح حياتهما مستقرة بتفهم كل طرف للآخر.. الملف الاجتماعى طرح تساؤلات عدة حول الرجل الظل عندما يتزوج الرجل من امرأة صاحبة سلطة، وهل يخصم ذلك من شخصيته.. طرح تساؤلاته على طاولة بعض المواطنين من الجنسين وعلم الاجتماع وعلم النفس وخرج بالآتي: علاء الدين محمد نور «طبيب» ابتدر حديثه وقال: إن الرجال قوامون على النساء، لكن عندما تنقلب الآية وتصبح القوامة للزوجة، فالأمر يحتاج الى استعداد نفسى وفهم عالٍ من الزوج، وقوة شخصية تحميه من تدخلات المجتمع، والزوجة لها دور كبير فى ذلك، وعليها ان تشرك الزوج معها فى عملها وتأخذ مشورته مما يخلق توازناً، ولا بد أن تغلب على علاقتهما الاحترافية، بمعنى أن تفصل الزوجة بين العمل والبيت. يوسف الطيب «موظف» قال: إن الزوج الذى يتزوج بزوجة مشهورة احياناً يسقط المجتمع شخصيته، فيقال له زوج فلانة، وبالتالى يصبح زوجاً مهزوز الشخصية، فبعض الزوجات ذوات شخصية متسلطة، فعلى الزوجة ان تلعب دور الأم والزوجة، وان تراعى وجود زوجها باشراكها له. فاطمة محمد «محامية» أرجعت فاطمة الأمر الى التفاهم بين الزوجين والاختيار الصحيح، فاحياناً الزوجة المشهورة تخصم من دور زوجها فى المجتمع، وقالت: لدى صديقة تعمل مديرة فى احدى المؤسسات ولم يتفهم الزوج طبيعة عملها والوضع الذى هى فيه، مما خلق بينهم كثيراً من الخلافات، ولم تستطع الزوجة ان تصل الى حل لهذه الخلافات مما ادى الى طلاقها. عايدة الرفاعي «ربة منزل» بدأت حديثها وقالت: إن الرجل الظل هو الذى تكاد تختفى شخصيته عندما يتزوج بزوجة مشهورة ولها مكانة فى المجتمع، ودائما ما يعانى الزوج من المجتمع بأن يقال لابنائه مثلاً «أولاد فلانة ناجحين زى أمهم»، وهناك بعض الأزواج الذين يتباهون بمكانة زوجاتهم ويخافون من الزوجة ومن «طولة لسانها» ويختفى دورهم ويصبحون عديمى الرأي والشخصية. ولمعرفة رأي علم الاجتماع افادتنا الاختصاصية الاجتماعية الاستاذة سلافة بسطاوى التي ارجعت الموضوع الى طريقة اختيار الزوجين لبعضهما البعض لأنها تساعد فيما بعد، ويجب ان يكون هناك تكافؤ بينهما، فالزوج عندما يختار زوجته لا يختارها من اجل المصلحة، وعليه الا يرمى عليها كل المسؤوليات ويكون قريباً منها حتى لا يطغى دور الزوجة عليه، وعلى الزوجة ان تكون متفهمة لدورها بوصفها امرأة مجتمع، وهى فى حاجة لمشورة زوجها، وكلما ساد التفاهم فى العلاقة شعر بذلك الابناء مما يجعلهم يحترمون والدهم، فالمجتمع فى حاجة لازواج متكافئين ومتفاهمين داخل منازلهم وخارجها، والمرأة فى حاجة لزوج يساعدها ويخفف عليها اعباءها، ومثلما وراء كل رجل عظيم امرأة العكس صحيح بالنسبة للمرأة. ولعلم النفس رأى حول الرجل الظل، حيث افادنا بروفيسور على بلدو بأن هذه الظاهرة تعتبر واحدة من الافرازات المجتمعية الخطيرة والحراك الاجتماعى الكثيف الذى غير كثيراً صورة الزوج النمطى الذى عرف عبر السنين بأنه هو الآمر الناهى وصاحب السطوة والملك فى المنزل، ونجم عن ذلك تحجيم الدور الانثوى وفرض السلطة الذكورية والنظرة الدونية لما عدا الرجال فى المجتمع، ونجد خروج المرأة للعمل وتفوقها على الرجل فى كثير من المجالات بأنها اصبحت تشارك مالياً وتقوم بالصرف على المنزل وتلبية احتياجات الازواج المالية والاقتصادية، مما جعل صوت الزوجة يعلو وصوت الرجل يخبو ويتوارى في الظل، ويمضى بروف بلدو فى حديثه ل «الإنتباهة» ويؤكد أن هناك الرغبة في ذلك من الزوجة وفقدان السيطرة الاقتصادية، اضافة الى الفوارق الطبقية والثقافية والاكاديمية التى برزت نتيجة العنوسة والزواج غير المتكافئ الذى جعل الكثير من الازواج يشعرون بالخجل وعدم القدرة على مواجهة زوجاتهم وعدم القدرة على الحديث، وبالتالى اهتزاز الثقة بالنفس واضمحلال الشخصية، وهذا يجعل الزوج يعيش فى حالة من عدم التوازن النفسى، وهذا يدفعه الى سلوك دروب مختلفة للتنفيس عن هذا الكبت وعدم الراحة النفسية، وعموما فإنه يجب ان يكون هناك اتزان وتوازن وموازنة ووزن للطرفين بصورة متكافئة من أجل ضمان الصحة النفسية فى الاسرة وديمومتها واستقرارها.