مؤسف أن يتحكم صحافي في قرار مجلس كامل يضم شخوصاً بقامة وطن كعطا المنان واللواء البشير واللواء السر والدكتور قاقارين، ويحرك الشارع الهلالي ليضغط عليهم لتسجيل قائد المريخ المعتزل فيصل عجب. تعودنا أن نسمع ونقرأ عن قنابل التسجيلات في كل موسم، ولكن تسجيل فيصل العجب في الكشف الهلالي إن حدث فهو«هيروشيما» هذا العام لأسباب عدة أولها أن اللاعب كان قد أعلن اعتزاله اللعب رسمياً وحرر خطاباً بذلك في يونيو الماضي، وكان قبلها لا يظهر ضمن التشكيل الأساسي لناديه لفترة فاقت العامين حتى بدأ المشفقون من محبيه وعقلاء الوسط الرياضي يجاهرون بضرورة حث العجب على وداع جماهيره المليونية والترجل قبل أن تطارده صافرات الاستهجان التي بدأت فعلاً في الظهور على مدرجات ملعب المريخ، وأخيراً اقتنع العجب بضرورة الاعتزال وهو ما حدث قبل ستة أشهر من الآن. وقتها تلقى العجب وعداً بالتكريم الذي يليق بمسيرته المليئة بالأرقام والإنجازات على مستوى الدوري مع المريخ وبطولات إفريقيا مع المريخ والمنتخب ولكن. تلكأ مجلس المريخ في تحديد موعد وبرنامج التكريم، واستغلت بعض الأنفس صاحبة الغرض هذا الموقف غير الواضح، ولعبت عليه للضغط على الملك فيصل واقناعه بأنه مازال قادراً على العطاء واللعب للهلال، ووقع العجب في ذات المصيدة التي عجلت بخروج البرنس من الهلال، وما درى أن من يتبنون أمر تسجيله للهلال لا يرون فيه شيئاً جميلاً ولكنهم يمتطونه هو للوصول لغاية تخصهم وحدهم. العجب معذور وهو يرى مجلس المريخ الذي وعد وما أوفى بوعده، وفي نهاية الأمر إن لعب للهلال او جلس على الدكة، فها هو يقبض ثمن اختياره ملياراً من الجنيهات، والمثل يقول «عصفور في اليد ولا ألف طائر»، ولكن ماذا سيقبض مجلس الهلال وفريق الكرة بالنادي من تسجيل العجب؟! هل هم حقاً يرون فيه لاعباً قادراً على تقديم جهد يساعد الهلال على الظفر بالبطولات المحلية واستعادة بعض البريق الاقليمي؟ أن يتداول مجلس الهلال قضية تسجيل العجب من عدمها لأكثر من أسبوع ويجتمع المجلس لينفض ليجتمع ليستقيل من يستقيل و «يحرد» من «يحرد»، فهذه سقطة كبيرة في حق النادي الكبير. وكما قال الحارس الدولي السابق محمد عبد الفتاح زغبير فإن مجلس الهلال الذي كبرت آمال الاهلة فيه تصاغر في نظر الكثيرين وهو يكرس جهوده لضم لاعب لن يفيد الهلال أبداً. العجب لاعب استثنائي وفنان وأعطى المريخ ولم يستبق شيئاً، ومن حقه علينا أن نكرمه ونفرحه كما أفرح جمهور الكرة السودانية والمريخية على وجه الخصوص، وبدلاً من ذلك ها هو يقاد نحو «المحرقة» بعد أن كان ملكاً متوجاً على قلوب كل السودانيين. لمسة أخيرة: مجلس الهلال يتذاكى وهو يترك أمر تسجيل العجب وحافزه للكاردينال، فإن سلمنا بأن الكاردينال قد تكفل بقيمة التعاقد، فهل هو أو أي أحد غيره بيده اتخاذ قرار التسجيل أو رفضه؟ من عبث الأقدار أن يتسبب ذات الصحافي في هدم تاريخ ومجد وإرث الملك فيصل والأمير هيثم وجماهيريتهما الطاغية .