حرب خفية تديرها أنامل غضة، ومن على البعد ظلت تلك الأصابع وبسوء قصد متعمد تعوث فساداً وخسة ودسيسة، فجعلت ما يعرف ب »الجريمة الإلكترونية« مهدداً في قائمة النشاط الهدام، فتصدت شرطة ونيابة المعلوماتية لسيل من البلاغات والمخالفات وحققت الكثير من الإنجازات بالأداء المميز في عمليات التحري السبرالي وعمليات التتبع في الشبكة العنكبوتية، وقدمت دلائل وبينات دامغة أقنعت المحكمة المختصة، وبشهود الخبرة التي استعانت بهم النيابة حيث شكلت »البينة الإلكترونية« واحدة من تحديات الإثبات التي تناولها المستشار عبد المنعم عبد الحافظ وكيل أول نيابة التحقيقات الجنائية وجرائم المعلوماتية في كتاب مهم جداً لإثراء المكتبة القانونية والعلمية معاً، ولعل أهم ما جاء في هذا السفر هو الإنذار بخطر داهم يحدق بأنظمة البلاد التقنية، وبالتالي انهيار الحكومة الإلكترونية قبل الشروع في بنائها مع تدمير لأنظمة المصارف والكهرباء والاتصالات، وكل ما يتعلق بالاقتصاد والأمن القومي، وقال المستشار لدى تدشينه هذا الكتاب بجملة تبعث في النفس الطمأنينة، حيث أكد بقوله: »ما زالت الأمور تحت السيطرة«. فالسيطرة التي يتحدث عنها المستشار مستوحاة من شهود الخبرة الذين وقفوا أمام المحكمة وقدموا عصارة جهدهم الفكري والتطبيقي، وجعلوا من بين عطائهم وبما يملكونه من قدرات وموهبة خاصة أول سابقة للإثبات التقني وأول حكم في جرائم المعلوماتية. والخبراء الذين أعنيهم لم ياتوأ من المعهد العالمي للجرائم المستحدثة ببريطانيا، ولا من مركز أبحاث الجريمة بالشرق الأوسط »كارنيغي«، ولا من مركز التمييز لأمن المعلومات، بل جاءوا من أزقة أم درمان، أكلوا القديد وسمك العم »سكي« في الموردة، إنهما المهندسان التوأم حسام وهشام محمد بدوي، اللذان تخرجا في جامعة الجزيرة، وتخصصا في علوم الاتصالات والشبكات، وبرعا حتى سبقت سمعتهما عمريهما اليافع، قدما بحوثاً وسمنارات مدهشة تناولتها الصحافة اليومية بالمانشيتات العريضة، ويعدان خلال مسيرتهما العلمية بحثين لنيل درجة الماجستير، الأول يتناول كيفية تدمير الحكومة الإلكترونية، والثاني يتناول حماية الحكومة الإلكترونية من التدمير.. توصلا من خلال بحثيهما لأخطر قائمة هكر بالسودان، وبحوزتهما أكبر مرجع لسلسلة الاختراقات التدميرية ولهما نظرية تسمى »المرآة« وهي نظرية خاصة »ملك حر« للتوأم حسام وهشام. ٭ أفق قبل الأخير تتناقل الأنباء هذه الأيام ظاهرة هجرة الكفاءات للخارج، وهناك إعلان رئاسي يوجه بالحد من هذه الهجرة الاستنزافية، وقبل حلول هذا العام سيضاف التوأم حسام وهشام إلى قائمة العقول والكفاءات الشبابية المهاجرة بحثاً عن وضع يفي بحد الكفاف والتزامات الحياة الكريمة. ٭ أفق أخير اسألوهما عن »شبكة الأجانب« قبل مغادرتهما.